بعدما طرحت منصة نتفليكس الموسم الأول، من مسلسلها التلفزيوني “وينزداي” مع نهاية عام 2022. حصد ملايين المشاهدات منذ الأسبوع الأول من عرضه. وتصدر آنذاك قائمة المسلسلات الأكثر مشاهدة على المنصة في أكثر من ثمانين دولة حول العالم.
واكتسب المسلسل قاعدة جماهيرية واسعة، جعلته يكتسح منصات التواصل الاجتماعي. فصرت تبصر آلاف إن لم نقل ملايين الفيديوهات على “تيك توك”، لأشخاص يقلدون الرقصة الشهيرة، التي أدتها بطلة المسلسل. بمكياج قاتم الألوان وضفيرتين، إضافة إلى ثياب سوداء اللون كالتي ارتدتها وينزداي آدمز.
بعد النجاح الباهر للمسلسل، كان تجديده لموسم ثان مسألة وقت. وهو الأمر الذي تأكد بعد إعلان الخبر عبر منصتها. حيث غردت على حسابها الرسمي على تويتر قائلة: ” تم تجديد رسميا وينزداي لموسم ثاني”.
لكن لماذا جذب الموسم الأول لمسلسل “وينزداي” اهتمام الملايين حول العالم؟ في هذا المقال سنتوقف عند أبرز العوامل التي لعبت دورا مركزيا في نجاح المسلسل.
السياق التاريخي لعائلة آدمز
قبل التطرق لأحداث المسلسل، لابد من الإشارة إلى تاريخ عائلة آدمز. هي عائلة خيالية شهيرة، من تصميم رسام الكرتون الشهير تشارلز آدمز. والتي سميت بآدمز نسبة إليه. كان أول ظهور رسمي لهم سنة 1938 على شكل رسومات كاريكاتورية نشرت على مجلة “نيويوركر”.
هي عائلة أرستقراطية ثرية، جسدت دور العائلة الأميركية المثالية في قالب ساخر. وهي متكونة من 4 أفراد. وهم غوميز آدمز رب الأسرة وزجته مورتيشيا آدمز، إضافة إلى أطفالهما وينزداي وبوغسلي.
كان أول ظهور لعائلة آدمز سنة 1964، على شكل مسلسل تلفزيوني، لتظهر بعد ذلك العائلة في عدة أفلام ومسلسلات ورسوم متحركة، ومسرحيات موسيقية، بل وحتى على ألعاب الفيديو. وآخر ظهور لهم كان في مسلسل “وينزداي” من توقيع المخرج تيم بورتون.
أحداث وينزداي عالم خيالي وشخصيات منبوذة
ثماني حلقات من الموسم الأول كان عنوانها الإثارة، الغموض والتشويق. كل حلقة تدغدغ فيك حس الفضول وتدفعك لمشاهدة باقي الحلقات، نظرا لحبكة القصة وترابط الأحداث.
تدور أحداث المسلسل، حول “وينزداي” الابنة الكبرى لعائلة آدمز. هي شابة مراهقة غربية الأطوار إلى حد كبير، ذات مزاج سوداوي، تعاني من حساسية الألوان، ما يجعلها تخلق عالما لها بالأبيض والأسود.
يبدأ المسلسل بطرد “وينزداي” من مدرستها، بعد أن ألقت بأسماك مفترسة في مسبح المدرسة، انتقاما ممن ألحقوا الأذى بأخيها بوغسلي. لتلتحق بعد ذلك بأكاديمية “نيفرمور”. وهي الأكاديمية نفسها التي ارتادها والداها مورتيشيا وغوميز.
الهدف كان الاندماج في مجتمع التلاميذ المنبوذين. بين مصاصي الدماء والمستذئبين والغرغونات، وغيرهم من ذوي القوى الخارقة. وعلى عكس المتوقع، ورغم المحاولات المستمرة وإلحاح شريكتها في الغرفة إينيد، تظل وينزداي محتفظة بعزلتها بين المنبوذين.
يبدأ عنصر التشويق والغموض بعد ظهور وحش يهدد حياة سائر المنبوذين، لتدخل وينزداي في رحلة حل لغز جريمة قتل غامضة، راح ضحيتها أحد تلاميذ “نيفرمور”. بينما تحاول بطلة المسلسل فك خيوط الجريمة اللغز، ينتهي بها المطاف بين سلسلة من التساؤلات. حول تاريخ عائلها والأكاديمية والبلدة، وسبب ظهور جودي، إحدى أسلافها القدامى في رؤياها. هذه الأخيرة ستساعد وينزداي في حل لغز وحش.
بصمة ملك الفانتازيا وتوقيع كولين أتوود
يكفي القول إن المسلسل من إخراج المبدع تيم بورتون، لجذب محبي أفلام الخيال العلمي لمشاهدة المسلسل. حيث عرف تيم بورتون بمسيرة سينمائية حافلة. أعطى فيها الشيء الكثير للفن السابع، ما يجعله يحظى بمكانة سينمائية خاصة. تعطي للمشاهد القدرة على تمييز أعماله من بين الأعمال الأخرى.
وأخرج تيم بورتون الحلقات الأربعة الأولى من المسلسل، وشاركه في إخراج الحلقات المتبقية كل من جانجا مونتيرو وجيمس مارشال، إلا أن النفس الفني لتيم بورتون كان طاغيا على المسلسل بأكمله.
كما تمكنت مصممة الأزياء الأمريكية، كولين أتوود من تقديم صورة بصرية شديدة الأناقة، حيث أبدعت في أزياء شخصية وينزداي. لتجعل من مظهرها السوداوي، أيقونة من أيقونات الموضة والأزياء. الذي سرعان ما كثرت محاولات تقليده على مختلف منصات التواصل الاجتماعي، وذلك بعد مدة قصيرة من بث المسلسل على منصة نتفليكس.
رغم سيطرة اللون الأسود على ملابس الشخصية الرئيسية، إلا أنها تمكنت من خلق التميز بينها وبين زملائها الذين يرتدون زيا موحدا باللون الأزرق. ذلك راجع بالأساس إلى حسن اختيارها لملابس وينزداي، وكذا تصفيفة شعرها الفريدة، ناهيك عن الأحذية الرائعة. وبفضل حسها الفني المتميز، استطاعت كولين، أن تبدع في زي الحفل. وتجعل وينزداي تتألق بين زملائها بفستان قوطي أنيق، وتسريحة الشعر المرفوع.
وإلى جانب ملابس الشخصية الرئيسية، أبدعت كولين كذلك في ملابس الشخصيات الأخرى. أبرزها إينيد التي تمثل نقيضا لشخصية وينزداي، بملابسها ذات الألوان المشرقة.
موسيقى تصويرية مميزة
من العوامل الأخرى التي جعلت مسلسل وينزداي يحقق قاعدة جماهيرية واسعة عبر العالم، الموسيقى التصويرية المميزة لداني إلفمان. التي تعلق في الآذان منذ الوهلة الأولى من سماعها.
كما رافقت عشاق المسلسل، جملة من التحف الموسيقية الشهيرة، التي أطربت مسامعهم. كما لقي مشهد رقصة وينزاي في الحلقة الرابعة، شهرة واسعة رغم أنه استغرق أقل من ثلاث دقائق. لتتحول رقصة “وينزداي آدامز”، بصوت المطربة الشهيرة، ليدي غاغا إلى ترند على مواقع التواصل الاجتماعي.
الرقصة لم تنل إعجاب متابعي المسلسل وحدهم، بل لفتت أيضا انتباه عدد من المشاهير، بين أجانب وعرب، ليقلدوها في فيديوهات نشرت عبر حساباتهم الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي. ولعل أشهرهم كيم كاردشيان رفقة ابنتها نورث، إضافة إلى بيونسيه وكاميلا كابيو التي أدتها رفقة موغان مايلز في كواليس برنامج ذا فويس.
ينضاف إلى القائمة أسماء فنانين ومشاهير عرب أبرزهم، جوانا عريضة مع ركين سعد، فضلا عن دنيا سمير غانم مع بيومي فؤاد، كارن وازن مع بناتها، حلا الترك، وعلا رشدي.
الوقوع في حب يد مقطوعة
إذا كنت تظن أنه من المستحيل الوقوع في حب يد، فلابد أنك لم تشاهد مسلسل “وينزداي”. “ثينغ” هو تلك اليد المبتورة بلا جسد، له وعي مستقل ويؤدي وظائف مختلفة للعائلة. وهو صديق لوينزداي، يساعدها في تنفيذ خططها، ويعتبر من أكبر ألغاز عائلة آدمز.
لم يتم الكشف عن حقيقته، سواء أكان أصله جسد بشري أو أنه كيان مستقل. وعلى الرغم من أنه مجرد يد، إلا أنه تمكن من خطف الأضواء، لخفته وحضوره المميز. الذي أضاف الشيء الكثير للمسلسل، ويلعب دوره “ڤيكتور دوروبانتو”.