في الجزء الأول من سلسلة المقالات حول وثائقي هاري وميغان، تحدثنا عن أهم الأحداث والذكريات التي شملتها الحلقة الأولى. بدءا بأول لقاء غرامي لهما، مرورا بذكريات طفولة الأمير مع والدته ومضايقات الصحافة لهم منذ صغره، إلى أول سفر لهما والذي كان اختبارا حاسما لنجاح علاقتهما؟
ميغان انحراف إلى حد كبير!
بعد نجاح مغامرة هاري وميغان في إفريقيا وإقرارهما بانجذاب بعضهما لبعض. ورغم الصعوبات والأسئلة التي تطرح في ذهنيهما، إلا أنهما “اخترعا طريقة لإنجاح هذه العلاقة”. الطريقة، التي كانت فكرة ميغان، أن يريا بعضهما البعض لمدة أسبوعين تقريبا. لكن هاري لن يتمكن من الذهاب بشكل مستمر بحكم التزاماته وكي لا يجذب انتباه الرأي العام. فيما كان من السهل على ميغان المجيء إليه بشكل مستمر، عن طريق ركوب طائرة تجارية والاتجاه إلى المملكة المتحدة.
ورغم حرصهما على إبقاء علاقتهما سرية، إلا أن الخبر بدأ يتسرب ببطء عن طرق الصحافة الصفراء. وازدادت شكوك البعض في أن هاري وميغان مرتبطان. ليقررا في النهاية نشر الخبر بنفسهما. فكيف كان رد فعل البريطانيين وخاصة العائلة الملكية بخصوص هذا القرار؟
قبل الإجابة عن هذا السؤال سنستحضر معا ما قام به هاري وميغان قبل ليلة من انتشار الخبر. قرر هاري الاستمتاع بهذه الليلة قبل الخوض في غمار الضغط الذي ينتظرهما. وذهبا إلى حفلة عيد القديسين التي استمتعا فيها برفقة ابنة عم هاري وبعض الأصدقاء المقربين.
في اليوم الموالي انتشر الخبر. وتصدرت عناوين صادمة صحف بريطانيا ك”تحطم القلوب في جميع انحاء العالم”، “ميغان هي انحراف إلى حد كبير.. استدرجت هاري بعيدا عنا”. عناوين قاسية أدخلت الثنائي في صدمة، إذ ليس هذا ما كانا ينتظراه.
“كل شيء كان يسير بشكل جيد لكنه تغير بسرعة”
تبدأ الحلقة الثانية بمطاردة مصوري البابارتزي للثنائي أثناء تواجدهما في سيارتهما رفقة السائق.
وفي تصريح والدة ميغان الذي يعتبر الأول من نوعه في هذا الوثائقي، تحدثت عن الفترة الأولى السرية لعلاقة ابنتها بهاري. وأبدت إعجابها الشديد بشخصه وبخصاله الحميدة أثناء لقائهم الأول.
عبر أيضا أصدقاء ميغان عن فرحتهم العارمة بخبر ارتباط الثنائي، وصرحت ميغان أن “كل شيء كان يسير بشكل جيد لكنه تغير بسرعة”.
بدأت مضايقات الصحافة الصفراء لميغان تزداد مع الوقت، إذ توجهوا إلى منزلها بتورونتو وانتظروها لساعات طويلة. كما وصل بهم الفضول إلى تقديم رشوة لجيرانها من أجل إمكانية زرع كاميرات بث مباشر في الباحة الخلفية لمنزلها. تقول ميغان “كان الأمر مخيفا للغاية”.
شعر هاري بالعجز عند مشاهدته التغطية المباشرة من أمام منزل ميغان، وقالت ميغان أنها شعرت أن وسائل الإعلام البريطانية كلها نزلت إلى تورونتو”.
“كل نساء القصر مروا بنفس الشيء، لماذا يجب أن تعامل صديقتك بطريقة خاصة؟”
تنقلنا الحلقة الثانية بعيدا عن كل هذا الضغط لتزيح الستار عن طفولة ميغان. إذ حظيت ميغان بطفولة هادئة ومميزة كانت فيها منضبطة للغاية في دراستها، كما حصلت على درجات امتياز متتالية.
تعرض ميغان للعنصرية والمضايقات خلال فترة إعلان علاقتها بهاري، جعلها تستحضر معاناة والدتها مع العنصرية بسبب لونها الداكن، حيث ذكرت “عند ذهابي وأمي إلى البقال لم يكن الناس يصدقون أنها أمي بسبب فرق اللون بيننا”.
بعد ثمانية أيام من إعلان خبر علاقتهما، قرر هاري إصدار بيان بشأن المضايقات التي تتعرض لها ميغان، والتي تحمل أبعادا عنصرية. كما عبر عن قلقه الشديد بشأن سلامتها، واستيائه الكبير من عدم قدرته على حمايتها.
وكان هذا البيان موجها بشكل مباشر للصحافة البريطانية ليتراجعوا عن أفعالهم المسيئة. تذكر هاري أيضا تلك العناوين المؤلمة بالنسبة له التي كتبت عن زوجته آنذاك، ويقول “كل هذه الضجة والعنصرية حاضران فيما فضل أعضاء القصر عدم قول أي شيء”. هذا ما جعله يطرح سؤالا حول سبب عدم التعليق، لكن الإجابة التي تلقاها كانت صادمة … كل نساء القصر مروا بنفس الشيء، لماذا يجب أن تعامل صديقتك بطريقة خاصة؟ لماذا يجب علينا حمايتها؟”.
رغم كل المضايقات والعنصرية التي تعرضت لها ميغان إلا أن الأمر فاق التوقعات، لتتعرض هذه الأخيرة للتهديد بالقتل. مما جعل ميغان تعين حارسا خاصا يرافقها أينما ذهبت، وسائقا مدربا بشكل خاص على قيادة المراوغة. كل هذه الأحداث جعلت أقرب المقربين لميغان يطرحون عليها سؤالا محوريا: “نعلم أنك متيمة به، لكن هل يستحق كل هذا العناء؟”.
لقاء الملكة إليزابيث
يحكي لنا هاري في الحلقة الثانية أيضا تفاصيل التقاء ميغان بالملكة إليزابيث الراحلة. إذ يقول أن حبيبته لم تكن تعرف حقا أنه من الضروري الانحناء لتقديم التحية للملكة احتراما وإجلالا لها. لكنها “أبلت بلاء حسنا” حسب قوله.
تعرفت ميغان على عائلة هاري للمرة الأولى وكانوا منبهرين بها وبشخصيتها، وفاجأتهم فكرة ان الشاب الأصهب تمكن أخيرا من العثور على فتاة أحلامه، “امرأة ذكية وجميلة في نفس الوقت”. غير أن كون ميغان ممثلة أمريكية ضايقهم بعض الشيء، وشكل عائقا كبيرا بالنسبة لهم ولمنصبهم، مما جعلهم يصدرون حكمهم على هذه العلاقة “هذا لن يدوم”.
“لقائي بميغان كان كالعثور على إبرة في كومة قش”
يحكي الثنائي في هذا الجزء أيضا عن حياة كل منهما قبل لقاء الآخر. لكن بالرغم من الاختلاف الكبير بينهما وبين طريقة عيشهما، إلا أن هناك نقاط مشتركة متعددة. كاهتمامهما المشترك بقضايا المرأة والمدافعة عن حقوقها، وزيارتهما للمناطق النائية الفقيرة في العالم بين الحين والآخر من أجل المساعدة.
وقوع هاري في حب ميغان كان لعدة أسباب، كإعجابه الشديد بشخصيتها، والإحساس الصادق الذي غمره منذ أول مرة رآها فيها. حيث يقول “قلبي أخبرني أنها هي التي سأقضي معها بقية حياتي”. إذ رأى هاري أن ميغان مثالية تماما لتؤدي دور “زوجة الأمير”، إذ كان الأمر “كالعثور على إبرة في كومة قش”.
بعد أسابيع من خطوبتهما بين العائلة والأصدقاء في أجواء هادئة، تم الإعلان عن ذلك بشكل رسمي. واعترت معالم الفرح والسعادة سكان بريطانيا بما فيهم السود، الذين تحمسوا بشدة لهذه العلاقة.
وفي هذا الصدد كتبت نيويورك تايمز مقالا بعنوان “ميغان ستصنع التاريخ”، كما كتبت تايمز أيضا مقالا بعنوان “امرأة ملونة هي البطلة في حكاية خيالية حقيقية”.
وتم تنظيم مقابلة للثنائي من طرف القصر مع الصحافة البريطاني. وكانت تنتظر ميغان أن تمر المقابلة في أجواء صريحة وحقيقية لكن الأمر كان عكس توقعاتها. إذ لم يسمح للثنائي بمشاركة قصة حبهم وتفاصيلها مع الصحافة، فيما تم تدريبهم على إجابات مدروسة. تقول ميغان أن هذه المقابلة كانت بمثابة “برنامج واقعي منظم”.
ووسط تساؤلات حول كيف ستكون حياة هاري وميغان بعد الخطوبة، وكيف ستندمج هذه الأخيرة مع كل هذا الضغط والأجواء الملكية؟ هي تساؤلات سنجيب عليها في الجزء المقبل.