بعد تعرض ميغان وهاري لضغط كبير وتقبل البعض لعلاقتهما ورفض آخرين بدافع العنصرية والظلم. بدا من البديهي طرح أسئلة من قبيل: لماذا كل هذه العنصرية تجاه ميغان؟ وهل لتاريخ بريطانيا القديم علاقة به؟ وهل تواجد أميرة ذات أصول مختلطة للمرة الاولى في العائلة البريطانية سيغير هذه النظرة العنصرية؟
- الجزء الأول: وثائقي هاري وميغان … ذكريات، حب وخوف من المستقبل
- الجزء الثاني: ميغان وهاري … عنصرية وتهديد بالقتل
من كان يتصور أن بريطانيا ستحصل على أميرة سوداء؟
افتتحت الحلقة الثالثة من وثائقي هاري وميغان بهذا السؤال الذي يأخذ أساسا له تاريخ بريطانيا القديم. حيث كان حصول هذه الأخيرة على أميرة ذات أصول مختلطة بالأمر المستبعد. فلنتحدث قليلا عن تاريخ بريطانيا.
تاريخ بريطانيا المظلم
يقال إنه كان لدي بريطانيا جانب جنوبي عميق في جزر “الكاريبي”، جانب وحشي جعلها تستعبد الأفارقة أكثر من الولايات المتحدة الأمريكية.
وأجرت بريطانيا في القديم أول رحلة رق تجارية لها مولتها الملكة إليزابيث الأولى شخصيا. لكن الأمر لم ينته معها واستمر التمويل مع الملوك والملكات عبر السنين إلى غاية إلغاء الاسترقاق سنة 1807.
وسعت بريطانيا بكل ما تملكه كي تمحو تاريخ الاستعباد البريطاني من ذاكرة العالم، وتسقطه عن القصة التاريخية البريطانية. الشيء الذي جعلها تنفق 20 مليون جنيه إسترليني كتعويض لملاك الرقيق. لكنها في الأساس أعطت هذا الثمن مقابل ملكيتهم البشرية كي يمحى هذا التاريخ للأبد.
خلال العقود الأخيرة أصبح المملكة البريطانية كغيرها من الدول المتقدمة قبلة لمختلف الأعراق الذين تعايشوا مع سكانها. لكن هذا لا يعني أن العنصرية اندثرت فيها.
زوجة أمير “كينت” تتزين “بحلية الرجل الأسود”
بالعودة إلى الثنائي محور الوثائقي، وقبل خمس شهور من الزفاف اختارت ميغان وهاري إمضاء عيد الميلاد السنوي مع عائلته في أجواء ملكية في “ساندرينغهام”، بحكم أنه أول عيد مجيد لميغان كزوجة الأمير المستقبلية. ويقول هاري أن حبيبته قامت بعمل مبهر جدا رغم صعوبة الأمر. واستمتعت ميغان هي الأخرى بكل تلك الأجواء ووصفت تواجدها مع العائلة الملكية بالتواجد مع العائلة التي تمنتها دوما.
لكن الأمر لم يستمر على نحو جيد، إذ ظهرت زوجة أمير “كينت” مايكل أحد أولاد عم الملكة، وهي ترتدي “حلية الرجل الأسود”، وذلك خلال حضورها لغذاء عيد الميلاد السنوي بقصر الملكة في تحريض علني على العنصرية تجاه ميغان.
واكتسحت “تويتر” تغريدات كثيرة تحت عنوان “ألم يلاحظ أحد حلية الرجل الأسود؟”. مما جعل أميرة “كينت” تعتذر وتقول “آسفة على ارتداء الحلية العنصرية”..
وصف هاري هذا الأمر بالتحيز اللاواعي. كما قال “هو في الواقع ليس خطأ أي أحد، لكن بمجرد الإشارة إليه تحدد نفسك داخله، وبالتالي تحتاج لتصحيح ما قمت به، هذا شيء عادي، إنه تعليم، إنه وعي وهو عمل مستمر للجميع”.
أمر “حلية الرجل الأسود” جعل هاري يستحضر ارتداءه لبدلة نازية في حفلة سنة 2005. ووصف هذا الأمر “بأحد أكبر الأخطاء في حياته”. شعر الأمير آنذاك بالخجل الشديد بمجرد انتقاده من طرف الجميع، لكنه أراد فعلا تصحيح خطأه. في حين كانت لديه القدرة على تجاهله بكل بساطة، لكنه لم يرد ذلك.
من الصعب اتباع البروتوكولات الملكية بكل حذافيرها
بالرغم من بذل ميغان كل جهدها في تأدية الدور على أكمل وجه إلا أنها كانت تتعرض لانتقادات عدة. سواء بخصوص ملابسها، أو تسريحة شعرها، قبعاتها، أو طريقتها في التلويح للناس.
لكنها تؤكد أنها تحترم البروتوكولات الملكية، فقط يلزمها الكثير من الوقت لتتعلم كل هذه القواعد. وتقول “لم يقل لي أحدهم اجلسي هكذا، استخدمي هذه الشوكة، أو لا تفعلي ذلك، انحني بهذا التوقيت، أو ارتدي هذه القبعة.. لم يحدث ذلك على الإطلاق”. وتسترسل “كان علي تعلم الكثير بنفسي حتى حفظ النشيد الوطني، بحثت عنه عبر غوغل وتدربت عليه كثيرا”.
حاولت ميغان في كل مرة بدل قصارى جهدها للاندماج مع العائلة الملكية. وذلك من خلال اختياراتها للملابس، إذ لطالما اختارت ألوانا باهتة فقط بغرض الاندماج معهم وليس بغرض التميز. كما حاولت جاهدة عدم التسبب بأي إحراج للعائلة الملكية.
بين مشاعر الضغينة ومشاعر الفرح
خلال فترة التحضير والتخطيط لأمور الزفاف، اختارت الصحف الصفراء الاصطياد في الماء العكر، عن طريق خلق ضجة حول ميغان، والبحث عن أشخاص لابتكار ونشر أكثر القصص “الرنانة الممكنة”.
أصبح الوضع سيئا مع كل هذا الضغط الذي كان يعيشه الثنائي. لكن الصحف الصفراء لم تستسلم واستمرت في نشر القصص والعناوين المسيئة ك “قريبة السفاح”، و “صديقة سابقة لنجم إباحي ومدمنة كوكايين”. كل هذه العناوين تزامنت مع الهجمات الإرهابية في العالم مما جعل توتر الثنائي يزداد شيئا فشيئا.
لكن، إلى جانب كل هذه الضغينة والضغط، كانت مشاعر الفرح والحب تغمر فئة مهمة من سكان بريطانيا وأصدقاء ميغان وهاري. الذين عبروا عن سعادتهم العارمة بهذا الزواج، وأن الثنائي يستحق الفرح والعيش في أمان وسلام. كما أنهما ثنائي ناجح من خلال حبهما الكبير واعتمادهما على بعضهما البعض، وكذلك صداقتهما المقربة.
“هذه ليست أبوة”
قبل الزفاف بأيام قليلة، نشرت أخبار عن والد ميغان “توماس ماركل” الذي قيل إنه نظم صورا مع الصحافة مقابل المال. وصل الخبر لميغان عن طريق السكرتير الإعلامي الخاص، مما جعلها وهاري يتصلون به مباشرة. ورغم نفيه لكن ميغان لم تصدقه.
انتشر الخبر في كل أرجاء بريطانيا قبل خمسة أيام من الزفاف، وانصدمت ميغان من تصرف والدها. فيما قالت والدتها أن “توماس ماركل” انتهز الفرصة وقام بهذا الفعل الشنيع، “هذه ليست أبوة”.
انصدمت ميغان من أفعال والدها لكنها سعت جاهدة من أجل التحدث إليه مرارا وتكرارا دون جدوى. تلقت ميغان ردا من والدها بعد عدة محاولات، لكن بمجرد قراءتها للرسالة اكتشفت أن ليس والدها من كتب هذا النص، بل شخص آخر قام بانتحال صفته.
عبر هاري عن حزنه الشديد بخصوص هذا الأمر. وقال “أنا أيضا مساهم في كل هذه الجلبة، إذا لم أكن في حياة ميغان، لكان والدها لا يزال معها”.
يوم واحد يفرق هاري وميغان على زفافهما، فما التحديات الجديدة التي ستواجههما؟ وهل بمجرد زواجهما ستنطفئ نار العنصرية تجاه ميغان؟
سنتعرف على كل هذه الأحداث في الجزء الرابع من تغطيتنا لوثائقي هاري وميغان.