من أعظم جوانب الموسيقى وسماتها المميزة قدرتها على خلق حركة ثقافية. حيث تمكن عدد من الفنانين المرموقين عبر التاريخ من التأثير على الحقل الموسيقي بموسيقاهم، مثبتين أن السجل الموسيقي العالمي قابل للتغير باستمرار. وأن زعزعته أمر وارد جدا بفضل مساهمات وإبداعات شريحة واسعة من الموسقيين الواعدين.
إن النظر إلى أعظم الألبومات والعروض الموسيقية والأغاني التي دخلت التاريخ، يشبه التنزه في كتاب سنوي. نظرا لكون بعض السنوات أفضل من غيرها من حيث الإنتاجات الموسيقية اللامعة، لكنها تظل جميعها متميزة بدون استثناء. وفي هذا المقال سنتعرف على أبرزها.
The Velvet Underground and Nico (1967)
على الرغم من أن عملية بيعه تمت بشكل سيئ عند إصداره الأولي. إلا أنه أصبح منذ ذلك الحين أكثر الألبومات الموسيقية من نوع الروك تأثيرًا على الإطلاق. إنه أول ألبوم فني-روك، يدمج القصص الخيالية الحالمة (‘Sunday Morning’) مع ألحان جديدة لم تكن مألوفة آنذاك (‘Venus in Furs’).
إذ صورت كلمات الألبوم الوضعية المزرية، والظروف الكارثية التي استفحلت في نيويورك. حيث كان المدمنون على المخدرات يتناثرون في كل جنبات الشوارع، بالإضافة إلى انتشار الفساد والاتجار في البشر والدعارة.
Singin’ the Blues (1951)
كان بي بي كينغ عازف غيتار مميز. فضلا عن كونه أحد أكثر الموسيقيين تأثيرًا في هذا القرن. فقد ساهم “بي بي كينغ” في سد تلك الفجوة السحيقة بين موسيقى البلوز والبوب بأسلوبه الفردي “الغنائي”.
بعد صعوده إلى الشهرة في منتصف الخمسينيات، ذاع صيته أكثر عندما ارتقت معظم أغانيه الفردية إلى المراكز العشرة الأولى على قوائم Billboard’s Race / R & B، ما جعل النقاد والمعجبين يتفقون على حد سواء على أن البوم Singin ‘the Blues هو من أفضل الألبومات الموسيقية على الإطلاق.
Satchmo at Pasadena (1951)
بوصفه أحد المحترفين والمؤسسين الأوائل لموسيقى الجاز في العالم، ساعد لويس أرمسترونج في الترويج لهذا النوع الموسيقي الفريد منذ خمسينيات القرن الماضي. وذلك من خلال عزفه الرائع على البوق وبصوته المميز. عرف “لويس” بكونه من أكثر شخصيات موسيقى الجاز نفوذاً في كل العصور. وذلك من خلال مسيرة مهنية امتدت لخمسة عقود، مما يجعل هذا الألبوم (1951) Satchmo at Pasadena من أجمل الألبومات التي روجت لموسيقى الجاز على الإطلاق.
Live in 1960 (1960)
صعدت المغنية روزيتا ثارب، الفنانة المؤثرة التي كانت رمزا من رموز موسيقى الروك، إلى الشعبية في الثلاثينيات والأربعينيات من القرن الماضي، واشتهرت بغرس تعاليم الإنجيل في أغانيها وموسيقاها الملهمة. حيث تم ضمها بعد وفاتها إلى باقي الفنانين المرموقين في قاعة مشاهير البلوز، وتم تتويج ألبومها Live in 1960 والاحتفاء به، باعتباره شهادة حقيقية على قلب وروح من أرواح عظماء الموسيقى.
Greatest Hits 40 (1978)
كان هانك ويليامز فنانًا ريفيًا مؤثرًا للغاية. إذ اشتهر في أواخر الأربعينيات وأوائل الخمسينيات من القرن الماضي. تم تصنيف ألبومه 40 Greatest Hits في قائمة Rolling Stone لأعظم 500 ألبوم في كل العصور. وهو السجل الأكثر مبيعًا في حياته المهنية. لقد تم إصدار الألبوم في عام 1978، بعد 24 عامًا من وفاته، وحظي بتقدير كبير من قبل المعجبين، لمدى عمق أغنيته، وصوته الرنان والنقي.
Lady Sings the Blues (1956)
كانت بيلي هوليداي مغنية موهوبة بشكل لا يصدق، إلى جانب كونها رائدة في حركة الحقوق المدنية. استخدمت الموسيقى كوسيلة للتواصل، ومشاركة رسائلها مع الجماهير في جميع أنحاء البلاد.
بفضل صوت ملائكي وسمعة جيدة، تعتبر “بيلي هوليداي” واحدة من أكثر موسيقيي الجاز الأمريكيين إنتاجًا في العصر. وقد تم إصدار ألبوم Lady Sings the Blues في جلسات مسجلة بين عامي 1954 و1956. ولا تزال تحتفظ برتبتها بين أفضل 100 ألبوم على الإطلاق إلى يومنا هذا.
