واقع الريكبي في المغرب … التحديات والصعوبات 

تختلف كل رياضة عن أخرى من حيث قواعدها وتقنياتها الخاصة، وتتطلب تدريبًا واستعدادًا جيدين لتحقيق الأداء الأمثل. وممارسة الرياضة تساعد على تنمية القوة البدنية، والمرونة، والتوازن، والتحمل. كما تعزز هذه الأخيرة القدرات العقلية مثل التركيز واستحضار المعلومات وغيرها من الفوائد، في هذا الصدد سنغوص في التعريف برياضة الريكبي، التي لا تعتبر مجرد لعبة، بل هي ثقافة وشغف يتقاسمها العديد من الأشخاص حول العالم. لها أصول وتاريخ، بيد أن ممارسيها في المغرب يواجهون فيها عدة تحديات وصعوبات. 

السياق التاريخي لرياضة الريكبي 

في عام 1823، وفقًا للأسطورة، كان ويليام ويب إليس ورجال من مدرسة Rugby في إنجلترا يلعبون مباراة كرة قدم عندما قام أحدهم بالإمساك بالكرة وركض بها باتجاه المرمى. هذا الحدث يُعتبر نقطة البداية لظهور الريكبي. تطورت اللعبة مع مرور الوقت وأصبحت تحظى بشعبية كبيرة في المدارس والجامعات البريطانية. في عام 1871، تأسس الاتحاد الإنجليزي للريكبي (RFU)، وتم وضع قواعد رسمية للعبة. وفي عام 1886، تأسس الاتحاد الدولي للريكبي (World Rugby) لتنظيم اللعبة عالمياً. 

منذ ذلك الحين، انتشرت لعبة الريكبي حول العالم وأصبحت تحظى بشعبية كبيرة في العديد من الدول، خاصة في البلدان الناطقة بالإنجليزية والتي تمتلك تاريخاً رياضياً قوياً مع الرياضات الجماعية. 

تُنظم العديد من البطولات والمسابقات على المستوى الدولي مثل بطولات الأندية المحلية وبطولة العالم للريكبي التي تُقام كل أربع سنوات. وستقام بطولة العالم 2023 في فرنسا. ستكون هذه البطولة العشرين في تاريخ كأس العالم للريكبي، وتعتبر فرنسا هي المضيفة للمرة الثالثة بعد استضافتها البطولة في عامي 1991 و2007. سيتم استضافة المباريات في مجموعة من الملاعب المختلفة في جميع أنحاء فرنسا.  

عادة ما تجذب البطولة اهتمامًا كبيرًا من عشاق الريكبي في جميع أنحاء العالم، وتشهد منافسة قوية بين المنتخبات المشاركة. وستتنافس الفرق المشاركة على لقب بطل العالم في رياضة الريكبي. ومن المتوقع أن تكون نتائج ومباريات البطولة مثيرة، وستستمر المنافسات لعدة أسابيع. ومن المؤكد أن الجماهير ستتطلع إلى متابعة الأداء المثير للفرق ومشاهدة المباريات النهائية التي ستحدد المنتخب الفائز باللقب. 

بالحديث عن كأس العالم للريكبي سنذكر المغرب والصعوبات التي يواجهها في هذه الرياضة والصعوبات التي يواجهها للمشاركة في كأس العالم. 

تعريف رياضة الريكبي وفروعها 

الريكبي هو رياضة جماعية تُلعب بين فريقين، حيث يحاول كل فريق تسجيل النقاط باتباع طريقتين. 

• الطريقة الأولى: 

هي المحاولة، حيث يقوم لاعب الفريق الأول بالتقدم الى الأمام وتجاوز لاعبي الفريق المنافس، وبإمكانه أيضًا تمرير الكرة لأحد زملائه في الفريق شريطة أن تكون التمريرة الى الخلف. بعد ذلك، يجب على اللاعب وضع الكرة على الأرض وراء خط هدف الفريق الخصم. يتطلب احتساب الهدف أن تلامس الكرة الأرض. بعد الهدف يتم تنفيذ ضربة جزاء من خلال ركلة الكرة باتجاه المرمى من موقع محدد في الملعب. 

• الطريقة الثانية  

لتحقيق الهدف هي عن طريق الركل، حيث يجب على اللاعب ركل الكرة باتجاه العمودين الموجودين في منطقة الخصم. إذا نجح اللاعب في تسديد الكرة ومرورها بين العمودين، يُعتبر ذلك هدفًا صحيحًا. 

ويسمح اللعب بالتدخل الجسدي والتلامس بين اللاعبين، ولذلك فعلى اللاعبين أن يخصصوا بعض الدقائق لتمارين الإحماء قبل بدء اللعب. 

فروع الريكبي 

هناك عدة فروع للريكبي، وهي تختلف بناءً على عدد اللاعبين وتعديلات قواعد اللعب. إليك أبرز الفروع: 

• الريكبي الاتحادي (Rugby Union): هو النوع الأكثر شهرة وانتشارًا. يلعب بفرق تتكون من 15 لاعبًا على الجانب الواحد، وتكون المباريات طويلة وتتكون من شطرين مع فترة استراحة بينهما. يوجد العديد من البطولات والمسابقات الدولية والوطنية للريكبي الاتحادي. 
• الريكبي السباعي (Rugby Sevens): يتم لعب المباريات على نفس الملعب، ولكن في فترة زمنية أقصر. توجد نسخة من الريكبي السباعي تُعرف باسم “سلسلة الريكبي السباعي العالمية” (World Rugby Sevens Series)، وهي سلسلة من البطولات التي تقام في مختلف أنحاء العالم. 

على الرغم من الاختلافات في عدد اللاعبين وبعض القواعد، إلا أن الريكبي السباعي والريكبي الاتحادي يشتركان في الأساسيات العامة للعبة، مثل التمرير والتلكؤ والتسديد والتسجيل لتحقيق النقاط. 

وهناك أيضا  

• ريكبي النساء (Women’s Rugby): يلعبه النساء ويتبع فيه في الغالب قواعد ريكبي الاتحاد الدولي. إذ يتمتع ريجبي النساء بشعبية متزايدة ويشهد نموًا في عدد المشاركات والدعم الجماهيري. 

تلك هي بعض الفروع الرئيسية للريكبي، وتوجد أيضًا فروع أخرى مثل ريكبي الشاطئ وريكبي الأطفال التي تستهدف فئات عمرية محددة. يتمتع كل فرع بقاعدة جماهيرية مختلفة ويتميز بأسلوب لعبه الخاص. 

الصعوبات التي يواجهها ممارسو الريكبي في المغرب  

يعتبر الريكبي رياضة شهيرة، ولكنه يواجه بعض الصعوبات في النمو والتطور في المغرب. 

 أحد التحديات الرئيسية هو نقص التمويل والدعم المالي للريكبي في المغرب. يتطلب تطوير هذه الرياضة وكذا تحسين مستوى اللاعبين استثمارات كبيرة في التدريب والبنية التحتية والمعسكرات والتجهيزات اللازمة. ولكن نقص التمويل يجعل ما سبق صعب المنال. 

تتعلق التحديات الأخرى بنقص الانتشار والتوعية بالريكبي في البلاد. قد لا يكون الريكبي رياضة شعبية مقارنة ببعض الرياضات الأخرى. اذ أصبح التعريف بها امرا ضروريا وذلك للدفع بالشباب لممارستها. 

 بالإضافة إلى ذلك، يواجه المغرب تحديات في بناء فرق قوية وتأهيل اللاعبين المحليين بمستوى عالٍ. قد يحتاج اللاعبون إلى فرص تدريبية واختبارات دولية للتعرف على مستواهم وتطوير مهاراتهم. يعتبر ذلك تحديًا يتطلب التعاون مع الاتحادات الدولية والأندية الرياضية الأخرى. 

وتماشيا مع الصعوبات السالفة الذكر تواصلنا مع اللاعب الدولي السابق جلال أشواق وهو مدرب المنتخب الوطني للريكبي السباعي إناث كبيرات ومدير تقني لعصبة جهة الدار البيضاء سطات ومكون المدربين معتمد من طرف الاتحاد الدولي للركبي world rugby  

وقد جاء على لسانه أن نقص الملاعب المخصصة لممارسة الريكبي يعد عائقًا رئيسيًا في تطوير الرياضة في المغرب. وتواجه مشاريع نشر رياضة الريكبي في المغرب صعوبة في الحصول على الدعم المالي الكافي، وهذا يؤثر على قدرتها على توسيع قاعدة اللاعبين وتطوير برامج التدريب ونجد أن اللاعبين يمارسون الرياضة فقط من أجل المتعة في حين يحتاج اللاعبون والمدربون والمسؤولون إلى دعم وتشجيع من الجهات المعنية لتحقيق التقدم والنجاح، وهنا نجد غياب المحفزات والتشجيعات الملائمة عائقًا آخر لانتشار الرياضة. ويعاني الريكبي في المغرب نقصا في التوعية الإعلامية والترويج للرياضة. يحتاج الريكبي إلى اهتمام إعلامي أكبر وصنع اشعاع إعلامي لجذب اهتمام الأباء والأمهات وتعريفهم بفوائدها وفرص المشاركة فيها.