شدت الندوة الصحافية للناخب الوطني وليد الركراكي الاهتمام بشكل واسع في الآونة الأخيرة، خاصة في ظل الغيابات المتوقعة العديدة والتي كان أبرزها تلك التي تخص كلا من سفيان بوفال وحكيم زياش. وأيضا بعد تأجيل موعدها، على غير العادة، من الثلاثاء الماضي إلى يوم أمس الخميس.
وعقب التأويلات والإشاعات التي لطالما رافقت مثل هاته المواعيد الرياضية، جاءت الندوة الصحافية الخاصة بلائحة مباراتي ليبيريا وبوركينا فاسو لتجسد النقاط الأساسية التالية:
- وليد الركراكي واضح من خلال لائحته، فلا مكان لمن لا يحظى بدقائق لعب داخل المنتخب، ومن يريد التواجد مع النخبة الوطنية وجب عليه الاشتغال وانتزاع مكانة أساسية داخل فريقه.
- يبدو أن الناخب الوطني تجاوز الإنجاز المونديالي ويفكر في المستقبل من خلال ما يمكن أن نقول عنه سياسة تشبيب تغنى بها منذ تعيينه. وهو الملاحظ من خلال تواجد عدة لاعبين صغار السن، خاصة أولئك الذين أكدوا علو كعبهم مع المنتخب الأولمبي.
- عند التمعن في كلام الركراكي حول لامين يامال، يبدو أن اللاعب اقترب لتمثيل المنتخب الإسباني، وهو الأمر الذي بدأت تؤكده صحف الجارة الشمالية من خلال عنوان واحد: “لامين يقول نعم للمنتخب”.
- تصريحات الركراكي، وجوابه حول أهدافه خلال منافسات كأس أفريقيا للأمم تثير الاهتمام. فهل هي محاولة لتقليص سقف الطموحات والتوقعات؟ أم هو رضوخ للواقع الذي تأكد من خلال المباريات الإعدادية والإقصائيات التي أكدت أن المنافسة بأفريقيا ليست كالمنافسة على المستوى الدولي؟ أم هي محاولة بريئة لإقناع الجماهير بأن الهدف الأسمى ليس البطولة، بل كسر النحس الذي يطال المنتخب في هذه المسابقة؟
لائحة الأسود لمواجهة ليبيريا وبوركينا فاسو
بالعودة إلى اللائحة التي اختارها وليد الركراكي لمواجهتي ليبيريا وبوركينا فاسو، فقد شهدت حضور مزيج بين العناصر الأساسية المعتادة، كياسين بونو وغانم سايس عميد المنتخب وأشرف حكيمي، وبعض الأوجه الجديدة. وفيما يلي اللائحة الكاملة:
- حراسة المرمى: ياسين بونو – منير الكجوي – يوسف المطيع – المهدي بن عبيد.
- خط الدفاع: غانم سايس – نايف أكرد – يونس عبد الحميد – جواد الياميق – عبد الكبير عبقار – أشرف حكيمي – نصير مزراوي – يحيى عطية الله.
- خط الوسط: أمير ريتشاريدسون – بينجامين بوشواري – سفيان أمرابط – سليم أملاح – عز الدين أوناحي – بلال الخنوس – إسماعيل الصيباري – أمين حاريث.
- خط الهجوم: إبراهيم صلاح – عبد الصمد الزلزولي – زكرياء أبو خلال – أمين عدلي – يوسف النصيري – أيوب الكعبي – وليد شديرة – عبد الرزاق حمد الله.
تأتي اللائحة لتتوج المجهودات المقدمة من طرف لاعبين على المستوى الأولمبي. وذلك من خلال إلحاق كل من بينجامين بوشواري، أمير ريتشاريدسون وإسماعيل الصيباري بالمنتخب الأول، المتوجين بكأس أمم أفريقيا لأقل من 23 سنة الذي ينضاف إلى ما يقدمونه مع فرقهم، خاصة الصيباري الذي قاد فريقه بي إس في الهولندي للتأهل إلى دور المجموعات من دوري أبطال أوروبا. مما يؤكد على أن وليد بدأ في تطبيق مع قاله قبل عام، عندما قال إنه سيعمل على تشبيب المنتخب بعد كأس العالم.
الملاحظ أيضا تواجد بعض الأسماء الجديدة التي زينت اللائحة كعبد الكبير عبقار المدافع صاحب 24 ربيعا، هو مدافع شاب ويلعب في الدوري الإسباني درجة أولى مع فريق ديبورتيفو ألافيس. وسبق له وأن حمل قميص المنتخب الوطني للفئات السنية لأقل من 23 و20 و17 سنة.
في المقابل سجلت عودة نجم وقائد فريق ريمس الفرنسي يونس عبد الحميد إلى أحضان المنتخب في سن 35، بعدما كان قد غاب لسنوات عنه بسبب خيارات المدربين. وعلل وليد اختياره ليونس بأن أداءه بهذا السن مع فريق يمارس في الدرجة الأولى في فرنسا أجبره على المناداة عليه وتوجبت رؤيته عن قرب، قبل اتخاذ قراره بخصوص مرافقته المنتخب إلى ساحل العاج.
لامين يامال وطريقة اللعب … نقاط جدل الأسبوع
تلقى وليد الركراكي عدة أسئلة حول لامين يامال ومستقبله، خاصة مع الإشاعات التي انتشرت حول اختياره اللعب للمنتخب الإسباني. وأكد الناخب الوطني أنه اجتمع شخصيا باللاعب، ودار حوار جيد معه ومع والده. مؤكدا أيضا على مجهودات الجامعة التي عملت على ملفه حتى قبل مجيئه على رأس العارضة الفنية للمنتخب. غير أنه قال بأن اللاعب لم يحسم قراره بعد، مؤكدا على أنه مهما كان اختياره سيظل مغربيا ويجب احترامه. نفس الشيء ينطبق على إبراهيم دياز الذي قيل بأنه اختار حمل قميص المنتخب الوطني.
وعما إذا كان سيواصل المنتخب المغربي اللعب بنفس الأسلوب الذي استعمله في نهائيات كأس العالم في كأس أمم إفريقيا، قال الركراكي أنه لن يقوم بتغيير النهج الذي أتاح له لعب مباراة نصف النهائي في قطر 2022. وبأن أسلوب لعب المنتخب الوطني يجب أن يكون خاصا به، سواء لعب به ضد البرتغال أو إسبانيا، أو واجه به فرقا من إفريقيا. وقال بأن المغرب يعاني من مشكل في هاته المسابقة القارية بالذات، مبرزا أن المنتخب لم يتأهل سوى في أربع مرات إلى دور نصف النهاية، مؤكدا على أن المشكل بالأساس نفسي، وسيعمل على حله خلال هذا التوقف، لبلوغ دور النصف على الأقل وتجاوز إخفاق النسخ الماضية.
جدير بالذكر أن المنتخب المغربي سيواجه كلا من نظيره الليبيري بمدينة أكادير ضمن التصفيات المؤهلة إلى نهائيات كأس الأمم الأفريقية، وسيرحل إلى لانس الفرنسية لمواجهة منتخب بوركينا فاسو، في لقاء إعدادي.
