الخرف هو مصطلح يتعلق بالتغيرات في الدماغ التي تسبب فقدان الأداء الوظيفي الذي يتداخل مع الحياة اليومية، فيقلل من التركيز والانتباه والمهارات اللغوية وحل المشكلات والإدراك البصري. يمكن أن يجعل الخرف أيضاً من الصعب على الشخص التحكم في عواطفه ويمكن أن يؤدي إلى تغييرات في الشخصية.
يُستخدَم مصطلح الخرف لوصف مجموعة من الأعراض التي تصيب قدرات الذاكرة والتفكير والقدرات الاجتماعية. وقد تؤثر أعراض الخرف على الحياة اليومية للأشخاص المصابين به. ويُشار إلى أن الإصابة بالخرف لا تحدث بسبب مرض واحد بعينه، بل نتيجة للإصابة بعدة أمراض.
ويُعد داء الزهايمر السبب الأكثر شيوعاً للإصابة بالخَرَف لدى كبار السن، إلا أنه توجد أسباب أخرى للإصابة بالخرف. في الولايات المتحدة يعيش أكثر من 6 ملايين أمريكي مع مرض الزهايمر، ومن المتوقع أن يصل انتشاره إلى ما يقرب من 13 مليون بحلول عام 2050، وفقا لأحدث الأرقام الصادرة عن جمعية الزهايمر. وعلى الصعيد العالمي، يعاني أكثر من 55 مليون شخص من الخرف، وفقاً لتقديرات منظمة الصحة العالمية.
أعراض الخرف الشائعة
- تغيرات إدراكية
- فقدان الذاكرة، والذي يُلاحظه عادةً شخص آخر
- مشكلات في التواصل أو التعبير بكلمات مناسبة
- صعوبة في القدرات البصرية والمكانية، مثل فقدان الطريق أثناء القيادة
- مشكلات في الاستدلال أو حل المسائل
- صعوبة في التعامل مع المهام المعقدة
- صعوبة في التخطيط والتنظيم
- ضعف التناسق الحركي وصعوبة التحكم في الحركة
- الاضطراب
- التغييرات النفسية
- تغيرات في الشخصية
- الاكتئاب
- القلق
- الهياج
- سلوك غير لائق
- الشك في الآخرين، وهو ما يُعرف بالبارا نويا
- رؤية أشياء غير موجودة، وهو ما يُعرف بالهلوسة
عشر علامات تحذيرية من الخرف
- صعوبة أداء المهام اليومية: الجميع يرتكب أخطاء، لكن الأشخاص المصابين بالخرف قد يجدون صعوبة متزايدة في القيام بأشياء مثل تتبع الفواتير الشهرية أو اتباع وصفة أثناء الطهي. قد يجدون أيضا صعوبة في التركيز على المهام، أو يستغرقون وقتا أطول للقيام بها أو يواجهون مشكلة في إنهائها.
- التكرار: إن طرح سؤال مراراً وتكراراً أو سرد نفس القصة حول حدث عدة مرات هي مؤشرات شائعة لمرض الزهايمر الخفيف أو المعتدل.
- مشاكل الاتصال: المعاناة من مشكلة في الانضمام إلى المحادثات أو المتابعة أو التوقف فجأة في منتصف الفكرة، أو المكافحة للتفكير في الكلمات أو اسم الأشياء.
- الضياع: قد يواجه الأشخاص المصابون بالخرف صعوبة في القدرات البصرية والمكانية. يمكن أن يظهر ذلك في مشاكل مثل الضياع أثناء القيادة.
- تغيرات الشخصية: الشخص الذي يبدأ في التصرف بارتباك ويبدو عليه القلق أو الخوف أو يتصرف بشكل غير اعتيادي، أو الذي ينزعج بسهولة ويبدو مكتئباً.
- الارتباك حول الزمان والمكان: إذا نسي شخص ما مكانه أو لا يتذكر كيف وصل إلى هناك، فهذه علامة حمراء. علامة أخرى مثيرة للقلق هي الارتباك بشأن الوقت – على سبيل المثال، نسيان أي يوم من أيام الأسبوع بشكل روتيني.
- وضع الأشياء في غير مكانها: قد يضع الشخص المصاب بالخرف الأشياء في أماكن غير عادية وقد يواجه صعوبة في تتبع خطواته للعثور على عناصر في غير مكانها.
- سلوك مقلق: إذا بدا أن الشخص يعاني من سوء تقدير متزايد عند التعامل مع المال أو يهمل الاستمالة والنظافة.
- فقدان الاهتمام، أو اللامبالاة: فقدان الاهتمام المفاجئ والروتيني بالعائلة والأصدقاء والعمل والمناسبات الاجتماعية هو علامة تحذير من الخرف، إذ وجدت دراسة جديدة نشرت في مجلة مرض الزهايمر أن اللامبالاة قد تكون علامة على أن شخصاً ما تتطور لديه الاصابة من اضطراب أو ضعف إدراكي معتدل الشدة وصولاً إلى مرض الزهايمر حيث تكون أعراض فقدان الذاكرة أو مشاكل التفكير ليست شديدة مثل الخرف. وهؤلاء الأشخاص معرضون بشكل متزايد لخطر الإصابة بالخرف.
- نسيان الذكريات القديمة: غالبا ما يكون فقدان الذاكرة الذي يصبح أكثر ثباتا أحد العلامات الأولى للخرف.
مراحل الخرف
- المرحلة المبكرة
في أولى مراحل الخرف يبقى المريض مستقلًا ومعتمداً على نفسه، وقد يحتاج فقط إلى القليل من المساعدة في حياته اليومية.
وتتميز هذه المرحلة بمجموعة من الأعراض، منها ما يأتي:
- اضطراب خفيف في الذاكرة، وغالباً ما يكون العارض الأساسي.
- صعوبات في التخطيط للمهام اليومية.
- الإصابة بالارتباك بسهولة، ويجد صعوبة في التخطيط أو اتخاذ القرارات.
- صعوبة في إيجاد الكلمات الصحيحة أثناء الكلام.
- صعوبة في التعرف على البيئة المحيطة.
- تغيرات في المزاج أو العاطفة، إذ يكون المريض أكثر قلقاً أو خوفاً من السابق، وقد يكون معرضاً للإصابة بالاكتئاب.
- المرحلة المتوسطة
في هذه المرحلة تصبح الأعراض أكثر وضوحاً، يحتاج الشخص إلى مزيد من الدعم في تسيير حياته اليومية، وقد يحتاج إلى وجود مقدمي الرعاية إلى جانبه.
وقد تتميز هذه المرحلة بالأعراض الآتية:
- تفاقم مشاكل الذاكرة، إذ قد يجد المريض صعوبة في التعرف على العائلة أو الأصدقاء.
- زيادة مشاكل الكلام، إذ قد يواجه المريض مشاكل في العثور على الكلمة الصحيحة وقد ينسى ما يريد قوله في منتصف الكلام.
- زيادة أعراض اللامبالاة والاكتئاب والقلق.
- معاناة المريض من الأوهام، إذ يعتقد بوجود بأشياء غير صحيحة.
- بدأ المريض بالشعور أن الآخرين سوف يؤذونه، أو يعتقد أن شخصاً ما يسرق منه ممتلكاته.
- الهلوسة، إذ يرى أشياء غير موجودة.
- المرحلة المتأخرة
تعد هذه المرحلة هي أشد مراحل الخرف وأكثرها خطورة، حيث يكون هناك تأثير كبير على معظم جوانب الحياة، وسيحتاج المريض إلى رعاية دائمة في أنشطة الحياة اليومية. وتتميز هذه المرحلة بالأعراض الآتية:
- يعاني المريض في هذه المرحلة من عدم تذكر الأحداث الأخيرة من حياته، إذ يكون المريض أسير ذكريات الفترة المبكرة من حياته.
- لا يستطيع المريض التعرف على الأماكن والأشخاص المألوفين، كما قد لا يتعرف على نفسه في المرآة.
- يفقد المريض إحدى اللغات التي تعلمها في المراحل اللاحقة من حياته، كما قد تُختزل لغة المريض إلى بضع كلمات فقط.
- يعاني المريض من أعراض الاكتئاب بشكل واضح.
- تصبح أعراض الأوهام والهلوسة أكثر شيوعاً في في هذه المرحلة.
- يصبح المريض عدوانياً في هذه المرحلة، كما أنه سيشعر بالقلق بشكل متكرر.
- يصبح المشي بطيئاً والحركة صعبة، مما يجعل المريض يقضي وقتاً طويلًا على السرير ويكون معرضاً لخطر السقوط.
- يوجد صعوبة في البلع.
أسباب الخرف
- مرض الزهايمر، وهو السبب الأكثر شيوعاً للخرف.
- الخرف الوعائي، ويحدث لدى المرضى الذين يتعرضون لعدة سكتات دماغية صغيرة.
- السكتات الدماغية.
- مرض الشلل الرعاش.
- الخرف المصحوب بأجسام ليوي (Dementia with Lewy bodies).
- الخرف الجبهي الصدغي (Frontotemporal dementia).
- حدوث إصابة شديدة في الرأس.
- حالات التصلب اللويحي (Multiple sclerosis) أو التصلب الجانبي الضموري (Amyotrophic lateral sclerosis).
- الضمور الجهازي المتعدد.
الوقاية من الخرف
لا يوجد طريقة واحدة تمنع حدوث الخرف بشكل قطعي، لكن هناك خطوات قد تكون مفيدة في تقليل احتمالية حدوث الخرف:
- المحافظة على الأنشطة المحفزة عقلياً، مثل: القراءة، وحل الألغاز، فهي تساعد على تأخير ظهور الخرف وتقليل آثاره.
- المحافظة على النشاط الجسدي والاجتماعي.
- الابتعاد عن التدخين.
- الحصول على كميات كافية من الفيتامينات، خاصة فيتامين د.
- المحافظة على نظام غذائي صحي.
أشياء تدمر الدماغ
- الإفراط في تناول الطعام
أثبتت عدد من الدراسات العملية أن الإفراط فى تناول الطعام بالدرجة التي تتسبب السمنة أو البدانة يؤدي إلى تصلب شرايين الدماغ ويؤثر سلبياً على وظائف المخ وقدرات التفكير والذاكرة وغيرها من المهارات الذهنية في مراحل متقدمة من العمر.
- السهر وقلة النوم
يحتاج المخ إلى وقت كافي يومياً للراحة والتوقف عن العمل، ومع كثرة فترات السهر وقلة ساعات النوم اليومية يتعرض المخ للإجهاد وتتلف خلايا الدماغ مع التقدم في العمر.
- الصمت والعزلة الاجتماعية
اتباع الصمت والعزلة الاجتماعية كروتين حياتي يقلل من نشاط المخ والقدرة على التفكير والابتكار وسرعة البديهة. أيضا الشعور بالضغط النفسي والتوتر يدمر الخلايا العصبية للمخ ويمنع تكوّن الخلايا الجديدة، لذا عليك مقاومة هذه المشاعر السلبية بتوجيه المخ نحو التفكير الإيجابي مع ممارسة الرياضيات المختلفة وتمارين اليوغا وعدم الانقطاع عن التواصل الاجتماعي.
- التدخين
التدخين مضر بصحة القلب والجهاز التنفسي، وقد يتسبب أيضاً في انخفاض حاد في القدرة العقلية للمخ على التذكر واستيعاب المعلومات وذلك بعد فترة تتراوح بين 4 – 10 سنوات من المواظبة على التدخين.
إذا ظهرت على شخص ما علامات الخرف، فمن المهم رؤية طبيب يمكنه إجراء الاختبارات والتوصل إلى تشخيص. وفي حالة تشخيص المريض بالخرف، فمن الضروري وضع خطة علاجية والتخطيط مع أهل المريض من أجل إدارة الرعاية الصحية ومتابعة العلاج بالطريقة الصحيحة خاصة مع تقدم الحالة.