يحتفل العالم يومه الثامن من مارس بعيد المرأة العالمي. وهي العادة المستمرة منذ أكثر من قرن في حدث يشكل فرصة لتتويج المرأة بتاريخها الحافل بالعطاء والتنويه بإسهاماتها وتألقها في كافة الميادين. هو يوم للاحتفال بالإنجازات العالمية للمرأة في مختلف ربوع المعمورة. فما قصة اليوم العالمي للمرأة؟ وكيف ولماذا يحتفل العالم به؟
من حراك عمالي إلى يوم عالمي للمرأة
تعود الشرارة الأولى لقصة ليوم العالمي للمرأة إلى عام 1909. حيث شارك ما يقدر ب 15 ألف موظفة في مصانع النسيج، في مسيرة احتجاجية في شوارع مدينة نيويورك الأمريكية.
وجاءت هذه المسيرة الاحتجاجية، التي كان يقف وراءها الحزب الاشتراكي الأمريكي، بسبب ظروف العمل المجحفة واللاإنسانية بالإضافة إلى الأجور المتدنية. وكان هدف هذه الحركة النسائية المطالبة بتقليل ساعات العمل ومنع تشغيل الأطفال، وحصول النساء على حق التصويت في الانتخابات.
أطلقت على هذه التظاهرة النسائية اسم “خبز وورود”، حيث قيل أن العاملات المتظاهرات كن يحملن في المظاهرة قطعا من الخبز اليابس، وباقات الزهور. مظاهرة الخبز والورود كانت وراء تشكل حركة نسائية عالمية تعنى بحقوق المرأة، خاصة بعد انضمام نساء الطبقة المتوسطة لهذه الحركة.
وفي عام 1910 أعلن الحزب الاشتراكي الأمريكي أول يوم وطني للمرأة الأمريكية، ليصبح بعد ذلك يوما عالميا يشمل نساء العالم. وهذا بعد أن استغلت المناضلة النسائية والناشطة السياسية الألمانية كلارا زيتكين، حضورها فى مؤتمر دولي للمرأة العاملة في الدانمارك، لتطالب بتخليد مناسبة يوم عالمي للمرأة.
وحضي هذا المقترح بتأييد وموافقة الحاضرات في المؤتمر البالغ عددهن مئة سيدة من مختلف بلدان العالم.
وارتبط الاحتفال بعيد المرأة باسم كلارا زيتكين، نظرا لكفاحها لتحويل يوم المرأة من يوم وطني، يقتصر على الأمريكيات فقط إلى يوم عالمي. وبالفعل بدأ الاحتفال بهذا اليوم العالمي لأول مرة عام 1911. وذلك في كل من ألمانيا وسويسرا والنمسا والدنمارك. قبل أن تعلن الأمم المتحدة 8 مارس يوما عالميا رسميا يُحتفل به سنويا سنة 1975.
رمزية اختيار يوم الثامن من مارس في قصة اليوم العالمي للمرأة
يرجع سبب اختيار الثامن من مارس كيوم للاحتفال بعيد المرأة العالمي إلى سنة 1856. حيث خرجت آنذاك آلاف النساء الأمريكيات لإضراب في الشوارع، فتدخلت الشرطة بطريقة وحشية لتفريق المتظاهرات. ليتكرر الأمر مرة ثانية في الثامن من مارس سنة 1909، بعد أن عادت آلاف من عاملات النسيج، للتظاهر من جديد في شوارع نيويورك.
وفي سنة 1975، قررت الأمم المتحدة الاحتفال باليوم الدولي للمرأة في الثامن مارس، ليتم تبني يوم المرأة عالميا في 1977. بعد أن اتفقت أغلب دول العالم على التاريخ ذاته للاحتفال بهذا اليوم سنويا.
ويعد البنفسجي والأخضر والأبيض، ألوان الاحتفال بهذا اليوم العالمي. وفيما يخص الدلالة، فيرمز اللون البنفسجي للعدالة والكرامة. في حين يرمز الأخضر للعدالة، أما اللون الأبيض فيمثل النقاء.
وحسب مجموعة من تقارير وسائل الإعلام، فقد كان الاتحاد الاجتماعي والسياسي للنساء في المملكة المتحدة، هو أول من استخدم رمز هذه الألوان في عام 1908.
كيف تحتفل دول العالم بعيد المرأة؟
يجري الاحتفال بعيد المرأة في جميع أنحاء العالم، لكن لكل بلد طريقته في الاحتفال بهذه المناسبة. ففي الصين تمنح بعض الشركات لموظفاتها نصف يوم عمل كعطلة، بحيث تستطيع النساء قضاء فترة ما بعد الظهيرة للاحتفال. ويعد اليوم العالمي للمرأة في الصين فرصة لتقديم الهدايا تعبيرا عن الحب للنساء.
في حين يتم الاحتفال بهذا اليوم في إيطاليا بتقديم أزهار الميموسا الصفراء. هذا التقليد يبقى أصله مبهم وغير واضح، لكن يعتقد أنه بدأ في روما بعد الحرب العالمية الثانية.
أما الولايات المتحدة الأمريكية، فجعلت من مارس شهر المرأة. إذ يتم الاحتفاء بإنجازات المرأة الأمريكية من خلال إعلان رئاسي يصدر كل عام. إضافة إلى التركيز بشكل خاص على زيادة الوعي بالقضايا الاجتماعية والسياسية التي تؤثر على المرأة.
ويتم الاحتفال بهذا اليوم في الأرجنتين منذ أوائل القرن العشرين، حيث تحتفل به النساء من خلال تقديم أو استلام الهدايا والزهور. وإذا كانت الصين تعطي لموظفاتها في عيد المرأة إجازة لمدة نصف يوم، فإن هذا اليوم في نيبال عطلة رسمية تحصل فيه النساء على يوم إجازة من العمل.
هل يوجد عيد عالمي للرجل؟
هو تساؤل قد يخطر في بالنا دائما، والإجابة نعم. إذ يتم الاحتفال باليوم العالمي للرجل في 19 نونبر من كل عام.
ورغم أنه يوم عالمي، إلا أن هناك العديدون لا يعرفون بوجوده أصلا، وقلة قليلة من يحتفلون به. ويأتي الاحتفال بهذا اليوم قبل يوم واحد من الاحتفال باليوم العالمي للطفولة. ويهدف الاحتفال بهذا اليوم العالمي إلى تسليط الضوء على الرجل ودوره الإيجابي ورفع الوعي بقضاياه.