الاستحمام بالماء الساخن محبب للكثيرين، حيث يساعد على الشعور بالراحة وتجديد النشاط، كما يعمل على التخلص من التوتر الناتج عن ضغوطات اليوم. ولكن عند القيام بذلك في فصل الصيف، فإنه من الضروري الاطلاع جيدًا على الأضرار المحتمل حدوثها نتيجة هذا.
لنتعرف في هذا المقال على الآثار الجانبية التي يمكن أن يتسبب بها الاستحمام بالماء الساخن في الصيف.
جفاف البشرة وفقدان الجسم للسوائل
من الأضرار الأكثر انتشارًا الناتجة عن الاستحمام بالماء الساخن جفاف البشرة. حيث إن الماء الساخن يتخلص من الزيوت الطبيعية الموجودة في البشرة، مما يجعلها جافة وغير مرنة ومقشرة. وهو ما يؤدي إلى الشعور بالحكة، والذي قد يصل في بعض الأحيان إلى الإصابة بأمراض جلدية، مثل: الأكزيما. ولكي يتم تجنب ذلك، فإنه من الأفضل الاستحمام بالماء الفاتر بدلًا من الساخن، بالإضافة إلى الترطيب المستمر للبشرة حفاظًا على رطوبتها.
ومن الآثار الجانبية التي قد تنتج عن الاستحمام بالماء الساخن أيضا، نجد جفاف الجسم وارتفاع درجة حرارته. وهو ليس جفافا خارجيًا، بل هو داخلي. إذ أن الجسم يكون معرضًا للتعرق أكثر من الطبيعي، وذلك يتسبب في فقدان نسبة كبيرة من السوائل التي تُرطب الجسم داخليًا. من الممكن أن يعاني بعض الأشخاص من أعراض الإرهاق الحراري والضعف العام بسببه. وحتى يتم منع ارتفاع درجة حرارة الجسم، يُفضل شرب كميات كبيرة من الماء قبل وبعد الاستحمام.
الشعر المتقصف وفروة الرأس الجافة من آثار الاستحمام بالماء الساخن
قد يتسبب الماء الساخن في زيادة مسامية الشعر. وذلك يدل على أن الحرارة ستجعل الشعر غير قادر على الاحتفاظ برطوبته، وهو ما يؤدي إلى جفافه وهشاشته. يمكن أن ينتج عن هذا كسر الأطراف، وبالتالي ستكون عرضة للتقصف.
أيضًا، يؤدي الماء الساخن إلى فقدان فروة الرأس للزيوت الطبيعية بها. وهو ما يتسبب في جفاف الفروة والشعور بالحكة، الأمر الذي قد يصل إلى مشكلات مزعجة مثل القشرة وغيرها. وحتى يتم حماية الشعر وفروة الرأس من هذا، يجب الاستحمام بالماء الفاتر خلال فصل الصيف.
انخفاض مستوى ضغط الدم في الجسم
يمكن أن يؤدي الاستحمام بالماء الساخن إلى تمدد الأوعية الدموية. وهو ما قد ينتج عنه انخفاض مستوى ضغط الدم فجأة. لذلك يوجد بعض الأشخاص الذين يشعرون بالدوار عند الاستحمام بالماء الساخن في الصيف، وهو ما يصل إلى الإغماء في بعض الحالات النادرة. ينبغي على المصابين بمرض انخفاض ضغط الدم المزمن الحذر من التعرض لدرجة حرارة المياه العالية. كذلك من لديهم قابلية لانخفاضه أو الإغماء في حالات مختلفة. لذا ينصح المختصون باتخاذ كافة الاحتياطات اللازمة في فصل الصيف على وجه العموم بالنسبة للفئات المعرضة للخطر في الحرارة الشديدة.
يؤثر الاستحمام بالماء الساخن على الجهاز التنفسي
هناك ارتباط كبير بين الاستحمام بالماء الساخن وصحة الجهاز التنفسي. حيث إن بخار الماء الصادر عن ارتفاع الحرارة يؤدي إلى انقباض في المسالك الهوائية، مما ينتج عنه الإصابة بضيق التنفس. كما يعاني بعض الأشخاص من السعال الحاد، والذي يتسبب في بعض الأوقات بحدوث نوبات الربو لدى الأفراد المعرضين لها. يجب على الأفراد المصابين باضطرابات الجهاز التنفسي تفهم هذه الآثار الجانبية جيدًا، والحذر الشديد من ارتفاع حرارة المياه. بل من الأفضل اللجوء إلى الماء الفاتر فضلًا عن الساخن تجنبًا للإصابة بمشكلات التنفس. بالإضافة إلى أهمية عدم غلق الباب بشكل تام أثناء الاستحمام حتى يسمح بتسرب البخار للخارج، مما يمنع امتلاء الغرفة ببخار الماء الذي يعتبر عامل الخطر الرئيسي.
للاستحمام بالماء الساخن فوائد أيضًا
إذا كنت من الأشخاص الذين يفضلون الاستحمام بالماء الساخن خلال فصل الصيف، فمن الجيد معرفة أن له فوائد كذلك بجانب الآثار الجانبية. حيث يوجد البعض ممن لا يستطيعون الاستحمام بالماء الفاتر حتى في الصيف، ويمكن تلخيص هذه الفوائد فيما يلي:
الاستمتاع بدفئه يساعد على النوم بطريقة أفضل في الليل
يساعد الماء الساخن على تهدئة الجسم عن طريق تعزيز الجهاز العصبي السمبتاوي، مما يمنح العضلات حالة من الاسترخاء والراحة الذهنية. إلى جانب تحسين التنظيم الحراري الذي يعمل على انتقال الدم من القلب إلى الأطراف، كل تلك العوامل تؤدي إلى تحفيز الساعة البيولوجية للإنسان، والنوم لساعات أطول.
يمنح الراحة من أعراض نزلات البرد
إن البخار الناجم عن الاستحمام بالماء الساخن يتم استخدامه منذ زمن طويل كنوع من العلاجات الطبيعية لتخفيف أعراض نزلات البرد وما يصحبها من سعال. كما يلعب دورًا في التقليل من البلغم المزعج وتنظيف ممرات الأنف.
تعزيز صحة القلب والأوعية الدموية
يُحفز تدفق الدم لدى الأشخاص المصابين بالقصور المزمن في القلب، ويعود هذا إلى اتساع الأوعية الدموية بشكل طبيعي حينما تتعرض لدرجات حرارة مرتفعة. إذ اكتشفت إحدى الدراسات التي أُجريت عام 2012 أن الماء الساخن يُقلل من مخاطر الإصابة بتصلب الشرايين.
له دور في تحسين صحة الدماغ
الماء الساخن من العوامل الأساسية في التغذية العصبية المشتقة من الدماغ (BDNF). وهو عبارة عن بروتين يؤدي مجموعة من الوظائف الهامة للدماغ والحبل الشوكي. بما يتضمن تحفيز نمو وصيانة الخلايا العصبية، تحسين بقاء الخلايا العصبية، وتعزيز الذاكرة والتعلم.
