تمر كندا بأكثر الظروف المناخية قساوة عبر تاريخها، إذ نشبت خلال الأسابيع الماضية الحرائق في معظم مناطق البلاد بشكل مفاجئ. الأمر الذي أدى لاحتراق مساحات شاسعة من الغابات، وصلت لأكثر من 9.4 مليون هكتار. وذلك بعد ما اشتعل 2300 حريق إلى حدود أمس الخميس بجميع أنحاء البلاد.
وشكل التلوث الهوائي تخوفا كبيرا في صفوف المواطنين الكنديين وكذا الأمريكيين. إذ تأثرت به العديد من المناطق المجاورة، حيث تصاعدت كمية الدخان ووصلت إلى مدن شمال شرق الولايات المتحدة، وهو ما يعتبر أمرا استثنائيا لم يسبق له أن حدث.
وحسب آخر المعطيات، تتمتع حاليا عدة مدن كندية بجودة هواء سيئة للغاية وتحديدا تورونتو التي سجل مؤشر جودة الهواء فيها مقياس 7 درجات، والذي يفيد وجود مخاطر عالية على صحة الإنسان.
ووفقا للبيانات الأخيرة لوكالة حماية البيئة في أمريكا، فإن الولايات الشرقية والشمالية الشرقية للولايات المتحدة، تعاني من أفقر جودة هواء منذ الثلاثاء الماضي. حيث شهدت انتشار هواء ملوث ذي تركيزات عالية ومستويات مرتفعة من الجسيمات الدقيقة التي توجد في دخان الحرائق. وهو ما يؤثر سلبا على الحلق والجيوب الأنفية كما يمكن أن يتسبب في تهيج العينين، وصعوبة في التنفس. كما يؤدي إلى تفاقم أمراض القلب والرئة.
وحسب الإحصائيات المقدمة، فإن الدمار الذي خلفته هذه الحرائق في ظرف شهر تقريبا، فاق التوقعات. وذلك مقارنة بمواسم الحرائق السابقة التي تشهدها كندا عادة. والتي غالبا ما كانت تمتد من شهر أبريل إلى شتنبر، بسبب ظروف الجفاف المستمرة ودرجات الحرارة المرتفعة جداً.
وحسب ما صرح به مايكل نورتون، المسؤول في وزارة الموارد الطبيعية الكندية، فإن هذه الفترة من العام عادة ما تشهد حرائق في جانب واحد فقط في البلاد وغالبا ما تكون في المناطق الغربية. لكن ما حصل هذه السنة هو أمر غير عادي، بعدما امتدت الحرائق لتشمل أيضا مقاطعات شرقية ككيبيك.
مقاطعة كيبيك الأكثر تضررا من حرائق كندا
ونشبت حرائق كندا في مساحات شاسعة عبرها مخلفة وراءها أضرار استثنائية على مستوى الثروة الطبيعية الهائلة التي تتميز بها. غير أن بعض المناطق تأثرت بشكل كبير كمقاطعة كيبيك المتمركزة في شرق كندا. والتي اجتاحتها الحرائق بشكل مهول أكثر من المناطق الأخرى. إذ شهدت المنطقة حرائق متتالية ومتعددة ساهم في إشعال بعضها البرق. ووصلت إلى 154 حريق، 92 منهم تم إعلانها خارجة عن السيطرة إلى حدود ساعات مبكرة من صباح يوم أمس الخميس. ويؤكد نورتون أنه إذا استمر الأمر بهذا الشكل فقد تسجل كيبيك مستويات قياسية للمنطقة المحترقة خلال هذا العام.
ومن أجل الحفاظ على سلامة المواطنين، أخلت سلطات مقاطعة كيبيك ما لا يقل عن ثلاث مجمعات محلية ويتلعق الأمر بكل من شيبوغاماو، وأوجيه بوغومو، وسينيتير. وطلبت من السكان الأخذ بأوامر الإخلاء وعدم تجاهلها.
في حين شهدت مقاطعة ألبرتا الغربية معدلا أعلى بسبع درجات مئوية في مقاييس الحرارة خلال الشهر الماضي. وهو معدل غير معتاد أدى إلى اندلاع 73 حريقاً حتى الآن، وتم إعلان ما يقارب العشرين منها خارجا عن السيطرة. في حين أظهرت البيانات أن 82 حريقاً اجتاحت كولومبيا البريطانية وتم تصنيف 29 منها خارج نطاق السيطرة.
وإلى حدود الآن تم إجلاء ما يقارب من 20183 شخصاً بسبب الحرائق التي تشكل خطرا كبيرا على حياة الأشخاص.