السعادة … هي إكسير الحياة الذي يبحث عنه الكثير، والحلم الذي يطارده الجميع. هي كلمة خفيفة لطيفة على اللسان، لكنها تحمل في طياتها معاني فلسفية وسيكولوجية معقدة. قد يرى بعضنا أن السعادة تكمن في المال، وقد يرى البعض الآخر أن السعادة تتمثل في الصحة، بينما قد يؤمن آخرون أن السعادة الحقيقية تتجسد في النجاح وتحقيق الإنجازات … هي كلها أماني وتطلعات يربطها الأشخاص بمفهوم السعادة. لكن يظل السؤال المطروح دائما: هل فعلا تتحقق سعادة شعب بتحقق هذه الأشياء؟
هنا يتوجب علينا اكتشاف السر الذي يخفيه السعداء. وفي هذه الحالة، نتكلم عن أسعد شعوب الأرض التي تتوطن أساسا بالبلدان الاسكندنافية. حيث هناك العديد من العادات اليومية المعروفة لدى الأشخاص الذين يعيشون في هذه الدول والتي تعتبر الأسعد على الاطلاق. لذا محاكاة ما يفعلونه قد يساعدك على تحقيق قدر أكبر من الرضا في حياتك.
فكيف يعيش أسعد شعب في العالم حياتهم اليومية الهنيئة إذن؟
يأخذون إجازات من أجل توازن بين الحياة الشخصية والعمل
بديهي أن الذهاب للعمل نشاط أساسي في حياة الإنسان. لكن في البلدان السعيدة، والتي تشمل فنلندا والنرويج والدنمارك وأيسلندا وسويسرا وهولندا، يحرصون على استغلال الإجازات والعطل أفضل استغلال.
في هذا الصدد، تقول الباحثة “جينيفر سويتون”: “تسمح هذه الإجازات للأشخاص بقضاء المزيد من الوقت الجيد مع العائلة، والخروج من الروتين اليومي القاسي لاسترجاع الشغف والاهتمام بالهوايات والاهتمامات التي يفضل ممارستها كل منا”.
ويخصص الناس في أسعد شعوب العالم أيضًا حيزا مهما من وقتهم لممارسة الهوايات التي يستمتعون بها. يقول الدكتور شليشتر في هذا الصدد: ” يتطلب تنظيم معظم الأنشطة التي تجلب الفرح والسعادة الكثير من الجهد، لكنه شيء ضروري لتحقيق رفاهيتنا. لذا احرص في وقت فراغك أن تمارس الأشياء التي تنشطك وتجعلك تمرح.”
يذهبون للعمل مشيا أو بالدراجات
يميل الناس في أسعد البلدان إلى أن يكونوا نشيطين وحيويين، تقول “سويتون”: “ليس من غير المألوف أن يقوم الناس في بلدان الشمال الأوروبي بركوب الدراجة ذهابا إلى العمل، أو المشي بدلاً من القيادة. فقد ثبت أن للتمارين الرياضية العديد من الفوائد، بما في ذلك الحد من أعراض الاكتئاب والقلق”.
يتبعون النظام الغذائي المتوسطي
يلعب النظام الغذائي دورًا في الصحة النفسية، حيث تميل البلدان التي تحتل مراتب متقدمة في معدل أسعد شعوب العالم إلى تناول الطعام بطريقة مميزة، ونتحدث هنا عن النظام الغذائي المتوسطي. الذي ينبني على الأطعمة النباتية مثل الحبوب الكاملة، الخضراوات، البقوليات، الفواكه، المكسرات، البذور، الأعشاب والتوابل.
يقول الدكتور “آلان شليشتر”، الأستاذ المساعد في قسم الطب النفسي للأطفال والمراهقين في جامعة نيويورك “لانغون هيلث”، لصحيفة Bustle: “تناول الكثير من الأسماك والمكسرات وزيت الزيتون الجيد، هو بمثابة قطع أشواط طويلة نحو تحسين المزاج والوقاية من مرض الزهايمر”.
يقضون الوقت مع الأصدقاء والعائلة
في العديد من هذه البلدان الاسكندنافية السعيدة، يتم إعطاء الأولوية للوقت الذي يقضى مع الآخرين، سواء كان ذلك في الجلوس والاسترخاء في المقهى، أو مشاركة وجبات الطعام مع العائلة بانتظام.
ويقول عالم النفس العصبي الدكتور “سنام حفيظ” لصحيفة Bustle: “غالبًا ما يقتصر اتصالنا بالأصدقاء على الرسائل النصية أو وسائل التواصل الاجتماعي. لكن في البلدان الأخرى، تعد زيارة الأصدقاء في منازلهم لتناول العشاء أكثر شيوعًا. إن التواصل المباشر وجهًا لوجه هو ما يثري علاقات الناس ويوطد وشائجهم”.
يثقون بالآخرين
من البديهي أن العلاقات عامل من عوامل تحقيق السعادة. فقد وجدت العديد من الدراسات الاستقصائية أن غالبية الناس الذين يعيشون في البلدان المصنفة بين أسعد شعوب العالم يعتقدون أن الآخرين جديرون بالثقة. يقول
الباحث Sweeton: “إن الإيمان بطيبوبة الآخرين وموثوقيتهم يقوي العلاقات الاجتماعية. وقد يكون هذا سرا من أسرار التماسك الاجتماعي الذي تتميز به شعوب هذه البلدان”.