منذ حادث أرزنجان سنة 1939، يعتبر زلزال أمس (الاثنين) الذي ضرب تركيا وشمال سوريا أسوء كارثة طبيعية. إذ أدى إلى تدمير العديد من المنازل والمباني. وأسفر عن مقتل أزيد من 5000 شخص وإصابة أكثر من 15 ألف آخرين، حسب ما أعلنته هيئة إدارة الكوارث والطوارئ التركية. والحصيلة مرشحة للارتفاع.
إذ على الساعة الرابعة فجرا من يوم الاثنين 6 فبراير الجاري، ضرب زلزال مدمر بقوة 7.8 درجات على مقياس ريحتر وبعمق 17.9 كلم تحت الأرض. وكانت أول ضربة للزلزال بولاية كهرمان مرعش. وبعد 11 دقيقة، ضرب زلزال قوي آخر في ولاية غازي عنتاب بقوة 6.7 درجة. وذلك قبل أن تتعرض المنطقة إلى هزة أرضية قوية مقياسها 7.5 درجات حسب مقياس ريختر.
سوريا لم تسلم بدورها من تبعات الزلزال المدمر
واستمرت العشرات من الهزات الأرضية والزلازل الصغيرة في معظم مناطق جنوب تركيا. وهي الهزات الارتدادية التي وصلت عدة محافظات سورية مثل حلب وإدلب والرقة… إضافة إلى أن كل من سكان قبرص والأردن والعراق ومصر شعروا بالهزات الأرضية.
وأطلق الزلزال موجات باتجاه الشمال الشرقي، لتتضرر بذلك معظم المدن الواقعة بشمال سوريا مثل اللاذقية، وحماة، وحلب، وطرطوس.
وتداولت وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي تغطيات من مختلف المناطق. نقلت صورا وفيديوهات تظهر آلام آلاف المتضررين وانهيار العديد من المباني، في مشاهد يمكن وصفها ب “المرعبة”.
هي أوضاع كارثية يعيشها سكان المنطقة والحصيلة متواصلة في الارتفاع. فضلا عن مئات العائلات التي لا تزال عالقة تحت الأنقاض.
ما الذي جعل من زلزال تركيا مدمرا إلى هذا الحد؟
تقع تركيا في واحدة من أكثر البؤر الساخنة المعرضة للزلازل. إذ تتموضع معظم أجزائها على ثلاث صفائح تكتونية (العربية والأناضولية والإفريقية). وعندما تتصادم هذه الصفائح أو تنزلق فوق بعضها البعض، فإنها تتراكم وتولد احتكاكا، الشيء الذي يتسبب في حدوث هزات أرضية قوية.
لم تكن الهزات الأرضية المستمرة الوحيدة التي سببت هذا الدمار الهائل. بل هناك عوامل أخرى أثرت أيضا. كقرب الزلزال من مناطق تتمتع بكثافة سكانية عالية. وما زاد الطين بلة، نزول التساقطات المطرية والعواصف الثلجية الذي تزامن مع هذه الكارثة الطبيعية. فضلا عن حدوثها خلال الليل.
إضافة إلى ذلك، فإن سكان المنطقة يقيمون في مباني سكنية معرضة للانهيار بشكل كبير وقت حدوث الزلازل، حيث إن متانة المباني عامل مهم في مقاومة الزلازل وتفادي الخسائر البشرية.
تفاعل الدول مع الحادث المروع
على إثر هذا الحادث المؤلم، تتصارع فرق الإنقاذ والسكان المحليون من أجل انتشال الجثث العالقة تحت الأنقاض. وذلك رغم الظروف المناخية السيئة التي تعرفها كل من تركيا وسوريا.
وعقب ذلك، تفاعل العديد من المسؤولين ورؤساء الدول وقادة العالم مع هذا الحادث، من بينهم الرئيس التركي والمستشار الألماني وكذا الأمين العام لحلف الناتو. كما عبر الرئيس الأمريكي عن حزنه الشديد لما حدث في كل من تركيا وسوريا، معلنا أنه أرسل فرقا لمراقبة الوضع ومساعدة تقديم أي مساعدة مطلوبة.
كما أعرب الرئيس الفرنسي عن كامل استعداده لتقديم المساعدة في حالات الطوارئ للسكان المتضررين.
إضافة إلى كل هذا، فتحت كل من قطر والكويت جسرين جويين لدعم تركيا من أجل مواجهة هذه الكارثة الطبيعية. فيما أعلن مستشار النمسا عن تقديم 3 مليون يورو وكذا إرسال حوالي ثمانين جنديا للمشاركة في عمليات الإنقاذ. فضلا عن 45 دولة أخرى عرضت المساعدة عقب نداء دولي للدعم.