كل منا يتوتر عندما يمر بمشكلة معينة أو في موقف ما، سواء عند التحضير لامتحان أو مقابلة عمل وغيره. بالطبع يقوم الجسم بردة فعل على هذا التوتر، وهو ما ينعكس علينا داخلياً أو خارجياً. التوتر هو شعور طبيعي ينتاب الإنسان عند تعرضه للضغط، وفي بعض الأحيان يأتي التوتر مصاحبًا لبعض الأمراض والحالات، مثل اضطراب القلق العام، اضطراب الهلع، أو الرهاب الاجتماعي. وقد يؤدي التوتر المفرط إلى التشوش والعجز عن انجاز الأعمال، كما يشمل تأثير التوتر على الجسم:
- زيادة نبضات القلب: تُعد زيادة نبضات القلب من أشهر الأعراض التي يصاب بها الإنسان أثناء التوتر والتي تُشعره بمزيد من القلق. وتزداد ضربات القلب نتيجة لارتفاع هرمون الأدرينالين (Adrenaline) المصاحب للتوتر.
كما يسبب التوتر العصبي توسع الأوعية الدموية التي تقوم بدورها بنقل الدم إلى القلب والعضلات، مما يؤدي إلى ضخ كميات أكبر من الدم، مؤدياً ذلك لارتفاع ضغط الدم وغالبًا ما تزول هذه الأعراض عند انتهاء نوبة الإجهاد أو التوتر.
إذا كان التوتر العصبي مزمناََ أو كان يتم التعرض له لفترة طويلة ومتكررة يزيد ذلك من خطر الإصابة بمرض ارتفاع ضغط الدم أو النوبة القلبية أو السكتة الدماغية. يمكن تطبيق تمارين التنفس من حين لآخر، أو أثناء نوبة التوتر لجعل نبضات القلب أقل حدّة.
- التعرق: يمكن أن يصيب الانسان تعرق شديد في جميع أجزاء الجسم نتيجةً لتوتره. ما يحدث أثناء التوتر هو أن جسم الإنسان يعمل على التخلص من الماء من خلال الجلد عوضًا عن الكليتين، وعند التوتر أيضًا يقوم الجسم بتجهيز نفسه لحالات الطوارئ، فيزداد تدفق الدم لأعضاء الجسم، مما يعمل على زيادة الحرارة، ويزداد التعرق نتيجة لذلك كوسيلة تعمل على تبريد الجسم.
- التثاؤب: معظم الأشخاص يقومون بالتنفس بطريقة سريعة أثناء التوتر، ليعتقد جسم الإنسان بأنه لا يقوم بأخذ الأكسجين بكمية كافية. هذا يدفع الإنسان إلى التثاؤب، ويكون تأثير التوتر على الجسم من خلال التثاؤب للحث على أخذ النفس بطريقة عميقة. وقد يكون التثاؤب أيضًا ناتجاََ عن التغيرات الفيزيائية الأخرى المصاحبة للتوتر، مثل: سرعة التنفس، وسرعة نبضات القلب، وتشنج العضلات، بحيث تسبب هذه العوامل التثاؤب المفرط. سرعة التنفس لا تعد مشكلة عند الأشخاص الذين لا يعانون من مشكلات في التنفس لكنها قد تؤدي إلى تفاقم مشكلات التنفس عند الأشخاص المصابين بأمراض تنفسية، مثل: الربو، والانسداد الرئوي المزمن إذ يمكن أن يؤدي فرط التنفس، إلى نوبات هلع.
- الانتفاخ: من تأثير التوتر على الجسم ازدياد حركة المعدة والأمعاء أثناء التوتر، مما يعمل على زيادة الغازات والشعور بالنفخة، ويقوم بعض الأشخاص بأداء مهامهم بسرعة بالغة بما يتضمّن الطعام والشراب، وبالتالي لا يقوم الجسم بعملية الهضم بالشكل الصحيح. يتسبب التوتر في إفراز كميات أكبر من هرمون الكورتيزول لتوفير الطاقة اللازمة من خلال تحرير سكر الدم والأحماض الدهنية من الكبد مما يؤدي لاستهلاك كميات أكبر من الطاقة وبالتالي قد يعمل ذلك على إرهاق الجسم.
إذا كان التوتر مزمناََ قد يؤدي لارتفاع نسبة خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني، كما يمكن أن يؤدي التوتر العصبي إلى اضطراب في الجهاز الهضمي وحركة الطعام داخل الأمعاء الذي قد يؤدي إلى الإمساك أو الإسهال وأحيانًا القيء أو الغثيان وألم في المعدة.
- مشكلات البشرة: العديد من الأشخاص يعانون من ظهور حب الشباب في أوقات غير مناسبة، ولكن لا يعلم معظم هؤلاء الأشخاص أن السبب وراء ذلك هو ناجم عن تأثير التوتر على الجسم، إذ يفرز جسم الإنسان هرمون الكورتيزول بشكل أكبر من المعتاد، مما يدفع الخلايا تحت البشرة لإفراز كميات مضاعفة من الزيوت، وبالتالي يظهر حب الشباب.
تأثير التوتر على الجهاز العضلي الهيكلي
يؤثر التوتر على الجهاز العضلي الهيكلي، وتختلف الأجسام عن بعضها البعض في طرق الاستجابة، ومن أبرز أعراض تأثير التوتر على الجهاز العضلي الهيكلي:
- صداع التوتر أو الصداع النصفي.
- آلام في العضلات وخاصةً منطقة الكتفين والرقبة والرأس.
- ألم في عظام أسفل الظهر والأطراف العلوية.
تأثير التوتر على جهاز المناعة
قد يؤدي ارتفاع هرمونات التوتر في الجسم إلى ضعف جهاز المناعة فيصبح الجسم أكثر عُرضة للإصابة بالعدوى، كما يمكن أن يزيد ذلك من الوقت المستغرق للتعافي من الأمراض. وقد أثبتت دراسات عديدة أن التعرض للتوتر بشكل مستمر يجعل الإنسان أكثر عرضة للإصابة بالالتهابات والأمراض الجلدية المختلفة.
نصائح لتخفيف التوتر
- تحديد مصدر التوتر وتجنب الضغوطات النفسية.
- تخصيص وقت للاسترخاء والقيام بالأنشطة الرياضية.
- اتباع نظام غذائي صحي.