لم يعد خفيًا علينا أن منصات الإنترنت أصبحت منذ سنوات هي المصدر الأساسي لاستنباط أي معلومات شخصية أو مهنية عن أي شخص نرغب في التعرف عليه. ففي القرن الواحد والعشرين ونظرًا للاستخدام المتزايد لوسائل التواصل الاجتماعي؛ أصبح أكثر من 50% من أصحاب العمل يعتمدون على آليات إلكترونية وخوارزميات لقبول أو استبعاد المرشحين للوظائف.
لذلك، وبطبيعة الحال يعتبر الكثيرون أن هويتك عبر الإنترنت، أو ما يطلق عليها “الهوية الرقمية” أكثر أهمية من أي وقت مضى. فاليوم وفي عصر التكنولوجيا الحديثة، حساباتك الشخصية على وسائل التواصل الاجتماعي هي أقوى أداة للحصول على وظيفة واستقطاب عملاء محتملين وبناء وتطوير العلامات التجارية وإنشاء شبكات تواصل اجتماعي مع قادة الفكر وصناع المحتوى.
ماذا نعني بالهوية الرقمية؟
شهد استخدام مصطلح الهوية الرقمية نموًا كبيرًا في السنوات الأخيرة. فالهوية الرقمية هي صورة حية لشخصيتك عبر الإنترنت. تتضمن معلوماتك الشخصية، وملفك المهني، وإنجازاتك التعليمية، كما أنها وسيلة لعرض مهاراتك وكفاءاتك، وفرصة للمشاركة في التعلم الرقمي ووسيلة للتواصل مع أصحاب القرار في شركات التوظيف.
منصة LinkedIn على رأس القائمة لبناء هوية رقمية احترافية
ومن بين هذه المنصات، يأتي LinkedIn كمنصة متخصصة تهدف إلى بناء شبكات احترافية وتوفير فرص قيمة لمستخدميها. حيث تشير الدراسات أن لدى LinkedIn الآن أكثر من 930 مليون عضو وفقًا لإحصاءات المنصة نفسها. وينمو هذا الرقم الآن بشكل أسرع من ذي قبل، حيث كان يزيد بمعدل عضوين جديدين كل ثانية، والآن يزيد بمعدل 3 أعضاء جدد كل ثانية.
أمّا بخصوص عائدات الإعلانات، فقد حققت المنصة 3.8 مليار دولار في عام 2021. ووصل مستخدموها من صناع القرار في مجال الأعمال في أواخر عام 2022 إلى أكثر من 650 مليون مستخدم. وهذا يعني إتاحة فرصة الوصول إلى العملاء المحتملين بشكل أكبر وأوسع من ذي قبل. حيث يمكن بسهولة العثور على العملاء من خلال البحث عنهم إما عن طريق اسم العميل أو اسم الشركة أو غيرها من خيارات البحث المتعددة على المنصة والتي تمتاز بدقتها العالية.
وأكدت التقارير أن هناك 50 مليون شخص يستخدم المنصة كل أسبوع للبحث عن وظائف جديدة. ففي كلّ ثانية، يتم تقديم 95 طلب عمل ويحصل 8 أشخاص منهم كلّ دقيقة على وظيفة.
دعوات مستمرة إلى استخدام LinkedIn
انطلاقًا من مساعيهم في تمكين الشباب وتأهيلهم لريادة الأعمال وصقل مهاراتهم بما يتناسب مع متطلبات سوق العمل؛ لم يتوقف الحال عند المختصين لمجرد دعوة الناس إلى استخدام المنصة من خلال صفحاتهم الشخصية على وسائل التواصل أو دعوة الأصدقاء إلى استخدامها خلال تجمع ما. بل وصل الأمر إلى عقد مؤتمرات وتقديم محاضرات وإنشاء ورشات عمل وتطوير دورات تدريبية متكاملة تهدف فقط إلى تشجيع الناس لاستخدام المنصة. وذلك من خلال التعرف على أساسيات المنصة وكيفية استخدامها وكيفية الاستفادة منها بأكبر قدر ممكن. بالإضافة إلى مساعدتهم في تطوير هوياتهم الرقمية.
الجدير بالذكر أن منصة LinkedIn بدأت كمنصة وأداة مساعدة للحصول على وظيفة. إلّا أنها تطورت بعد ذلك، وخرجت عن صورتها المعتادة. لتصبح قاعدة أساسية لبناء علاقات مهنية ونشر محتوى مهني عالي الجودة بشكل أوسع. فهي أفضل مكان للعثور على صناع القرار وبناء شبكات اتصال معهم. وهذا لأن المنصة تحظى بشعبية كبيرة بين المحترفين وقادة الفكر ورجال الأعمال حول العالم.
منصة LinkedIn من وجهة نظر المختصين العرب
يرى المختصون أنه وطالما أن هناك أكثر من 40 مليون مستخدم عربي لمنصة LinkedIn، وبما أن أكبر الشركات العربية والعالمية تعتمد على المنصة في قراراتها بخصوص فحص المرشحين لوظائفها، وفي استراتيجياتها في بناء هيكلها الوظيفي. فأنت كمتقدم للوظيفة أو كصانع محتوى أو كقائد فكر في مجالك، حتى وإن كنت صاحب علامة تجارية وتحاول أن تستفيد من أكبر فرصة متاحة أمامك لبناء هوية لعلامتك التجارية في سوق العمل، فعليك بلا شك استخدام المنصة كجزء من مشروعك التسويقي لنفسك أو لمشروعك على حد سواء. مؤكدين على ضرورة تحديث ملفك الشخصي بين الحين والآخر بما يتماشى مع تطلعاتك المهنية.
ويتطلب نجاحك من وجهة نظر المختصين في بناء هوية رقمية ناجحة وواسعة الانتشار أن تفكّر فيها بجدية. وأن تمنحها جزء كافي من وقتك وألا تعتبرها جزء هامشيا من يومك العملي. فعليك بذل جهد ووضع استراتيجيات كاملة ومتكاملة لتحديث حسابك الشخصي والبدء في نشر المحتوى القيّم والمفيد. هذا كله من أجل دعم خطتك في بناء هويتك الرقمية.
أما الخطوة الأكثر أهمية فهي الاستمرارية، فالعمل الجاد والمستمر يضمن النجاح وإن طالت المدة الزمنية لوصول الهدف. فكما يقال في المثل الشعبي “قطرة المطر تحفر في الصخر، ليس بالعنف، بل بالتكرار”.