شهدت عروس الشمال طنجة أول أمس (الأربعاء) افتتاح كأس العالم للأندية لسنة 2022. وهي المرة الثالثة التي ينظم فيها المغرب هذا الحدث الكروي بعد نسختي 2013 و2014. ولا شك أن الاستثناء هذا العام كان حفل الافتتاح، الذي شكل فرصة مميزة للاحتفاء بالتراث المغربي وتنظيم وصلات مبهرة على غير العادة في افتتاحية منافسات الموندياليتو.
افتتاح أسطوري بالتراث المغربي
افتتحت الفعاليات بحفل أبهر متابعيه، حفل يحتفي بالتاريخ المغربي القديم، وبتنوع وغناء ثقافتنا العريقة. إذ تم تكريم الرحالة العالمي ابن بطوطة. وتحلل الحفل تنوعا موسيقيا يشهد لتنوع الثقافات في المملكة المغربية من أهازيج أطلسية، جبلية، غناوية إلى موسيقى الركادة، ونغمات الموسيقى الصحراوية. كل هذا التنوع كان مرفقا بكلمة الجمهور الموحدة تحت شعار “سير”.
“ديرو النية”
كانت مفاجأة الحفل تواجد الناخب الوطني المغربي “وليد الركراكي” الذي هز بكلماته صفوف الجماهير بترديده لكلمة “ديرو النية”. كلمة لازالت عالقة في مسامعنا منذ كأس العالم الأخيرة في قطر نهاية العام الماضي. والتي تألق فيها المغاربة بشكل غير مسبوق. وحققوا نتائج استثنائية بوصولهم إلى دور نصف النهاية.
وضم حفل افتتاح كأس العالم للأندية تكريما أيضا لروح فقيد كرة القدم اللاعب العالمي البرازيلي بيلي، الذي عرف بمسيرته الكروية الكبيرة والاستثنائية. الشيء الذي جعل العالم يشكر المغاربة على هذه الالتفاتة. إذ غزت التغريدات منصة تويتر، حول إشادتهم وفرحتهم الكبيرة بالتكريم الذي قامت به المملكة.
ألعاب نارية رافقت أغنية “ديرو النية” من إنتاج المنتج العالمي المغربي “رضوان” رفقة مجموعة من الفنانين المغارية. رددت الأغنية من طرف كل الجماهير الحاضرة وسط مشاعر الفخر والاعتزاز.
وبهذا الافتتاح يكون المغرب قد وضع بصمته الخاصة في مجال تنظيم منافسات من طراز عال من خلال التذكير بالتاريخ والتراث المغربين. والحرص على أن يكون الحفل شرفا لكل المغاربة خاصة والوطن العربي عامة.
ابن بطوطة … مفخرة للمغرب والمغاربة
تكريم روح الرحالة بن بطوطة في حفل افتتاح كأس العالم للأندية كان نابعا من تاريخ وتراث قديم قدمه لنا الرحالة، الذي عرف على مر العصور بمفخرة للمغرب والمغاربة. فهل لديكم فكرة عنه؟
ازداد محمد بن بطوطة، بمدينة طنجة، سنة 1304 ميلادية. ونظرا لنشأته وسط عائلة مرموقة وعريقة، خولت له العديد من الفرص التي جعلته يطلب العلم ويبحث عن أفضل الأساتذة لتعلم المزيد. لتبدأ رحلته الطويلة في طلب العالم حول العالم.
امتاز ابن بطوطة باختياراته الفريدة لكل شي. إذ على عكس شباب سنه، فضل السفر على الاستقرار والجلوس. ولم يتنازل يوما عن اختياره رغم كل ما واجهه من صعوبات. تنقل ابن بطوطة في البداية ما بين تلمسان في الجزائر وتونس، ثم مصر. ليذهب بعد ذلك إلى فلسطين وسوريا وبلاد الشام إلى غاية الحجاز.
كما أنه يعد من بين أهم المستكشفين في التاريخ، وبعد مماته ترك لنا موسوعة من الكتب عن رحلاته الاستكشافية المطولة التي تسافر بك نحو العالم وأنت جالس فقط في مكانك.
تكريم أسطورة الكرة بيلي
بيليه، ذلك المهاجم التاريخي للبرازيل وأسطوة كرة القدم العالمية. رحل عنا في نهاية شهر دجنبر من السنة الماضية. حزن كبير سيطر على كل محبيه ومعجبيه لكن بيليه سيظل حاضرا دوما في قلوبهم.
ولد بيليه أو إديسون أرانتيس دو ناسيمنتو سنة 1940، بقرية تريس كوراكويس بالبرازيل. وسمي “بأديسون” كنية عن المخترع الأمريكي “توماس أديسون” أول مخترع للمصباح الكهربائي.
بدأ بيليه مسيرته الكروية مع فريق سانتوس البرازيلي، وسرعان مع خطف الأنظار حوله ليبدأ بعد ذلك مسيرة طويلة في التميز الكروي. فاز بيليه رفقة فريق المنتخب البرازيلي بكأس العالم ثلاث مرات، وهو اللاعب الوحيد في التاريخ الذي حقق ذلك. كما حقق أرقاما قياسية عالمية جعلت اسمه يدخل موسوعة غينيس العالمية.
وكان تكريم بيلي في حفل افتتاح كأس العالم للأندية بمثابة الإشادة المميزة بمسيرة بيليه الكروية المشرفة، والاحتفاء بكل إنجازات هذا اللاعب العالمي. جدير بالذكر أن البرازيل ممثلة في كأس العالم للأندية من خلال بطل مسابقة ليبرتادوريس للعام الماضي فلامنغو.