”العملقة” أو الضخامة هي حالة نادرة للغاية، لكنها معروفة رغم ذلك، ومن المحتمل أنها موجودة منذ أن خلق الله البشرية. يقدر الباحثون أن أول حالة مؤكدة “للعملقة” وجدت في مصر القديمة. وتم اكتشاف هيكل عظمي لعملاق يعتقد أنه فرعون مصري في عام 1901 كما جاء في مجلة Live Science. حيث كشفت البقايا الهيكلية أن طوله كان 6 أقدام وبوصة واحدة. قد يبدو اليوم أن هذا الارتفاع طبيعي، ولكن في عصر هذا الفرعون، كان ارتفاع ستة أقدام شيئا شاذًا مقارنة بمتوسط ارتفاع أقرانه من الذكور.
بعد عامين فقط من هذا الاكتشاف الرائع، تم التقاط صور تاريخية في الهند خلال مهرجان دوربار في دلهي عام 1903. في الحقيقة لقد تم التقاط صور للعديد من الأشياء في ذلك اليوم، بما في ذلك الجنود والمتفرجين والحيوانات. ولكن من بين جميع الصور التي تم التقاطها، كانت هناك بعض منها استثنائية، خاصة تلك التي أظهرت رجلين فارعي الطول، سيُعرفان فيما بعد باسم عمالقة كشمير. فمن هم يا ترى؟ وما قصتهم؟
دلهي دوربار
كان دلهي دوربار عبارة عن تجمع جماهيري على الطراز الإمبراطوري الهندي. نظمه البريطانيون في حديقة التتويج، بدلهي عاصمة الهند، للاحتفال بخلافة إمبراطور أو إمبراطورة أو ملك الهند. يُعرف أيضًا باسم الإمبراطورية دوربار، وقد عُقد ثلاث مرات في أعوام 1877 و1903 و1911، تحديدا في ذروة الإمبراطورية البريطانية.
في عام 1903، أقيم الاحتفال الكبير في الهند بمناسبة تتويج الملك. إذ استمر الاحتفال لمدة أسبوعين وتم التخطيط له بعناية من قبل اللورد كرزون، الذي كان مسؤولا كبيرا في الهند في ذلك الوقت. حيث كان عرضًا رائعًا تخللته الأبهة والقوة والنفوذ. وعلى الرغم من وجود احتفالات مماثلة قبل وبعد، لا يمكن مقارنة أي منها باحتفال عام 1903. وهو تحديدا الحفل الذي ظهرا فيه عملاقا كشمير.
عملاقا كشمير
أحضر الملك رجلين طويلي القامة معه إلى دوربار. لكن مظهر العملاقين كان مشهدًا آسرًا لفت انتباه الحشد كله. إذ كان أحد العمالقة ذو علو شاهق متجاوزا الكل. إذ كان يبلغ ارتفاعه 7 أقدام و9 بوصات (2.36 مترًا). بينما بلغ ارتفاع الآخر 7 أقدام و4 بوصات (2.23 مترًا). ووفقًا للمصادر التاريخية، عملاقا كشمير كانا شقيقين توأمين.
تشير التقارير التاريخية أن هؤلاء العمالقة كانوا من الرماة النخبة الذين كرسوا حياتهم لخدمة ملكهم. كان هؤلاء الإخوة الكشميريون الأصل من مكان يُدعى بالموقند، الذي تغير اسمه في ظروف مجهولة. ويحكى أن الأخوان توجها إلى دوربار حاملين الرماح والصولجان وأقفال أعواد الثقاب وحتى القنابل اليدوية. إذ كانا على استعداد لحماية ملكهم من أي موقف خطير بأي ثمن.
وبينما كان الملك يشق طريقه أثناء الاحتفالات في الشوارع راكبًا فيلًا مثيرًا للإعجاب، سار حراسه العمالقة بجانبه على كلا الجانبين في مشهد مهيب. بينما افتتن الصحفيون والمصورون الدوليون الذين حضروا الحدث بالعمالقة. حيث طبعت The Brisbane Courier مقالًا في أستراليا في فبراير 1903 بعنوان “حاشية حاكم كشمير”. وهو مقال مخصص للعمالقة اللذين كانا حراس وجنود حاكم جامو وكشمير.
ومن بين الأشخاص الذين اهتموا بشكل كبير بقصة العملاقين جيمس ريكالتون. وهو مسافر ومصور أمريكي تمكن من الحصول على بعض الصور مع الرجلين المثيرين للغرابة.
كيف سلطت أضواء الشهرة على عملاقي كشمير؟
توجه المصوران جيمس ريكالتون وجورج روز إلى كشمير بهدف التقاط المزيد من الصور لهؤلاء العمالقة من كشمير. وقد كانت هناك صورة واحدة اعتبرت من بين أعجب الصور. إذ تمت فيها مقارنة أكبر عملاق بأقصر قزم في مفارقة عجيبة. كما ظهر ريكالتون أيضًا في الصورة لإظهار التسلسل الهرمي المثر للاهتمام. كما حظيت قصة وصور التوأمين الكشميريين باهتمام دولي وشهرة واسعة في غضون أيام قليلة من نشر الصور في الجرائد العالمية.
جلب ملك جامو بعض الراقصين والسحرة المجانين من لاداخ حتى يجعل احتفاله أكثر شهرة وعجبا. لكن على الرغم من ذلك خطف حراسه اهتمام الكل. ويمكنك أن تتخيل حجم التهديد الذي قد يشعر به الأعداء مع عملاقين يحميان ملك جامو. الشيء الذي أشعر الملك بالفخر والتبجح، وهو بالضبط ما كان يريد الملك إظهاره للأعداء وللجميع. القوة والسلطة الجامحة التي لا يمتلكها سوى هو في أنحاء المعمور، الملك الهندي.
