تحرص العديد من النساء حديثات الولادة في توفير بيئة صحية لأطفالهن، من حيث النوم والأكل والراحة. لكن الطفل الرضيع معرض بشكل كبير لعدة اضطرابات والتي قد تؤثر سلبيا على صحته.
ليس للأطفال حديثو الولادة القدرة على الإحساس والتمييز بين الليل والنهار. مما يجعل أغلبيتهم يعانون بشكل كبير من اضطرابات في النوم. وهذا ما يخلق إشكالا وقلقا كبيرا لدى الأمهات. فما هو إيقاع الأطفال في السرير؟ وكم عدد ساعات النوم الكافية التي يحتاجونها؟ وما هي أهم النصائح لجعل طفلك ينام بسرعة؟
إيقاع الأطفال الرضع في النوم
. حيث ينام حديثو الولادة لفترة تمتد من 14 إلى 17 ساعة في اليوم. وذلك على دفعات قصيرة تقدر بساعات فقط في كل مرة. وبمجرد تقدم رضيعك في العمر يبدأ جدول نومه بالانتظام، إذ ينام الأطفال في سن ثلاثة وأربعة أشهر لمدة تصل إلى خمس ساعات على الأقل في المرة الواحدة. وقد تختلف المدة من طفل إلى آخر.
عدد الساعات الكافية التي يحتاجها الطفل
يحتاج طفلك لفترات طويلة من النوم تصل إلى 16 ساعة في اليوم. إذ يساعدهم بشكل كبير في التطور والنمو. لكن المقلق في الأمر هو الاستيقاظ المتكرر الذي يعاني منه الأطفال حديثو الولادة. خاصة بسبب إحساسهم بالمغص أو شعورهم بالجوع ورغبتهم في الأكل، حيث يمكنهم النوم مباشرة بعد الرضاعة فيما يظل البعض مستيقظا لفترة معينة.
- من 3 إلى 6 أشهر: عند بلوغهم ثلاثة أشهر قد يستيقظ الرضيع بشكل أقل من السابق، فيما يقضي فترة نوم أطول في الليل.
- من 6 إلى 12 شهر: تتشابه في هذه الفترة أنماط نوم الطفل مع أنماط نوم والدته، بحيث في هذا العمر ينام الطفل 13 ساعة في اليوم لكنه يميل للنوم لفترات طويلة في الليل تصل إلى 11 ساعة، وذلك لعدم احتياجه المتكرر للأكل. ستبدأ أعداد القيلولة في النهار في الانخفاض، وقد تصل إلى ساعة أو ساعتين بالأكثر.
- 12 شهر فما فوق: يصبح الطفل في هذه الفترة قادرا على النوم بشكل أفضل وأعمق. وتقدر عدد ساعات نومه في الليلة الواحدة ب 12 ساعة.
دورات النوم لدى الأطفال حديثي الولادة
تختلف دورات النوم لدى الأطفال حديثي الولادة عن غيرهم من كبار السن قليلا. حيث تنقسم دورات النوم إلى نوعين:
- النوم النشط أو كما يسميه البعض حركة العين السريعة. إذ يبدأ الأطفال فيها بالتحرك بعض الشيء وإحداث القليل من الضوضاء، كما أنهم يحركون أعينهم بشكل سريع، مما يجعل إيقاظهم من النوم النشط سهلا.
- النوم الهادئ وهو عكس النوم النشط. إذ يستغرق فيه الأطفال حديثو الولادة وقتا أكثر في النوم، لأنهم يكونون أكثر ثباتا ويتنفسون بشكل عميق مما يجعل إمكانية استيقاظهم بسرعة تقل. وهذا النوع من النوم يشبه نوم الأشخاص البالغين.
نصائح لتحسين جودة نوم طفلك
كما ذكرنا أعلاه أن الطفال حديثي الولادة لا يفرقون بين فترات الليل والنهار، وهذا يصعب الأمر على الأمهات. نصائح بسيطة لجعل طفلك يعتاد على النهار والليل، تتجلى في:
- فتح الستائر وإدخال الضوء لغرفة الطفل لكي يتعرف عليه وعلى فترة النهار بشكل تدريجي.
- منح الطفل الوقت للعب أو سماع بعض الموسيقى وشيء من ضوضاء النهار.
أما بالنسبة للفترة الليلية فينصح ب:
- إبقاء أضواء غرفة الطفل منخفضة.
- الحرص على توفير الهدوء التام.
- عدم اللعب مع الطفل حتى وإن أراد ذلك، فهذا يساعد على زيادة نشاطه.
أين يجب على الطفل أن ينام؟
من الضروري على النساء حديثات الولادة إبقاء أطفالهن معهم بنفس الغرفة، لكن ليس في نفس السرير. وذلك على الأقل لمدة لا تقل عن ستة أشهر إلى عام. إذ يمكن للأمهات مراقبة أطفالهم بسهولة وكذلك يقلل من مخاطر عديدة.
وينصح أخصائيو مايو كلينيك أولياء الأمور بشكل كبير في موضوع مخاطر نوم الأطفال والوالدين في سرير واحد. إذ يمكن لأحد الوالدين أن يتدحرج عن طريق الغلط ويصيب الطفل أثناء النوم مما يتسبب في اختناقه أو أسوأ من ذلك.
نصائح من أجل راحة طفلك
- تعويد الطفل على روتين خاص قبل النوم مما سيساعده على النوم بسهولة. يبدأ الروتين بحمام دافئ للطفل، ويتبع بالاستعانة بموسيقى هادئة أو قراءة قصة له. وفي الأخير وضع الطفل في فراشه حتى وإن كان مستيقظا، هذا سيساعده على ربط السرير بفترة راحته.
- روتين النوم يحتاج إلى ساعة محددة يوميا، لهذا ينصح بضبط الجدول الزمني وعدم تغيير الساعة التي ينام فيها طفلك.
- من المحتمل أن يبدأ الطفل بالبكاء بمجرد وضعه في السرير قبل أن يجد وضعية مريحة. لكن وجودك بجانبه في هذا الوقت مهم وضروري لكي يمنحه الشعور بالأمان. إذ لم يتوقف طفلك عن البكاء تحققي من سلامته.
- كما أن تعويد الطفل على النوم في سريره يساعد في استقلاليته أثناء راحته.
- عند استيقاظ طفلك أثناء الفترة الليلة من أجل شعوره بالجوع. استعيني بأضواء خافتة وصوت ناعم، مع تحريك الطفل بهدوء. هكذا سيستوعب هذا الأخير أنه سيعود للنوم مباشرة.
- بدل جهد أكبر في فهم احتياجات الطفل والتواصل معه، هذا سيسهل عليك الاعتناء به بشكل جيد.
- الاستعداد الدائم للتعامل مع الليالي المضطربة التي يستيقظ فيها ابنه لمرات متعددة في الليل.
النوم مهم ليس فقط للأطفال بل لكل فرد من أفراد العائلة، وبغض النظر على الأضرار الصحية الوخيمة التي تواجه الأشخاص الذي لا يحصلون على قسط كاف من الراحة في الفترة الليلية، إلا أنه يؤثر بشكل سلبي على حياة الأم وطفلها. فبمجرد عدم حصول الأم على ساعات النوم الكافية، سيصبح التعب مع مرور الوقت عائقا أمامها للاستمتاع بالحياة مع طفلها.
