يمكن للروبوتات أن تفعل الكثير للإنسان، وأن تخدمه بشتى الطرق وأغربها. إذ يمكنها استكشاف الفضاء مثلما يمكنها تدليك أطرافك. لكن يظل السؤال المطروح هنا، هل التطورات المهولة في مجال الروبوتات والذكاء الاصطناعي التي بات الإنسان يشهدها تحمل تهديدات خفية؟ وهل يمكن في يوم من الأيام أن تسيطر الآلات الذكية على كوكب الأرض؟ وتتمرد على البشر في سيناريو شبيه بالأفلام؟ فلنكتشف إجابة ثلاثة من أكبر الخبراء في هذا المجال.
السياق التاريخي لصناعة الروبوتات
تعود أصول الروبوتات إلى الآلات التي تم اختراعها إبان الحضارات القديمة. كما دخلت كلمة روبوت مفرداتنا في عام 1920 مع مسرحية الكاتب التشيكي كاريل شابك R.U.R. وعلى مدار العشرين عامًا الماضية، تم تطوير هذه الآلات الإنسانية للقيام بمهام متعددة تتراوح بين الصناعة التحويلية والفضاء.
في جامعة كامبريدج، تعتبر الروبوتات مجالًا سريع التطور على صعيد مستويات عدة، من الفيزياء النظرية والحوسبة إلى الهندسة والعلوم الطبية.
ما الخدمات التي يمكن للروبوتات أن تسديها لنا؟
يعتقد مارتن ريس، وهو أستاذ فخري في علم الكونيات والفيزياء الفلكية بجامعة كامبريدج، أن للروبوتات دوران مختلفان للغاية. الأول هو العمل في مواقع لا يستطيع البشر الوصول إليها، مثل تداعيات الحوادث في المناجم ومنصات النفط ومحطات الطاقة النووية. والثاني، الذي يعتبر غير مبهجا كذلك، هو مساعدة كبار السن أو المعاقين في الحياة اليومية: مثل ربط أربطة الحذاء، وقطع أظافر القدمين وما شابه ذلك… علاوة على ذلك، ومع إمكانية إنتاج روبوتات صغيرة الحجم، فربما يمكن استخدامها داخل أجسامنا لمراقبة صحتنا وإجراء العمليات الجراحية وما إلى ذلك.
هل يحدق خطر الذكاء الاصطناعي بالبشر؟
ويمكن للذكاء الاصطناعي (AI) بالفعل القضاء على البشرية، وفقًا لما توصلت إليه ورقة بحثية حديثة أجراها علماء في Google بشراكة مع جامعة أكسفورد.
وفي الورقة البحثية التي نُشرت على مجلة AI Magazine، خلص الفريق – المؤلف من كبير علماء DeepMind ماركوس هوتر، وباحثين من جامعة أكسفورد من بينهم مايكل كوهين ومايكل أوزبورن – إلى أن الإجابة على السؤال الذي طال أمده، حول ما إذا كان الذكاء الاصطناعي الفائق الذكاء سيقضي على البشر؟ كانت: نعم الأمر “محتمل”.
وكتب كوهين على تويتر في وقت سابق من هذا الشهر: “في ظل الظروف التي حددناها، فإن استنتاجنا في هذا البحث أقوى بكثير من أي بحث سابق – الكارثة الوجودية لسيطرة الروبوتات ليست ممكنة فحسب، بل محتملة”.
في نفس الورقة البحثية، يجادل الباحثون بأن البشرية يمكن أن تواجه مصيرها المهدد في شكل “تمرد عملاء منحرفين” أي روبوتات متطورة للغاية ترى أن البشرية تقف في طريق التقدم والمضي قدما نحو الأمام.
إنذار عاجل للمجتمع العلمي والأكاديمي
وصرح الباحثون في دراستهم المثيرة للجدل هذه: “خسارة هذه اللعبة ستكون قاتلة”. كما أفاد الباحث كوهين لـ Motherboard في مقابلة بهذا الصدد: “في عالم ستقل به الموارد، لسنا متأكدين تمامًا مما قد يحدث، ستكون هناك منافسة مصيرية للحصول على هذه الموارد.”
وأضاف: “إذا كنت في منافسة ضد خصم قادر على التفوق عليك في كل منعطف، فلا يجب أن تتوقع الفوز”.
وتفترض كذلك الدراسة البحثية أن الحياة على الأرض أصبحت على المحك في ظل الصراع بين البشر، مع تصاعد مطالب إنتاج الغذاء والحفاظ على الكهرباء وابتكار الآلات المتطورة للغاية، والتي قد ترغب في تسخير جميع الموارد لتأمين مكانتها على حساب البشر.
ورداً على هذا التهديد، يجب على البشرية أن تتقدم بحذر وببطء في مجال تقنيات الذكاء الاصطناعي. كيف لا وقد أصبح الذكاء الاصطناعي الآن قادرًا على تشغيل المركبات على الطرق السريعة العامة، وتزويد النزلاء باحتياجاتهم، والإبداع في أعمال فنية تفوز بجوائز.
منذ أن أصبحت نظرية اكتساح الروبوتات للعالم والسيطرة على البشر محل نقاش، أضحى يؤكد العلماء والفلاسفة وتقنيو التكنولوجيا منذ ذلك الحين أن الذكاء الاصطناعي قد يصبح خطرًا وجوديًا على البشرية إذا لم يتم الحد من قدراته المتطورة بشكل مهول.