يعاني العديد من الناس من آلام شديدة على مستوى عضلاتهم، منهم من يجهد نفسه كثيرا أثناء ممارسة الرياضة، وآخر رغم عدم ممارسته نشاط بدني إلا أنه يحس بشكل مستمر بالألم وتشنج في عضلاته… هذه التشنجات يُشار إليها طبياً باسم “حصان تشارلي” الذي يُصاب به بالأكثر الرياضيين، وكبار السن، والحوامل، فما السبب وراء هذه التشنجات؟ وماهي سبل العلاج أو التقليل منها؟
حصان تشارلي
تشنجات حصان تشارلي هو الاسم الشائع لتشنج العضلات الذي قد يحصل في أي مكان في جسمك، حيث قد تُصيب أي عضلة فيه، ولكنها تحدث بالأكثر وفي أغلب الأوقات في منطقة الساق. لكن ماذا يحدث عندما تصاب بهذا التشنج العضلي؟
في البداية يجب التأكيد أن هذا التشنج العضلي الذي قد يُصاب به الشخص يحدث بشكل مُفاجئ وغير مُتوقع، وقد يستمر من بضع ثوانٍ إلى عدة دقائق، ثم يختفي فجأة، كما أنه قد يُؤثر على عضلاتك حتى أثناء نومك أو ممارستك للرياضة أو نشاطات بدنية أخرى.
وفي مقال نُشر على الموقع الرسمي للجمعية الأمريكية لتقويم العظام بشيكاغو، تُؤكد كارولين كويست، طبيبة تقويم العظام، أنه “عندما يعاني الشخص من تشنج عضلي، فإن العضلات المتشنجة تبدو أصعب من المعتاد عند اللمس أو قد تظهر عليها علامات واضحة للارتعاش”، الأمر الذي قد يُؤثر سلباً على قيام الشخص المصاب بالعديد من الأنشطة البدنية.
وكما سبق أن ذكرنا أن هذه التشنجات قد تصيب أي مكان في الجسم، إلا أنها تُؤثر بالأكثر على ربلة الساق، وهي عضلة في الجزء الخلفي من الساق تمتد من أسفل ركبتك إلى غاية الكاحل، وعند الإصابة به قد يُخلف وراءه ألماً شديداً في عضلاتك والذي قد يستمر حتى أيام بعد حدوث التشنج.
الأسباب وراء الإصابة بالتشنجات العضلية
تُؤثر تشنجات حصان تشارلي خاصة تلك التي تصيب الساق على حوالي 37% من الأمريكيين الذين تزيد أعمارهم عن 60 عامًا، وما يُقارب من 50% من النساء الحوامل خاصة في الفترة الليلية، فيما تؤثر أيضاً على 50% من الأشخاص المصابين بالفشل الكلوي المزمن الذي يجعل تعرضهم لهذه التشنجات يزيد. هذا ما جعلنا نبحث عن الأسباب التي تتمثل في ما يلي:
- ممارسة الرياضة رغم جفاف الجسم أي ما يعني عدم شرب كميات كافية من الماء
- الإفراط في ممارسة الرياضة، قبل الإصابة وبعد الإصابة
- ممارسة الأنشطة البدنية في الحرارة المرتفعة
- احتواء الجسم على مستويات منخفضة من بعض المعادن كالبوتاسيوم، الكالسيوم والمغنيسيوم
- تهيج العصب الذي يحيط بالعضلة
- البقاء في وضعية معينة لمدة طويلة
- ضغط الأعصاب في العمود الفقري
- الإجهاد والتوتر
- ضعف تدفق الدورة الدموية بالجسم
- الإصابة بمرض كلوي مزمن
- آثار جانبية لبعض الأدوية، كعلاج الزهايمر “دونيبيزيل”، علاج هشاشة العظام “رالوكسيفين”، بعض أدوية الربو ألبوتيرول “بروفينتيل، فينتولين وتيربوتالين”، ودواء “تولكابون” الذي يعالج مرض باركنسون
رغم أن الأسباب التي ذكرناها كثيرة، فإن هناك عوامل عدة تزيد إمكانية تعرضك لتشنج العضلات، كعامل السن مثلا حيث يعاني كبار السن من فقدان كتلة العضلات ابتداءً من سن الأربعين، وبالتالي لا تستطيع العضلات العمل بجهد ويمكن أن تتوتر وتتأثر بسهولة أكبر، الحمل أيضاً من العوامل التي تؤدي إلى زيادة الإصابة بتشنجات، وهو ما يُعتبر شائعاً في فترة الحمل، أو السمنة إذ قد يُعاني نسبة كبيرة من الأشخاص الذين لديهم وزن زائد من التشنجات العضلية أكثر من أولئك الذين يتوفرون على جسم ووزن صحي، وكذا الإصابة بعدة أمراض مزمنة كمرض السكري والغدة الدرقية..
سبل العلاج من تشنج العضلات
تُعتبر تشنجات حصان تشارلي من بين تشنجات العضلات الأكثر ألماً، لكنها عادة ما تختفي من تلقاء نفسها دون الخضوع لعلاج ما، ورغم ذلك فهناك عدة أشياء يمكنها أن تُساعدك عزيزي القارئ في التخفيف من حدة الألم أو التعامل مع التشنج بطريقة سليمة والتي تتمثل في الآتي:
- التوقف عن أي نشاط كنت تقوم به يُسبب التشنج.
- عند إصابتك بالتشنج حاول تمديد ساقك أو أي منطقة أخرى مصابة، وقم بتدليكها بلطف، مع الاحتفاظ بتلك الوضعية حتى يتوقف التشنج.
- وضع منشفة ساخنة على عضلاتك المشدودة، وبمجرد أن يزول الألم حاول استبدال المنشفة الساخنة، بأخرى باردة أو ضع القليل من الثلج على تلك المنطقة من أجل تهدئة العضلات المؤلمة، إذا لم يزل الألم، حاول زيارة أقرب طبيب مُختص الذي قد يصف لك بعض مضادات الالتهابات غير الستيرويدية.
- شرب كميات كبيرة من المياه وعدم ممارسة الأنشطة البدنية في درجات حرارة عالية قد يُساعدك بشكل كبير في التخلص من التشنجات أو التقليل منها.
- اعتماد نظام غذائي مُتوازن غني بالمعادن كالبوتاسيوم، الكالسيوم والمغنيسيوم، وكذا تناول الأطعمة التالية كالزبادي، الموز، العدس، أو السبانخ فستساعدك كثيراً في حماية عضلاتك من التشنجات.
- ممارسة تمارين المرونة والتمدد كاليوغا على سبيل المثال، التي ستساعدك بشكل كبير في التخلص من تشنجات العضلات، فحاول ممارستها قبل النوم إذا كنت تُريد تجنب إصابتك بالتشنج أثناء نومك، أو قبل تمدد قبل أن تمارس أي نشاط بدني.
- الحفاظ على وزن صحي وتجن السمنة أو الوزن الزائد الذي سيزيد من نسبة إصابتك بالتشنجات العضلية.
- إذا كنت تتناول أدوية للأمراض التي ذكرناها أعلاه، فقد تكون آثارها الجانبية هي التي تُسبب لك التشنج في عضلاتك. تواصل مع طبيبك المُختص الذي وصف لك الدواء وحاول استبدال ذلك الدواء بدواء آخر.
لكن يا عزيزي القارئ إذا قمت بكل هذه الطرق وما زلت تشعر بتشنج في عضلاتك، أو ألم شديد، فحاول الذهاب إلى أقرب طبيب مُختص الذي قد يُخضعك لمعاينة سريرية ويتأكد من عدم وجود أي مسببات خطيرة أخرى لهذا التشنج، كالجلطة الدموية أو تجلط الأوردة العميقة (DVT) أو تلف الأعصاب أو التهاب العرقوب.