الاتجاه الأول الذي يسلكه أولئك الذين يريدون أن ينحفوا هو التخفيف أو التوقف عن تناول السكر، وهذا هو الصحيح نوعاً ما. السكر موجود في غالبية المأكولات والمشروبات الطبيعية كالفواكه وعصائرها. وهناك ما يعرف بالسكر المصنع الذي نعرفه جميعاً ونستخدمه في مشروباتنا وحلوياتنا.
الجسم بحاجة إلى معدل معين من المعادن والأملاح والفيتامينات التي يمكن الحصول عليها من كل ما نتناوله. لكن، الإكثار من أي مكون قد يؤدي إلى انعكاسات سلبية على الجسم ويسبب الأمراض.
تناول السكر بشكل معتدل يعتبر مصدراً جيداً للطاقة. لكن السكر المضاف يعتبر عكس ذلك تماماً. وذلك لأن الجسم يهضم السكر المضاف بسرعة. وبالتالي لن يقدم أي مصدر للطاقة حينها. وفي هذا الإطار، كانت جمعية القلب الأمريكية قد أوصت بعدم استهلاك أكثر من 36 غرام من السكر المضاف يوميًا للرجال، و25 غرام للنساء.
التناول المفرط للسكر … إلى ماذا يؤدي؟
يدرك الجميع أنّ الحصول على كميات كبيرة من السكر قد يؤدي إلى عواقب كثيرة، أشهرها زيادة الوزن وخطر الاصابة بمرض السكري من النوع الثاني. يشمل أيضاً ارتفاع نسبة السكر في الدم ومستويات الأنسولين ما يؤدي إلى زيادة إفراز الأندروجين، وكذلك زيادة إنتاج الزيوت في البشرة والالتهابات. وبالتالي ظهور الحبوب في الوجه، الإصابة بتوتر في الأوعية الدموية. ومن الممكن أن يزيد الشعور بالاكتئاب والحزن والقلق والتوتر ويزيد الشعور بالجوع. كما يؤثر سلباً على وظائف الكلى، ويزيد احتمالية الإصابة بأمراض القلب …
هل بدائل السكر أفضل؟
بدائل السكر تعطي نفس تأثير السكر من ناحية التذوق. لكن تكون السعرات الحرارية أقل مقارنة بالسكر العادي.
وهناك أنواع متعددة من بدائل السكر منها محلي صناعي، ومنها ذات أصل نباتي. وحسب خبيرة التغذية الروسية الدكتورة تاتيانيا سيميونوفا “العديد من بدائل السكر مستوى حلاوتها أعلى من حلاوة السكر العادي بمئات المرات، بعضها مواد اصطناعية كالسكرالوز، الأسبارتام والسكرين، السوربيتول، الإكسيليتول وغيرها من المحليات التي تعتبر طبيعية، مثل الفروكتوز، العسل، الستيفيا، الياكون (آجاص الأرض)، الصبار، خرشوف القدس، شراب القيقب (شراب الاسفندان)، وتسمى طبيعية لأن مصدرها نباتي”.
لطالما دارت التساؤلات حول منافع وأضرار بدائل السكر وتناقضت المعلومات عن كونها بديلاً جيّداً أم أنّه يضر بالصحة. وأدلت منظمة الصحة العالمية (WHO) برأيها في الأمر منذ عدة أشهر. ودعت المنظمة إلى الامتناع عن استخدام بدائل السكر نهائياً بهدف التحكم بالوزن.
فقد توصل الخبراء، استناداً إلى المراجعة المنهجية لـ 320 دراسة علمية إلى أن بدائل السكر (المحليات الصناعية) لا توفّر أي فائدة طويلة الأمد لخفض نسبة الدهون المتراكمة في الجسم لدى البالغين أو الأطفال. كما يمكن أن يساهم استخدام المحليات على المدى الطويل في الاصابة بمرض السكري من النوع الثاني وأمراض القلب والأوعية الدموية والاضطرابات الأخرى لدى البالغين. ومن الأسماء المدرجة في توصية الصحة العالمية: الأسبارتام، أدفانتام، السيكلامات، النيوتام، السكرين، السكرالوز، الستيفيا.
كما فضلت المنظمة استخدام جميع الفئات العمرية السكر – الغلوكوز والفركتوز بنسبة لا تزيد عن 10% من السعرات الحرارية اليومية، ما يسمح بخفض الوزن ومنع تسوّس الأسنان، بوضع اعتبار جانبي أنّ الأفضل منذ البداية الامتناع تماماً عن تناول الحلويات.
العلاقة بين الأسبرتام والسرطان
حسب منظمة الصحة العالمية، فإن الأسبارتام هو محلي اصطناعي (كيميائي) يستخدم على نطاق واسع في مختلف منتجات الأغذية والمشروبات منذ ثمانينيات القرن العشرين. بما في ذلك مشروبات الحمية والعلكة والجيلاتين والآيس كريم ومنتجات الألبان مثل الزبادي وحبوب الإفطار ومعجون الأسنان والأدوية مثل قطرات السعال والفيتامينات القابلة للمضغ.
وتداولت الأخبار في الآونة الأخيرة إمكانية أن يسبب الآسبرتام السرطان. وكانت أعلنت الوكالة الدولية لأبحاث السرطان (IARC) التابعة لمنظمة الصحة العالمية في شهر يوليوز من هذا العام عن نتائج مراجعتها الأخيرة للدراسات المتعلقة بمادة الأسبرتام. والتي تعلقت بالبث في احتمالية أن تكون هذه المادة “مُسرطِنا مُحتَملا”. خاصة بعد أن أوصى الفريق الاستشاري لتحديد الأولويات بضرورة إعادة تقييم المادة في ضوء الدراسات الجديدة. وبعد مراجعة 1300 دراسة من أصل 7000، وضعت الوكالة الدولية لأبحاث السرطان الأسبرتام ضمن قائمة “المسرطنات المُحتملة”.
وفي تصريح لمدير التغذية وسلامة الغذاء في منظمة الصحة العالمية فرانشيسكو برانكا، قال إنّه “على الرغم من أن تقييم الأسبرتام، فإنه لا يُشكِّل مصدر قلق كبير على السلامة بالنسبة للجرعات الشائعة الاستخدام. إذ توجد تأثيرات محتملة يجب التحقق منها من خلال المزيد من الدراسات”.
الأسبرتام ليس المحلي الصناعي الوحيد الذي قد يكون مضرا. فهناك أسيسلفام البوتاسيوم المستخدم أيضا لتحلية المشروبات الغازية المخصصة للحمية، والسكرين، وهو المحلي الصناعي الأول الآمن للاستخدام البشري، الذي اكتُشف عن طريق المصادفة عام 1879.
وبصورة عامة، ينصح استخدام كلا السكر وبدائله بشكل منظم ومعتدل وعدم الإفراط في أي منهما. كما ينصح باتباع نصائح أخصائية تغذية في تحديد الكمية اللازمة حسب عمر الشخص ووزنه.