ذات صلة

آخر المقالات

أغلى زفاف في التاريخ

احتفالات أغلى زفاف في التاريخ لعريس وعروس ينتميان لأثرى عائلات الهند وآسيا، تقام في مدينة جامنغار الهندية.

ثورة الفلاحين تشعل أوروبا

غضب الفلاحين يصيب القارة العجوز، ويحدث فوضى عارمة في معظم بلدانها، إذ يطالب الفلاحون تخفيض أسعار الوقود والأسمدة ودعم المنتجات المحلية ووضع حدٍّ للظلم الذي يتعرضون له من الاتحاد الأوروبي.

أو جي سيمبسون – محاكمة القرن (الجزء الثاني)

كيفاش نجا أو جي سيمبسون نجم من نجوم كرة القدم الأمريكية من عقاب الجريمة البشعة اللي كايضن البعض حتى الآن أنه ارتكبها؟

“برابو سوبيانتو” رجل عدواني أم جد محبوب؟

برابوو سوبيانتو" اسم لطالما أرعب الإندونيسيين في مرحلة ما من تاريخ بلادهم، لكن على ما يبدو أن الأمور تغيرت، فالآن بات شخصية لطيفة محبوبة يعشقها الجميع.

غزو إسرائيل لرفح يثير مخاوف العالم

الاجتياح البري لمدينة رفح جنوبي قطاع غزة هو قرار تستعد القوات الإسرائيلية لتنفيذه خلال الأيام المقبلة.

التحول إلى المسيحية … ملاذ لاجئي ألمانيا

حرر بواسطة:

كثير من المسلمين هربوا من الموت، طالبين اللجوء في ألمانيا، فآل بهم المصير داخل الكنيسة، ليخرجوا منها معتنقين المسيحية. وهذا من أجل حصولهم على اللجوء في أقرب وقت ممكن. إذ كشفت إحصاءات على وجود حوالي 320 طلب لجوء كنسي في ألمانيا سنة 2022 فقط، من بينها 115 طلبا متعلقا بأطفال. بيد أنه لا توجد أي إحصاءات دقيقة تظهر عدد الذين تحولوا إلى المسيحية لتسهيل حصولهم على اللجوء، لكن الإعلام الألماني يقدر أعدادهم بالآلاف، بحسب وكالة الأناضول التركية.  

فيا ترى ما القصة وراء هذا الفعل؟ وما مدى حقيقة هذا التحول؟ 

ما هو اللجوء الكنسي؟ 

عادت قضية “اللجوء الكنسي” إلى الحياة من جديد. بعد ارتفاع في طلبات اللجوء المرفوضة، مع تزايد أعداد طالبي اللجوء في ألمانيا خلال السنوات الماضية، مما يدفع البعض إلى سلك خَيار الكنيسة بهدف التشبث بطوق النجاة الوحيد أمامهم من كابوس الترحيل. 

اللجوء الكنسي Asyl in der Kirche  له دور مهم في مسألة اللاجئين واللجوء في ألمانيا. إذ تقوم المجتمعات والمنظمات الكنسية بتوفير الحماية والسكن المؤقت للاجئين في أوضاع قانونية أو إنسانية غير سوية. ويعتمد الملجأ أساسا مبدأ مساعدة العاجزين عن تحقيق استقرار أوضاعهم، وحماية حقوق الإنسان الخاصة بهم. 

يعود قرار منح اللجوء الكنسي في ألمانيا إلى تقدير كل أبرشية – في المسيحية الشرقية هي وحدة قطاعية كنسية مسؤول عنها المطران أو الأسقف -. في العادة يحصل هذ إذا كان هناك خطر شديد على الحياة والأطراف. حيث يتم استخدام الكنسية كملاذ أمن، من أجل منح المتضررين بعضا من الوقت لتوضيح وضعهم القانوني، أو التقدم بطلب لمزيد من الحماية، أو شرح الوضع المزري الذي يتطلب حلا إنسانيا.  

خلال فترة اللجوء الكنسي في ألمانيا، يتلقى طالبوا الحماية المأوى والدعم من مجتمع الكنيسة، لكن هذا لا يحقق ضمانًا قانونيًا أو إقامة دائمة. في وقت سابق قابلت ممارسة اللجوء الكنسي الدعم والنقد من جهات متعددة. حيث جادل المؤيدون بأنها طريقة لجذب الانتباه إلى المظالم في نظام اللجوء ومساعدة المحتاجين للحماية. في ما يرى النقاد أنها ممارسة مثيرة للجدل تتلاعب بقرارات الحكومة. 

في جميع أنحاء ألمانيا، تقوم معظم الكنائس بتنظيم برامج خاصة للاجئين، بغية تشجيعهم ودفعهم إلى التحول نحو المسيحية. وتسهر هذه البرامج على تقديم دروس عن الديانة المسيحية وذلك حسب اللغات التي يفهمها طالبي اللجوء. وبعدها ينتقلون إلى مرحلة تحضيرية تمتد لأشهر قبل تعميدهم، حيث يخضعون خلالها لاختبارات وامتحانات حول ما تم تحصيله من الدروس. كما تعقد معهم أيضا لقاءات فردية، من أجل التأكد والتيقن من اعتناقهم الصادق بالمسيحية. 

شروط اللجوء الكنسي 

لكي يحصل الشخص على “حماية الكنيسة” يحتاج إلى تقديم: 

  • أدلة موثوقة ودقيقة تثبت مخاوفه الدينية الحقيقية، وتؤكد مدى حقيقة الاضطهاد الذي يواجهه، أو الملاحقة التي يتعرض إلبها بسبب دينه في بلده الأصلي. 
  • إثبات أنه يواجه صعوبات في ممارسة دينه بحرية، وأنه لا يستطيع مواصلة العيش بطريقة تتفق مع معتقداته الدينية وتحترمها. 
  • تقديم حجج صريحة تدين للسلطات الحكومية في بلده، على اعتبار أنها غير قادرة أو غير راغبة في حمايته من الاضطهاد الذي يلحق به.. 

انتحار لاجئ … السبب وراء فتح اللجوء الكنسي 

في أواخر غشت من عام 1983، مَثُلَ طالب لجوء تركي، يدعى “جمال كمال ألطون” يبلغ من العمر 23 عاما، أمام المحكمة الإدارية العليا في العاصمة برلين. حيث كانت هذه الأخيرة تنظر في مسألة إعادته، إلى بلده الأصلي تركيا والتي كانت آنذاك خاضعة للحكم العسكري. غير أن ما وقع أثناء الجلسة لم يكن في الحسبان، إذ وقعت حادثة مأساوية جدا. فبمجرد قيام عناصر الشرطة بإزالة الأصفاد من على يديْ جمال ألطون للمثول أمام القاضي، أقبل على القفز من نافذة المحكمة ليسقط من على ارتفاع 25 مترا ثم يلقى حتفه. ولم تكن واقعة ألطون الوحيدة للاجئ يحاول الانتحار خوفا من الترحيل، بل شهدت البلاد أكثر من مئة حالة مشابهة، بيد أن انتحار ألطون كان الأكثر إثارة للجدل. 

أول لجوء كنسي في ألمانيا 

بعد أسابيع قليلة من وفاة ألطون، قام لاجئون من الأراضي الفلسطينية بالتوجه إلى القس يورغن كفانت – البالغ من العمر 79 عامًا وهو قس في أبرشية “إلى الصليب المقدس” البروتستانتية في برلين – وكذا قادة الأبرشية – وطلبوا اللجوء إلى الكنيسة، وذلك خوفا من الترحيل. وكان جواب الكنيسة أن قدمت الحماية لهم، ومنحتهم لجوءً كنسيا في خريف عام 1983 في مبنى أبرشية “هيليج كروز” الإنجيلية. 

وعلى وقع قضية ألطون ظهر ما يعرف اليوم بـ “اللجوء الكنسي في ألمانيا”، إذ أن طيلة الأربعين عامًا الماضية، حاولت الكنائس الكاثوليكية والبروتستانتية والمستقلة في ألمانيا منح الحماية المؤقتة لطالبي اللجوء. الذين سيواجهون الخطر والاضطهاد في حالة ترحيلهم إلى بلدانهم الأم. 

استنادا إلى الإحصائيات الرسمية المعنية باللجوء الكنسي، فقد قدمت الكنائس في ألمانيا يد العون لآلاف من أمثال ألطون. إذ صرحت اللجنة المعنية باللجوء الكنسي في منتصف غشت الماضي عن وجود 655 شخص بينهم 136 طفلا تقريبا، يحظون بحماية كنسية أو”اللجوء الكنسي” بصحيح العبارة، في ما تمَّ حسم 285 قضية لجوء كنسي. 

من بين المانحين للجوء الكنسي، راعي الكنيسة الإنجيلية اللوثرية المستقلة في برلين المدعو “غوتفريد مارتنز”، وهو من بين الأشخاص الأكثر اهتماما بهذا الموضوع. فداخل كنيسته يعيش داخل عدد مهم من الإيرانيين الذين فروا من بلادهم بعد اعتناقهم الديانة المسيحية. 

حرر بواسطة:

  • وجدان بوشاقور

    صحافية مساعدة ومحررة بقسم التحرير العام بإيكوبوست
    بنسليمان، المغرب
    كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية (المحمدية، المغرب) – إجازة في الدراسات الأساسية قانون خاص (2022)


    وجدان بوشاقور صحافية مساعدة ومحررة بقسم التحرير العام بالموقع الإلكتروني إيكوبوست منذ شهر فبراير 2023. راكمت تجارب متعددة في ميادين متنوعة قبل أن تعود إلى دراسة مجال القانون الخاص في أواخر سنة 2019.