تعتبر القهوة من أفضل المشروبات لدى مختلف شعوب العالم، رغم اختلاف أشكالها ونكهاتها وطريقة تحضيرها من دولة إلى أخرى. وتعد قهوة “كوبي لواك” من أجود وأغلى أنواع القهوة في العالم. ومن أجل التعرف على طرق تحضيرها والتلذذ بمذاقها الفريد، تستقبل جزيرة بالي الإندونيسية أعدادا من السياح الراغبين في تجربتها.
رغم شهرتها وذيوع صيتها في مختلف دول العالم، إلا أن قهوة “كوبي لواك” قد تثير اشمئزازك لو عرفت طريقة تحضيرها. تعرف على قصة أغلى قهوة في العالم في الأسطر التالية.
قصة حيوان الزباد
تعد إندونيسيا أكبر منتج لقهوة “كوبي لواك”، وذلك رغم أنها تصنع بكميات قليلة. إذ يبلغ الإنتاج السنوي لإندونيسيا من هذه القهوة نحو 600 كيلوغرام فقط. ليتم بيعها بأسعار باهظة الثمن، حيث يبلغ سعر الفنجان الواحد منها في المحلات الفاخرة ما بين 35 إلى 100 دولار أمريكي.
المثير في هذه القهوة هو كيفية صناعتها. إذ تحضر من حبات البن المتخمرة داخل جسم حيوان الزباد وتخرج مع فضلاته، بعد أن تكون قد خضعت لعملية الهضم الجزئية داخل بطنه، ليطرحها خارجا. وتمر فيما بعد من عملية التنظيف إلى التصنيع.
وحيوان الزباد هو من الحيوانات الثدية. يشبه القطط، له ذيل طويل شبيه بذيل القرد. وفي وجهه علامات مثل الراكون، وخطوط أو بقع على جسمه. ويعيش في الغابات الاستوائية الآسيوية.
يلعب حيوان الزباد دوراً مهماً في السلسلة الغذائية. حيث يأكل الحشرات والزواحف الصغيرة، ناهيك عن الفواكه كالكرز والمانجو، وتأكله بدورها الفهود والثعابين والتماسيح.
ووفقا لما ورد في تقرير “ناشيونال جيوغرافيك”، فإن قهوة الزباد بمثابة بشارة خير على هذا الحيوان. ففي وقت مضى كان السكان المحليين ينظرون إلى حيوان الزباد على أنه آفة. نظرا لما كان يتسبب به من إزعاج للساكنة ومداهمته لمزارع الفاكهة.
إلا أن الوضع لم يبق على هذا الحال، بعد أن أصبحت فضلات هذا الحيوان من براز عادي إلى مادة أولية في تحضير أغلى وأجود قهوة في العالم. مما غير نظرة السكان تجاهه من مصدر إزعاج إلى مصدر ثراء. وأصبحوا الآن يحمونه من أجل ورثه الثمين.
يرجع السعر المرتفع لكوبي لواك لسببين رئيسين، الأول طريقة التصنيع المعقدة التي تستهوي السياح، والثاني ندرة هذا النوع من القهوة، فهي تعتمد بشكل أساسي على عدد حيوانات قط الزباد داخل كل مزرعة، وعلى إنتاج كل قط منهم يوميا.
كيف أصبحت قهوة كوبي لواك مصدر معاناة لحيوان الزباد؟
وأشار تقرير لوكالة الأناضول إلى أن بعض التجار يطعمون قط الزبّاد يوميًا كميات كبيرة من حبيبات القهوة من أجل كسب المزيد من المال، إلا أن هذا الوضع يقصر من عمر هذا النوع المهم من القطط.
وأصبح المزارعون ينصبون الفخاخ ويبقون عليها داخل حقول البن من أجل إنتاج قهوة كوبي لوا.، كما يتم الاحتفاظ بهذه الحيوانات في أقفاص صغيرة من القش لتمتص بولها. وبالتالي تحرم هذه الحيوانات من حريتها ومساحاتها الطبيعية.
ومن أجل رفع إنتاج قهوة كوبي لواك يتم الاكتفاء بإطعامها حبوب البن، التي تشكل جزءا صغيرا من نظامها الغذائي، بدلا من السلسلة الغذائية التي يعيش عليها في البرية. والتي تتضمن إلى جانب حبوب البن بعض الحشرات والزواحف الصغيرة. ما يجعل هذا النوع من المزارع تتعرض للعديد من المساءلات القانونية من قبل منظمات حقوق الحيوان، بسبب ما يتعرض له حيوان الزباد داخلها.
هذه الظروف المعيشية السيئة تؤثر سلبا على حيوانات الزباد، وتتسبب لها في الأمراض والاكتئاب والسلوكيات العصابية وارتفاع احتمالية موتها. ومنه، أصبحت قهوة كوبي لواك مصدر معاناة لهذه الحيوانات، التي تجد نفسها أسيرة حقول البن.
ليس لقهوة كوبي لواك سوق تجاري في المغرب
بالاستناد لمقال نشره موقع SNRTnews، وضح محمد أسطايب أن المغرب لا يستورد قهوة كوبي لواك نظرا لسعرها الباهظ. مشيرا إلى أن المغرب يستورد جميع أنواع البن الأخضر، المادة الأولية للقهوة، من الدول الآسيوية والإفريقية وأمريكا اللاتينية. ليتم فيما بعد تحميصها وخلطها، باستثناء هذه المادة الأولية لبزار “كوبي لواك”.
مبرزا أنه حتى وإن تم استيرادها في المغرب، لا يمكن للمستهلك المغربي أن يستهلك منتوجا يتم استخراجه من فضلات الحيوانات. لينتج منه القهوة فيما بعد. ولم يسبق لأي شركة وطنية أن جربت تسويق هذا المنتوج في المغرب، لأنه يتوقع ألا يلقى إقبالا بسبب سعره الغالي الثمن.