تعاني فئة كبيرة من سكان العالم من أمراض جلدية متعددة، تؤثر على المظهر الخارجي لبشرتهم، مما يسبب أزمة نفسية للبعض. وسنعالج في هذا المقال أحد أنواع الأمراض الجلدية الأكثر انتشارا عبر العالم والتي تصيب كبار وصغار السن. ويتعلق الأمر ب “داء الصدفية”. فما هي الصدفية؟ وماهي أهم أعراضها وأسبابها؟ وكيف يتم العلاج والحد منها؟
داء الصدفية مرض جلدي مزمن
داء الصدفية، هو مرض طويل الأمد و”مزمن”. وهو حالة جلدية تسبب في تكوين بقع قشرية على سطح البشرة. وتختلف البقع القشرية باختلاف نوع ولون البشرة. إذ على البشرة البيضاء تظهر بقع وردية أو حمراء تلتهب مع مرور الوقت. فيما من الممكن وجود قشور بيضاء أو فضية على البشرة ذات اللون الداكن.
وتصيب الصدفية عدة مناطق بالجسم كفروة الرأس، وخصوصا عند مقدمة الرأس والمرفقين والركبتين. فيما تصيب أيضا منطقة ما بين الحاجبين لاقترابها الشديد من فروة الرأس. لكن من المرجح أن تصيب أي مكان بجسمك.
وتثير القشور التي تسببها الصدفية حكة مفرطة ومزعجة، قد تؤدي إلى خروج الدم في بعض الأحيان.
أنواع وأعراض المرض الجلدي
تختلف أعراض الصدفية كغيرها من الأمراض الجلدية الأخرى. وإن كانت هناك عدة أعراض مشتركة وتظهر بكثرة. فإن أعراضا أخرى تختلف باختلاف أنواع الصدفية. ويشمل كل نوع أعراض محددة، نتعرف عليها فيما يلي:
صدفية اللويحات: وهي من بين أكثر الأنواع شيوعا عبر العالم. ينتج عنها بقع جلدية مرتفعة على سطح البشرة وجافة ومثيرة للحكة، مغطاة بالمقاييس. قد يكون هناك القليل أو الكثير منها وعادة ما تظهر على المرفقين أو الركبتين كما هو واضح في الصورة. كما يمكن أن يتصدع الجلد حول مفاصلك ويشكل نزيفا.
صدفية الأظافر: حسب الإحصائيات، فإن نصف الأشخاص الذين يعانون من الصدفية تؤثر على أظافرهم مما يجعلهم مصابين بصدفية الأظافر في اليدين والقدمين أيضا. تبدأ الأعراض بظهور خدوش صغيرة أو كما يسميها أهل التخصص بحفر الأظافر. فيما يتغير لونهم إلى الأبيض أو الأصفر أو البني. كما يختلف نموهم عن السابق بحيث يكون نموا بشكل غير طبيعي لتصبح الأظافر خشنة وبمظهر غير جميل.
الصدفية النقطية أو القطرية: يصاب بهذا النوع من الصدفية الأطفال واليافعون. وغالبا ما تحدث جراء الإصابة بعدوى بكتيريا كالتهاب الحلق العقدي. وتظهر أعراضها على شكل بقع قشرية صغيرة على شكل قطرات تنتشر في الذراعين والساقين.
صدفية الثنيات: يؤثر هذا النوع على أماكن احتكاك الجلد. كمنطقة تحت الإبطين أو ما بين الفخذين. إذ تتكون في الجلد بقع حمراء كبيرة وناعمة، وتحدث بسبب الالتهابات الفطرية. كما أنها تزداد سوءا مع التعرق المفرط خاصة في فصل الصيف.
الصدفية البثرية: وهي نوع نادر الحدوث، إذ تصيب كامل الجسم على شكل بثور مليئة بالصديد على مناطق متعددة من الجسم. رغم ندرته إلا أنه نوع خطير ومن المرجح أن يؤدي إلى الموت إن لم يتم علاجه في الوقت المناسب. ويعاني الأشخاص المصابون به من سخونة غير طبيعية في الجلد.
صدفية فروة الرأس: وهي من بين الأنواع التي تثير إزعاج النساء والرجال. حيث تظهر في البداية لى شكل قسور عادية. مما يجعلهم يظنون أنهم فقط يعانون من قشرة الرأس. لكن الوضع يزداد تفاقما مع الوقت لتظهر قشور سميكة مع طبقات كالرقائق فضية اللون. يصعب جدا علاج صدفية فروة الرأس لارتباطها الشديد بنوعية الشعر وبالتهاب المفاصل الصدفي.
أسباب الإصابة بالصدفية
تؤثر الصدفية على 7.5 مليون بالغ في الولايات المتحدة الأمريكية، أي ما يقارب 3% من السكان. حسب ما صرحت به المؤسسة الوطنية الأمريكية للصدفية.
ورغم انتشارها، إلا أن العلماء لم يتوصلوا إلا يومنا هذا لسبب واضح ومباشر الإصابة بالصدفية. لكن، من المرجح أن الأمر راجع لخلل في جهاز المناعة. وهناك عدة عوامل ترفع من إصابتك بها، تشمل ما يلي:
- حالات العدوى، كالتهاب الحلق العقدي أو التهاب المفاصل الصدفي.
- للتاريخ العائلي دور مهم في رفع معدل إصابتك بالصدفية إذ تنتقل وراثيا.
وتوصل العلماء أن هناك علاقة ما بين الجينات والإصابة بالصدفية، إذ ترتفع نسبة إصابة الأشخاص ذات جينات معينة بهذا الداء. وهناك مسببات شائعة أخرى للإصابة بالصدفية، نتعرف عليها في القائمة التالية:
- التوتر، والقلق الزائد.
- إصابة الجلد مثل الجروح أو حروق الشمس الخطيرة.
- تناول بعض الأدوية، كالكلوروكين، والليثيوم.
- الطقس المتقلب، خاصة البارد والجاف.
سبل علاج داء الصدفية
رغم خطورة داء الصدفية، إلا أن العلاج المبكر يساعدك على السيطرة عليها. يكفي فقط أن تلجأ لطبيبك بمجرد ظهور الأعراض الأولى عليك كي يحدد نوعية الصدفية وعلاجها.
للصدفية علاجات متعددة، وهناك 3 طرق فعالة للعلاج نلخصها فيما يلي:
- العلاجات الموضعية: والتي تتجلى في الكريمات والمراهم التي تطبقها على بشرتك في فترة العلاج.
- العلاج الضوئي: يعالج الضوء العديد من المشاكل الصحية، وفي هذه الحالة يتم تعريضك لأنواع معينة من الأشعة فوق البنفسجية.
- الأدوية: يلتجئ الأطباء لوصف الأدوية من أجل علاج فعال جدا. كالأدوية الحيوية أو الريتينويدات، كما يتم الاستعانة بها إلى جانب علاج آخر.
كما يلجأ أيضا مرضى الصدفية للعلاجات البديلة أو كما يسميها أهل التخصص بالطب التكاملي. والتي تخفف الأعراض حسب تقرير نشره موقع مايو كلينيك.
وترتكز هذه العلاجات على الأنظمة الغذائية الخاصة والوخز بالإبر وكذا المنتجات العشبية التي تطبق على الجسم. ويمكن أيضا:
- تناول المكملات الغذائية المرتكزة على زيت السمك.
- دهن كريم خلاصة الألوفيرا، الذي يقلل من القشور الناتجة عن الصدفية ويحد قليلا من الحكة والالتهابات.
ويؤكد الأطباء المتخصصون أنه من الضروري على المريض إجراء مراجعات متتالية ومستمرة للسيطرة على هذا الداء والحد منه بشكل نهائي.
وتشمل طرق العلاج أو العيش مع هذا المرض العناية الذاتية الجيدة، وخلق وقت لتنظيم حياتك اليومية وتتبع نظام صحي والابتعاد عن الضغط والتوتر لعيش حياة سليمة وصحية.