لطالما شجع الأطباء والخبراء في قطاع الصحة الأمهات على الرضاعة الطبيعية لما لها من فوائد على الأم والأطفال بصفة أكبر. لكن مع هذا التطور والانفتاح الذي نعيشه باتت المرأة تتجه أكثر للحليب المصنع إما لتوفير الوقت والجهد أو خوفاً على جسدها من الترهل، أمّا أكثرية النساء فبتن منخرطات بسوق العمل وليس لديهن الوقت الكاف لتلبية حاجة الطفل الغذائية، لذلك يتوجهن إلى الحليب المجفف الجاهز.
حسب رئيسة وزراء نيوزيلندا السابقة هيلين كلارك ومدير عام منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس “تؤدي أساليب التسويق الخبيثة التي تُستخدم للترويج للحليب الصناعي إلى فرط الاستهلاك وتثني عن الرضاعة الطبيعية وتقوض ثقة الأمهات بأنفسهن وتستغل فطرة الوالدين في البحث عما هو أفضل لأطفالهم”.
ففي حين سجل معدّل الرضاعة الطبيعية الخالصة للرضّع البالغين من العمر 6 أشهر فما دون ارتفاعاً طفيفاً على مدى العقدين الماضيين، فإن مبيعات الحليب الصناعي ارتفعت بمعدل الضعف تقريباً. والجدير بالذكر أن الرضاعة الطبيعية من شأنها الوقاية من قرابة 000 800 وفاة للأطفال دون سن الخامسة و000 20 وفاة بسبب سرطان الثدي بين الأمهات سنوياً.
وما زالت شركات الحليب الصناعي، مدعومةً بميزانيات ضخمة، تتجاهل التوصيات الدولية وتدير حملات دعائية تنافي بشكل منتظم الاستنتاجات العلمية.
المزاعم التي تستخدمها شركات مستحضرات الحليب الصناعي
- إن المنتجات المستحضرة تحتوي على مكونات إضافية تحسّن نمو المخ والمناعة
- إن المنتجات المستحضرة ضرورية للطفل بعد 12 شهراً من العمر
- إن حليب الثدي غير مناسب لتغذية الأطفال والرضّع الأكبر سناً
- إن مستحضرات الحليب الصناعي تُبقي الأطفال أكثر شبعاً لمدة أطول وبالتالي تساعدهم على النوم
- إن جودة حليب الثدي تتدنى بمرور الوقت
الحليب الصناعي للطفل لا يعطي حماية من العدوى من الأمراض كالتي يأخذها الطفل من حليب الأم. ومن الممكن أن يسبب الحليب الصناعي مشاكل في الهضم عند الطفل مثل الإمساك والغازات. كما أنّ شراء الحليب الصناعي قد يشكل عبئاً مالياً على الكثير من الأسر، خصوصاً إذا كان الطفل يستهلك كمية كبيرة من الحليب.
فوائد الرضاعة الطبيعية للطفل
- توفير التغذية المثالية لأن الحليب الطبيعي يحتوي على كل ما يحتاجه الطفل خلال ستة أشهر الأولى من عمره، حيث يتغير تكوين الحليب وفقاً إلى احتياجاته المتغيرة.
- المساعدة على مقاومة الفيروسات والبكتيريا، إذ يحتوي حليب الأم على أجسام مضادة.
- تقليل خطر الإصابة بالأمراض بما في ذلك التهاب الأذن الوسطى، والتهابات الجهاز التنفسي، ونزلات البرد، والتهابات الأمعاء، ومتلازمة موت الرضيع المفاجئ، والاضطرابات الهضمية، ومرض السكري، وسرطان الدم.
- الحفاظ على وزن صحي، ومنع الإصابة بسمنة الأطفال في مراحل الطفولة.
- جعل الطفل أكثر ذكاء، وقد يرجع ذلك إلى الاتصال الجسدي والبصري بين الأم وطفلها.
- وجود آثار إيجابية كبيرة على نمو الدماغ على المدى الطويل.
فوائد الرضاعة الطبيعية للأم
- تساعد على خسارة الوزن الزائد دون جهد
- تساعد على انقباض الرحم، وعودته إلى حجمه الطبيعي
- تقلل من خطر الإصابة بالاكتئاب، بسبب التغيرات الهرمونية وزيادة كمية الأوكسيتوسين
- تقلل من خطر الإصابة بالأمراض مثل سرطان الثدي وسرطان المبيض
لماذا تمتنع بعض الأمهات عن الرضاعة الطبيعية؟
- عدم رغبة الطفل بالتقاط حلمة الثدي
- ضعف أو زيادة تدفق الحليب من الثدي
- شعور الأم بالألم أثناء الرضاعة
- تورم أنسجة الثدي؛ بسبب امتلائها بالحليب مما يؤدي إلى تحجر الثدي
- انسداد القنوات اللبنية في الثدي
- تشقق أو التهاب حلمات الثدي، أو إصابتها بالفطريات
- تقيؤ الطفل بعد كل مرة يرضع فيها
- عض الطفل حلمة الثدي؛ مما يسبب الألم للأم
أسباب توجه الأمهات للحليب الصناعي
- الخوف من ترهل الثدي
- الانشغال في العمل خارج المنزل
- مشاكل صحية
- رسخ الأفكار بأنّ حليب الطبيعي غير كاف
في الواقع، الشيء الوحيد الذي ينقص حليب الأم هو فيتامين د، فينصح عادة بقطرات فيتامين د من سن 2-4 أسابيع، لتعويض ذلك النقص.
لكن يكمن الحل في شفط وتخزين حليب الأم إذ لم تستطع الأم اللجوء للرضاعة، لذلك يمكن الاستعانة بالمضخة الكهربائية أو اليدوية، واستخدامها بالطريقة الصحيحة.
شرحت أم حديثة الولادة أنّها امرأة عاملة “بدوام من الثامنة صباحاً حتى الرابعة ظهراً، أخذت إجازة الامومة حوالي ٣ أشهر واتبعت الرضاعة الطبيعية مع طفلي لكن بعد عودتي للعمل لم يتسن لي الوقت حتى لسحب الحليب الطبيعي له. فوجدت أن الحل الاسرع والاسهل هو الاتجاه لشراء الحليب الصناعي. وهذا لأنني مضطرة فقط وليس بيدي حل آخر”.
وحسب آراء العديد من الأمهات اتضح أنّ معظمهن ما زال يشجع على الرضاعة الطبيعية لكنهن ربّات منزل ما يعني أنّ لديهن الفرصة والوقت أكثر من غيرهن من النساء لتلبية حاجة أطفالهن الغذائية.