بمجرد حلول فصل الشتاء ترتفع مستويات الإصابة بنزلات البرد أو بالفيروسات الشتوية كما هو الحال في كل سنة، إذ يعاني البعض من سعال وجفاف حاد في الحلق وسيلان الأنف، فما السبب الرئيسي وراء ذلك؟
كل هذه النقط المذكورة تشير إلى الإصابة بما يسمى “الأنفلونزا الموسمية”، فما هي أهم أعراضها؟ وما سبب الإصابة بها سنويا؟ وما علاجها؟
الأنفلونزا الموسمية عدوى حادة تصيب الجهاز التنفسي
الأنفلونزا الموسمية هي عدوى حادة تصيب الأنف والحنجرة والرئتين، جراء انتشار الفيروسات خصوصا أثناء فصل الشتاء.
تنتشر الأنفلونزا بسهولة بين البشر، إذ تنتقل عن طريق الرذاذ التنفسي الذي يستنشقه الإنسان جراء المصافحة أو لمس الأسطح الملوثة. ويصيب هذا الفيروس فئات عمرية مختلفة، إذ تختلف حدة الأعراض من شخص لآخر. بالنسبة للبعض فقد يتم الشفاء منها بدون الحاجة لأخذ علاج، فيما يتسبب للبعض الآخر بمضاعفات قاتلة.
الأشخاص أكثر عرضة للأنفلونزا الموسمية
حسب مايو كلينيك، فإن نسبة خطورة الإصابة بالأنفلونزا تختلف من شخص لآخر. لكنها تصيب في الغالب فئات معينة، ويتعلق الأمر ب:
- الأطفال الذين لا يقل سنهم عن 5 سنوات وخصوصا الرضع الذين هم أكثر عرضة للإصابة بها.
- كبار السن الذين يفوق سنهم 65 سنة.
- النساء الحوامل.
- الأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة كالربو وأمراض القلب، ومرض الكلى والكبد ومرض السكري.
- الأشخاص المصابون بضعف في المناعة.
أعراض الأنفلونزا الموسمية
تبدأ أعراض الانفلونزا الموسمية في الظهور بين يومين إلى أربعة أيام بالأكثر على الإصابة. وتتشابه أعراضها بعض الشيء بالزكام ونزلات البرد العادية مع فرق في المدة. فالزكام يحدث ويتطور ببطء في حين تنتشر وتتجلى أعراض الأنفلوانزا بشكل مفاجئ. هذه الأعراض تتجلى في:
- الحمى التي قد تصل إلى 39 أو 40 درجة مئوية.
- آلام وتعب شديدان.
- الصداع النصفي في الرأسي.
- السعال الحاد والمستمر.
- جفاف مزعج في الحلق.
- صعوبة في التنفس.
- انسداد أو سيلان الأنف.
- العطس المستمر.
- القشعريرة والتعرق.
أسباب الإصابة بالأنفلونزا الموسمية
ترتكز أسباب انتشار عدوى الأنفلونزا أولا عن طريق الرذاذ المتطاير في الهواء في حال العطس أو السعال وأيضا الحديث. وثانيا عن طريق لمس الأسطح الملوثة بالفيروس كالأبواب، لوحة مفاتيح الحاسوب، وسائل النقل، النقود… وبعد ذلك يتم لمس العين أو الأنف أو الفم.
وحسب ما نشرته منظمة الصحة العالمية في مقال لها عبر موقعها الرسمي، فإن الأنفلونزا تنتشر بسهولة تامة في الأماكن المزدحمة كالمدارس وأماكن العمل عن طريق انتشار الرذاذ المعدي عبر الهواء.
وتدوم فترة احتضان الفيروس من يومين إلى أربعة أيام، وتليها فترة العدوى وهي الفترة التي تظهر فيها علامات المرض والتي ترتفع فيها إمكانية انتقال المرض من الشخص المصاب إلى شخص آخر، وتحدد هذه الفترة في خمسة إلى سبعة أيام. وهي الفترة التي قد تستغرق مدة أطول عند الأطفال والأشخاص الذين يعانون من نقص في المناعة.
أنواع الأنفلونزا الموسمية
تؤكد منظمة الصحة العالمية على وجود ثلاثة أنواع من فيروسات الأنفلونزا التي تصيب الإنسان، وتشمل هذه الفيروسات المسببة للأنفلونزا الموسمية على أنواع A وB وC. تتميز A في كونها سريعة الانتشار عن غيرها من الأنواع وقد تتسبب في حدوث جوائح فيروسية خطيرة.
في حين لا يكشف عن فيروس الأنفلونزا من نمط C إلا في حالات نادرة، إذ يتسبب في حالات عدوى جد خفيفة.
مضاعفات الأنفلونزا الموسمية
من المرجح تعافي الأشخاص المصابون بالأنفلونزا الموسمية في غضون أيام قليلة إلى غاية أسبوعين على الأكثر، في حين سيعاني بعض الأشخاص من مضاعفات خطيرة قد تودي بحياتهم.
بعض هذه المضاعفات تتجلى في:
- الالتهاب الرئوي: يعد الالتهاب الرئوي من المضاعفات الصحية الخطيرة للأنفلونزا الموسمية. وهو اضطراب التهابي يصيب الرئتين بسبب التهاب الشعب الهوائية. إذ يتسبب في امتلاء الأكياس الهوائية في الرئتين بالسوائل أو القيح، وكذلك تراكم البكتيريا في مجرى الدم. يمكن أن يصيب إحدى الرئتين ومن بين أعراضه السعال الحاد وصعوبة في التنفس.
- التهاب الدماغ: يعتبر التهاب الدماغ من بين أخطر المضاعفات التي تتسبب فيها الأنفلونزا الموسمية. إذ يحدث جراء التهاب في أنسجة المخ، مما قد يؤدي إلى القضاء على الخلايا العصبية وبالتالي يحدث تلف ونزيف في الدماغ. من بين أعراضه تيبس الرقبة، الحمى، صداع في الرأس.
- التهاب الجيوب الأنفية: وهو التهاب مزمن يحدث عن طريق تورم الفراغات الموجودة داخل الأنف والرأس بالهواء والسوائل مما قد يؤدي إلى انسدادها، وهدا ينتج عنه نمو وتكاثر الجراثيم والتسبب في العدوى.
التشخيص وطرق العلاج
ينصح خبراء مايو كلينيك بالتوجه مباشرة عند الطبيب بمجرد ظهور الأعراض من أجل الخضوع للعلاج وعدم تفاقم العدوى.
وتختلف عملية التشخيص من طبيب لآخر وكذلك حسب حالة المصاب، إذ يمكن للطبيب تشخيص حالتك بناء على العلامات والأعراض التي تعاني منها.
فيما يقترح بعض الأطباء إجراء فحوصات واختبارات تشخيصية التي تكشف بدقة عن تواجد فيروس الأنفلوانزا.
العلاج
وتختلف وسائل العلاج حسب وضع الشخص المصاب، إذ يحتاج البعض للراحة وتناول السوائل من أجل العلاج. فيما يتحتم على البعض الآخر اتباع الوصفة الطبية في حال ما إذا كانت الأعراض شديدة، حيث قد تساعدك الأدوية المضادة للفيروس على منع المضاعفات الخطيرة وبالتالي الشفاء في وقت أقصر. وتعمل هذه الأدوية بشكل أفض عندما يتم أخذها في غضون الأيام الأولى من المرض.
وحسب المركز الأمريكي لمكافحة الأمراض والوقاية منها، فإن لقاح الأنفلونزا يبقى وسيلة ناجحة للمساعدة في منع الأنفلونزا الموسمية ومضاعفاتها الخطيرة، إذ يجب على كل شخص ابتداء من سن ست شهور الخضوع لهذا اللقاح مرة سنويا.
سبل الوقاية من أمراض الأنفلونزا
من الضروري اتباع خطوات بسيطة لتحمي نفسك ومحيطك من الإصابة بالأنفلونزا الموسمية، إذ تشمل طرق الوقاية على ما يلي:
- ضرورة الحرص على نظافة اليدين عن طريق غسلهما بشكل منتظم بالصابون أو معقم يحتوي على نسبة عالية من الكحول للتأكد من نظافة اليدين، وتجنب لمس العين أو الفم مباشرة بعد لمس الأسطح الملوثة.
- الحفاظ على مسافة الأمان بينك وبين الأشخاص من أجل حماية نفسك وحمايتهم.
- ضرورة تغطية الفم والأنف عند السعال أو العطس، استخدم منديلا وتخلص منه على الفور واغسل يديك.
- الحرص على بقائك في المنزل إذ كنت مريضا.
- تنظيف وتطهير الأسطح بشكل منتظم من أجل الحفاظ على محيط نظيف خالي من الجراثيم والفيروسات.
- النوم لساعات كافية أثناء الليل.
- شرب الكثير من السوائل والحرص على اتباع نظام صحي غني بالبروتينات والفيتامينات من أجل مناعة جيدة.
- وأخيرا ضرورة ارتداء الكمامة في حال تواجدك في أماكن مزدحمة مغلقة ومفتوحة من أجل الحفاظ على سلامتك وسلامة من حولك.