مهما كنت مميزا فأنت ملزم بتجربة الفشل في مرحلة ما. إنه تلك الفرصة التي تتاح لنا لارتكاب الأخطاء. كما سيمر جميعنا بأوقات نفشل فيها وأخرى نتألق فيها. فلا أحد كامل، لكن ما يميز بعضنا عن البعض هو كيفية تعاملنا مع الفشل. لذلك نحن بحاجة إلى تعديل منظورنا تجاه براديغم (النموذج الفكري) الفشل، وما يصاحبه من مشاعر، والتركيز على الجانب المشرق للفشل.
صحيح أن الفشل وضعية سلبية يصعب استخلاص ما هو إيجابي فيها. فعندما نرتكب أخطاء ولا ننجح، فمن الطبيعي أن نشعر بخيبة الأمل. ومع ذلك، ما يخفى على الكثير هو وجود العديد من النتائج الإيجابية للفشل. فما هو يا ترى الجانب المشرق من الفشل الذي يغفل عنه معظم الأشخاص؟
المرونة درس من دروس الفشل
المرونة هي القدرة على التعافي بسرعة من النكسات والإخفاقات. بعبارة أخرى، تنطوي المرونة على الصلابة والقدرة على التأقلم مع كل مستجد كيف ما كان.
هل ترهقك الإخفاقات والأوقات الصعبة؟ هل أنت غير قادر على إعادة بناء كل شيء والتعافي بعد التجارب؟ إذا كان الأمر كذلك. فأنت بحاجة إلى تقوية مرونتك، وإحدى طرق القيام بذلك هي تجربة الفشل.
نحن في الحقيقة لا نختار تجربة الفشل، بل نقضي معظم وقتنا في محاولة تجنبه. يعني هذا غالبًا اختيار مسار آمن وعدم تجربة أشياء جديدة. ويلاحظ هذا بشكل خاص لدى الأطفال والمراهقين الذين يحظون بالحماية من الفشل والأخطاء التي لا يضطرون غالبًا إلى تجربتها. هذه الحماية من كل فشل لا تخدم أطفالنا بشكل جيد في المستقبل. حيث يصبح لديهم قدرة أقل على التعامل مع التوتر وخيبة الأمل والإحباط.
بدلاً من ذلك، يجب أن يحصل أطفالنا على تجربة، على الأقل بعض من الفشل، حتى يتمكنوا من تعلم رؤية أخطاء الماضي وتسخير مجهوداتهم لتجنبها في المحطات المقبلة. أخذا بعين الاعتبار، أنه في كل مرة نختبر فيها الفشل، تزداد قدرتنا على الصمود أكثر وأكثر.
الفشل يحفزك للمضي قدما
إذا كنت قد تعرضت للفشل من قبل، فأنت تعلم أنه بسبب هذه التجربة، أصبحت شخصا أقوى. حيث أن كل موقف صعب ومخيّب للآمال نمر به، يجبرنا على التقدم في المعرفة والقوة العاطفية. إذ نتعلم من التجربة والخطأ. ومع كل فشل نمضي قدما ونحسن من مستوانا. لذا يجب أن نغير وجهة نظرنا أثناء الإخفاقات وأن ندرك التأثير الإيجابي لزيادة القوة.
الفشل وقود الإصرار
سيخبرك معظم الأشخاص الناجحين أنهم حاولوا وفشلوا عدة مرات قبل تحقيق أهدافهم. كما سيخبرونك أن الفشل كان جزءًا أساسيًا لا يتجزأ من نجاحهم. لماذا؟ لأنهم في كل مرة يفشلون فيها، يتعلمون شيئًا جديدًا. في كل مرة يفشلون فيها، يستخدمون التجارب لتحفيزهم على المحاولة مرة أخرى بطريقة مختلفة.
تنطبق مقولة الفشل وقود الإصرار على أشياء بسيطة مثل طهي وصفة جديدة أو تعلم أغنية بيانو جديدة. كما تنطبق أيضًا على أهداف الحياة الرئيسية مثل الاختيارات المهنية المصيرية. ستوقفك حالات الفشل مؤقتًا، ولكن فقط إذا سمحت لها بذلك. عدا ذلك ستوفر لك الوقود والطاقة اللازمة لإبقائك في طريقك والمحاولة مرة أخرى.
الفشل طريق بناء شخصية قوية
يعد الفشل أحد أكثر وسائل بناء الشخصية نجاعة وفاعلية. فمحاولة القيام بشيء والفشل فيه سيقودك إلى خيارين. إما أن يسقطك وبالتالي تشعر بالخوف من المحاولة مرة أخرى، أو يمكنك استخدامه كفرصة تعليمية للتطوير من شخصيتك.
لذلك غالبًا ما نلاحظ أن الأشخاص الذين يعانون من الفشل، يتصفون بالتواضع وعقلية لا تعرف الاستسلام أو الإحباط. حيث يتيح الفشل فرصة النظر إلى الوراء وتحمل المسؤولية عما حدث من خطأ. كما يمكن أن يساعد التعرض للفشل أيضًا على الوثوق بالنفس وتطوير القدرات.