المسجد، ذلك المكان المقدس حيث يلتقي الناس من مختلف الطبقات، يتضرعون إلى الله متخشعين وموحدين قلوبهم لإله واحد. مظهر قوي يبرز جميع معاني المساواة الإنسانية، ومختلف القيم التي يحث عليها الدين الإسلامي. من خلال هذه الورقة، تعرف على قائمة أكبر المساجد عبر أنحاء العالم مرتبة حسب مساحتها:
المسجد الحرام (مكة – السعودية)
يعتبر المسجد الحرام من بين أعظم وأكبر المساجد عبر العالم وأقدسها. ويقع المسجد الحرام بمكة المكرمة في المملكة العربية السعودية، وهو أول مسجد وضع لعبادة الله بالأرض. وسمي بالمسجد الحرام نظرا لحرمة القتال فيه بعد دخول النبي محمد إلى مكة المكرمة منتصرا.
ويبلغ ارتفاع المسجد الحرام 137.5 مترا عن سطح الأرض. كما يبلغ عدد المصلين فيه 2 مليون شخصا، فيما تبلغ مساحته 400,800 متر مربع.
ويقع في وسط المسجد الحرام الكعبة المشرفة، التي تعد قبلة المسلمين في مشارقها ومغاربها. يبلغ ارتفاعها 15 مترا، وبناها نبي الله ابراهيم الخليل بأمر من الله عز وجل.
ومن بين الرموز الدينية للحرم: بئر زمزم، مقام ابراهيم، الحجر الأسود، حجر اسماعيل. كما يجاور المسجد الحرام جبلان: الصفا والمروة. ومن بين خصائص المسجد الحرام كونه المسجد الوحيد الذي يحج إليه في الأرض، وأن الصلاة فيه بمئة ألف صلاة.
المسجد النبوي (المدينة المنورة – السعودية)
يعتبر المسجد النبوي ثاني أكبر وأقدس مسجد بعد المسجد الحرام. بناه النبي محمد عليه الصلاة والسلام في المدينة المنورة سنة 622م. ويتسع المسجد النبوي لعدد مصلين يصل إلى 698 ألف مصلي. فيما تبلغ مساحته حوالي 400,500 متر مربع.
يعد أهم جزء في المسجد النبوي الروضة الشريفة، وهي المسافة بين بيت النبي ومنبره. وتتميز هذه المنطقة بالسجاد الأخضر، الذي يختلف عن كل تلك المتواجدة داخل المسجد النبوي.
مر المسجد النبوي بعدة توسعات عبر التاريخ، مرورا بعهد الخلفاء الراشدين والدولة الأموية والعباسية، ثم الدولة العثمانية. وآخر مرحلة هي الدولة السعودية، حيث تمت فيها أكبر توسعة سنة 1994.
في بداية الهجرة، لم تكن أي مئذنة متواجدة بالمسجد النبوي. إذ كان المؤذن بلال رضي الله عنه يؤذن فوق إحدى أسطح البيوت القريبة من المسجد. والآن، يحتوي هذا الصرح الديني على 10 مآذن موزعة في جميع أنحائه. إضافة إلى تواجد 198 قبة: من بينها القبة الخضراء التي تتواجد فوق بيت الرسول، و170 قبة باللون الرصاصي، و27 قبة متحركة على قضبان حديدية.
مسجد الجزائر (الجزائر العاصمة – الجزائر)
يقع مسجد الجزائر ببلدية المحمدية بالعاصمة الجزائرية، وهو ثالث أكبر مسجد بعد الحرمين. وتبلغ مساحته الإجمالية حوالي 400 ألف متر مربع، وتتسع قاعة الصلاة فيه مع الساحات الخارجية إلى 120 ألف مصلي.
بدأت أشغال تهيئة المسجد سنة 2008، وتم وضع حجر الأساس للمشروع سنة 2012 على يد شركة صينية، وتحت إشراف الوكالة الوطنية لإنجاز تسيير جامع الجزائر.
يتميز هذا المسجد بوجود أطول مئذنة، والتي ستستخدم كمنارة للسفن في آن واحد، يصل ارتفاعها إلى 265 مترا وعدد طوابقها 43 طابقا. وتتكون هذه المنارة من فضاء استقبال لاحتضان المعارض والمؤتمرات، ومتحف للفنون والتاريخ الإسلامي الذي يمتد إلى 15 طابق. إلى جانب مدرسة لتعليم القرآن ومكتبة ومراكز تجارية متعددة.
ويوجد وسط قاعة الصلاة بالمسجد قبة يبلغ قطرها 50 مترا، ويصل علوها إلى 70 مترا. تتميز بلونها الأصفر والفسيفساء الإسلامية.
المسجد الأقصى (القدس – فلسطين)
يعد الأقصى من بين أكثر المساجد قدسية لدى المسلمين، إذ كان قديما يطلق عليه اسم “الحرم القدسي الشريف”. ويعتبر الأقصى ثاني مسجد بعد المسجد الحرام من حيث تاريخ التأسيس، حيث بني بعد 40 سنة من بناء الكعبة المشرفة، من قبل الخليفة الأموي الوليد بن عبد الملك بن مروان.
في الإسلام، يعد هذا المسجد هو أول القبلتين وثالث الحرمين. وتبلغ مساحته حوالي 144 ألف متر مربع، فيما يصل عدد المصلين فيه إلى 250 ألف مصلي.
على مدى قرون طويلة، كان المسجد مركزا لتدريس العلوم ومعارف الحضارة الإسلامية، كما كان يعد كميدان للاحتفالات الدينية الكبرى. إلا أنه إلى حد الآن، يتعرض إلى محاولات متكررة من الاحتلال الإسرائيلي للسيطرة على بعض أجزائه وتدميرها.
يقع الأقصى بالبلدة القديمة في القدس بفلسطين. ويحتوي بين أسواره على قبة الصخرة والمسجد القبلي والمصلى المرواني ومعالم أخرى يصل عددها إلى 200 معلمة. فيما يتواجد حائط البراق في الجزء الجنوبي الغربي من جدار المسجد، ويبلغ طوله حوالي 50 مترا، ويصل ارتفاعه إلـى حوالي 20 مترا.
يوجد في ساحة الأقصى 25 بئرا للمياه الصالحة للشرب، وبركة للوضوء. كما يحتوي على 4 مآذن: المئذنة الفخارية أو مئذنة باب المغاربة وهي أول مئذنة في الأقصى، مئذنة باب الغوانمة والتي تتكون من 6 طوابق عالية، مئذنة باب السلسلة ثم مئذنة باب الأسباط. إضافة إلى العديد من القباب منها قبة السلسلة، قبة الأرواح، وقبة المعراج…
مسجد الاستقلال (جاكرتا – إندونيسيا)
يعد مسجد الاستقلال من بين أكبر المساجد في شرق آسيا، وهو يقع بالعاصمة الإندونيسية، جاكرتا. تبلغ مساحته حوالي 97 ألف متر مربع، فيما يصل عدد المصلين فيه إلى 200 ألف مصل.
جاءت فكرة بناء المسجد بعد استقلال إندونيسيا من هولاندا. وبهذا تم تكليف المهندس الإندونيسي فريدريك سيلابان بوضع تصميم للمسجد. بعد ذلك، تطلب الأمر 14 عاما من الأشغال، ليتم افتتاحه سنة 1978.
يحتوي المسجد على قبتين، يبلغ قطر واحدة منهما 45 مترا. كما يصل ارتفاع مئذنته إلى 90 مترا. ويتميز المسجد بوجود العديد من الطوابق الضخمة والساحات الخارجية الكبيرة. كما يتسم سقف المسجد بمختلف الزخرفات الإسلامية.
مسجد الحسن الثاني (الدار البيضاء – المغرب)
تم بناء مسجد الحسن الثاني الواقع بمدينة الدار البيضاء سنة 1993، من طرف المهندس المعماري الفرنسي ميشال بينسو، وذلك خلال فترة حكم الملك الراحل الحسن الثاني.
ويتميز هذا المسجد بتواجد جزء منه على اليابسة، والجزء الآخر فوق سطح البحر بمساحة 90 ألف متر. ويتسع لعدد مصلين يصل إلى 105 ألف مصلي. وتشكل الأبنية الملحقة به مجمعا ثقافيا متكاملا: مدرسة قرآنية، مكتبة ومتحف.
تعد مئذنة مسجد الحسن الثاني ذات الطابع الأندلسي، ثاني أعلى بناية دينية في العالم، حيث يصل ارتفاعها إلى 210 متر، وعرض يبلغ 10 أمتار. أما على الواجهة الرخامية للمئذنة فتوجد زخارف منقوشة. وفي الجهة العليا، تجد ألواحا من الزليج مزينة باللونين الأبيض والأخضر (السلم والحياة).
ويتوفر المسجد على تقنيات حديثة ومتطورة، منها السطح الذي يفتح ويغلق تلقائيا. إلى جانب أشعة الليزر التي يصل مداها إلى 30 كلم باتجاه مكة المكرمة.
مسجد الملك فيصل (إسلام آباد – باكستان)
يقع مسجد الملك فيصل في عاصمة باكستان، إسلام آباد، وهو من بين أشهر المساجد بهندسته المعمارية الفريدة من نوعها. إذ يقع بالقرب من سلسلة جبال مرجلة. وتعود فكرة تسمية المسجد إلى الملك الراحل السعودي فيصل بن عبد العزيز آل سعود، الذي أهدى هذا المسجد قبل مماته للشعب الباكستاني.
تم بناء المسجد على الطراز التركي سنة 1987، على يد المهندس التركي “ودعت دالوكاي”. وتبلغ مساحته حوالي 43 ألف متر مربع، فيما تصل طاقته الاستيعابية للمصلين نحو 300 ألف مصلي.
ويتميز هذا المسجد عن غيره باكتسائه اللونين الأبيض والأسود، فيما لا يحتوي على أعمدة داخلية. ومن الداخل، يظهر المسجد على شكل خيمة بدوية عربية، إلى جانب أنه لا يحتوي على قبة.
مسجد بادشاهي (لاهور – باكستان)
يعد مسجد بادشاهي من أشهر المعالم السياحية، وهو يمثل حضارة المغول. يقع هذا المسجد في قلب مدينة لاهور الباكستانية، وهو ثاني أكبر مسجد في باكستان بعد مسجد الملك فيصل في إسلام آباد.
يطلق على هذا المسجد اسم المسجد الملكي أو الامبراطوري، إذ بني على يد السلطان المغولي السادس أورنكزيب سنة 1673. استغرق البناء حوالي 3 سنوات بمشاركة نحو 90 ألف عامل، واستلهم تصميمه من المسجد الجامع في دلهي.
استخدمت في هذا المسجد أنظمة بناء فنية ومبتكرة، وتنبثق زخارفه الهندسية في الجدران والأسقف من الفن المنغولي والهندي.
يتسع هذا المسجد لأكثر من 100 ألف مصلي، حيث تنقسم قاعة الصلاة إلى 7 مقصورات مقوسة ومعتمدة على أرصفة كبيرة. ويضم المسجد 3 مآذن، ومصحفا فريدا قام بتطريزه أحد مسلمي لاهور باستعمال القماش والحرير.
جامع تشامليجا (إسطنبول – تركيا)
تم بناء جامع تشامليجا الواقع بإسطنبول التركية سنة 2016، على يد المهندس المعماري “حاجي محمد غونر” والمصممتين “بحر مزراق” و”خيرية غول طوطو”. وهو أكبر مسجد في آسيا الصغرى، إذ تبلغ مساحته 15 ألف متر مربع.
يضم المسجد عدة مراكز منها متحف الآثار الإسلامية التركية، معرض الفنون، مكتبة، منارات وصالة للمؤتمرات. كما يحتوي على 6 مآذن وقبة يبلغ ارتفاعها 72 متر، وهي أكبر قبة في تاريخ الجمهورية التركية.
إلى جانب أنه يتكون من 10 مبان مغلقة، و5 أماكن مفتوحة في فناء المسجد.
المسجد الجامع (دلهي – الهند)
يعتبر المسجد الجامع من أقدم وأكبر المساجد في الهند. أمر ببنائه الإمبراطور المغولي شاه جهان عام 1650، واستغرق نحو 14 سنة. بني المسجد الجامع على مساحة 5280 متر مربع، ويسع 85 ألف مصل في آن واحد.
للمسجد 3 بوابات، ويتضمن تصميمه 3 قباب على شكل بصلة، ذات طابع مغولي إسلامي مع بصمات فنية هندية. كما يحتوي على منارتين يبلغ ارتفاع كل واحدة 41 مترا، لها أربعة طوابق وتختم بجوسق ثم عمامة بصلية الشكل.
كما يحتوي على معالم وقطع أثرية من بينها نسخة القرآن مكتوبة على جلد الغزال.