تخيل أنك مصاب بمرض نفسي يؤدي إلى جعلك تشعر بأن حجمك أكبر من المكان المحيط بك، أو تشعر بالقلق عند التواجد في مكان به لوحات وأعمال فنية… للأسف قد يُعاني بعض الأشخاص من تلك الاضطرابات ويجبرون على التعامل معها يوميًا.
عقدة أليس في بلاد العجائب، عندما يتحول الخيال إلى حقيقة
من المعروف أن قصة أليس في بلاد العجائب محض خيال. ولكن، تتشارك واحدة من أكثر التجارب الغريبة لأليس مع مرض نفسي مرعب، والذي يُسمى أيضًا (متلازمة تود). فمثلما تبدو أليس أطول من منزلها، يشعر الأشخاص الذين يعانون من هذه العقدة بأنهم يسمعون أصواتًا مرتفعة أو منخفضة أكثر من الواقع، أو يرون أشياءً أصغر أو أكبر من الحقيقة.
قد تصل عقدة أليس في بلاد العجائب إلى اختلاف الشعور بقوام بعض الأجسام أو سرعتها عن الواقع. ولكن، ولحسن الحظ، أن هذه العقدة نادرة كثيرًا. وغالبًا ما تصيب من هم في العشرينات من العمر الذين لديهم تاريخ مع تعاطي المخدرات أو مصابون بورم في المخ.
عقدة سندريلا: ما بين الرومانسية والمرض
هل تشعر في الكثير من المواقف أنك بحاجة للاعتماد على شخص ما بشكل كبير، سواءً كان هذا من الجانب العاطفي أو المالي أو غيرهما. بحيث تجد نفسك لا تستطيع تحمل المسؤولية منفردًا. إن عقدة سندريلا هي رغبة تلقائية في الحصول على العناية من الآخرين، وهو ما يشبه التهرب من المسؤوليات في بعض الأحيان.
تلاحظ عقدة سندريلا أكثر عند النساء، وهي من العقبات الأساسية أمام تطورهن. كما قد تختلف الأسباب وراء الإصابة بتلك المتلازمة، بينما تلعب التربية في الطفولة الدور الرئيسي فيها. بحيث يخشى المصاب بها الاستقلال، وتظهر كثيرًا في خوف المرأة من الاعتماد على نفسها دون وجود الرجل.
عقدة اليد الغريبة ليست قصة أفلام رعب فقط
بالرغم من استخدامها غالبًا لخدمة الحبكة في أفلام الرعب، إلا أن عقدة اليد الغريبة ليست مقتصرة على الخيال فقط. حيث إن الأشخاص المصابين بهذا الاضطراب النفسي المخيف يشعرون بالفقدان الكامل للسيطرة على أطراف اليد أو اليد كلها. إذ يعتقد أن هذا الطرف يصبح خارجا عن إرادته ويتم التحكم فيه بواسطة عقله الخاص به.
قام بعض الذين يعانون من عقدة اليد الغريبة بالإبلاغ عن محاولتها خنقهم أو الاعتداء على المحيطين بهم. تظهر هذه المتلازمة غالبًا عند المرضى المصابين بالزهايمر، أو بعد الخضوع لعملية جراحية في الدماغ. وللأسف ليس هناك علاج لليد الغريبة، وعلاجها المتاح حاليا والوحيد هو إبقاء اليد مشغولة طوال الوقت.
عقدة باريس … عندما يرتبط المرض بالمكان
عقدة باريس هي اضطراب نفسي مؤقت، ولكنه غريب كثيرًا. حيث يسيطر على الشخص تمامًا خلال زيارته إلى العاصمة الفرنسية باريس. ومن المدهش أنه يُصيب اليابانيين أكثر من السياح من الدول الأخرى. ويرجح أن يكون ذلك بسبب الصدمة الثقافية عند المقارنة بين باريس في الواقع والنسخة المثالية في الأذهان.
تتمثل أعراضها الأكثر انتشارًا بين السياح في الهلوسة، الدوخة، القلق، والتعرق. ومن الأمور التي حيرت الأطباء وعلماء النفس حول هذه المتلازمة كونها غير مرتبطة بأي مرض عقلي. لذلك تم تفسير عقدة باريس بأنها ناتجة عن حاجز اللغة وخيبة الأمل.
عقدة الفن … الخوف من الجمال
تُسمى عقدة الفن علميًا “متلازمة ستيندال”. وهي اضطراب عقلي جسدي، ولكنه مؤقت لحسن الحظ. تظهر هذه المتلازمة حينما يتواجد المصاب بمكان يضم العديد من الأعمال الفنية في مساحة واحدة. أو عند الذهاب إلى بيئة أخرى تتميز بشدة الجمال.
هؤلاء الأشخاص الذين يعانون من عقدة الفن يتحدثون عن الشعور بتسارع في ضربات القلب فجأة، الارتباك، القلق الشديد، الهلوسة، والدوخة. كما أن من يعاني من متلازمة ستيندال يمكن ألا يكون لديه ماضٍ مع الأمراض العقلية، بل تنتشر أكثر لدى من يعانون من اضطرابات المزاج المختلفة.
عقدة الزومبي أو وهم كوتارد
يتم تسمية هذه العقدة كذلك بمتلازمة “جثة المشي” أو “الميت الحي”. لذلك يتم تشبيهها بالزومبي في أفلام الرعب والخيال العلمي. حيث يظن المصاب بها أنه فقد بعض الأجزاء من جسده، أو فقد كمية من الدم. قد يعتقد أيضًا أنه يحتضر وسوف يموت. حتى يصل الأمر عند البعض إلى تصديق أنه غير موجود في الحياة.
وهم كوتارد نادر كثيرًا، فمن الممكن ألا يتخطى عدد المصابين به 200 حالة مسجلة على مستوى العالم. ولكن، وبالرغم من شدة الأعراض وخطورتها، إلا أن غالبية الأشخاص يتعافون إذا تم التدخل بالعلاج.
من يعاني من عقدة الزومبي يصبح أقل اجتماعية، وقد يتوقف عن الحديث تمامًا في بعض الأوقات. فهو فقط يسمع أصواتًا في أذنه تخبره بأنه يحتضر أو مات بالفعل. لذلك يصل الأمر إلى رفض الطعام، فلا فائدة منه لأنه في عداد الأموات.