في كثير من الأحيان، تتلون حياتنا بالسواد الحالك وتغدو متوقعة ورتيبة. خصوصا، مع نمط الحياة المزدحم الذي بتنا نعيشه. إذ أصبح مؤخرا لدى معظم الناس جدول زمني صارم يتبعونه كل يوم خارج المنزل وداخله، دون الالتفات إلى احتياجاتهم الخاصة. وهنا تتسلل مشاعر الحنق والتعب والملل والإرهاق وصولا إلى الإجهاد، لدرجة تبني مجموعة من العادات غير الصحية التي تصبح أكثر الأشياء متعة للقيام بها في الحياة اليومية.
لذلك، من المهم جدا أن يكون لديك توازن بين العمل والحياة. وذلك للحفاظ على متعة هذه الأخيرة وتجنب الإرهاق وفقدان الشغف. تتساءل كيف؟ إليك بعض النصائح السهلة لإضفاء الحيوية على حياتك.
غير الروتين اليومي الممل
تصبح الحياة مملة بسرعة كبيرة إذا كنت تحوم حول نفس الروتين كل يوم. إذ من السهل الوقوع في فخ الملل. في حين أن الحياة منطقيا تحتاج إلى هيكل وبرنامج مضبوط ومنظم (علينا جميعًا أن نعمل، بعد كل شيء). هذا لا يعني أننا مجبرون على الحرمان من الاستمتاع بقليل من المرح في عطلة نهاية الأسبوع.
فمثلا يجب تجربة الاستيقاظ في وقت مختلف وتناول الإفطار في الهواء الطلق مع تغيير قائمة الإفطار المعتادة كنوع من أنواع الهرب من وحش الروتين. لا تخجل كذلك من ارتداء لون جريء أثناء ذهابك إلى عملك، وحاول سلك طريق مختلف مع الاستماع إلى الموسيقى أثناء تنقلاتك. يمكنك كذلك أثناء التسوق من البقالة، اقتناء شيء بسيط لإضفاء البهجة على أمسيتك (حلوى صحية، قناع للوجه، باقة زهور …).
كما يمكن من حين لآخر، أن تسمح لنفسك بتناول شيء مميز على الغداء أو العشاء – حتى لو كان مليئًا بالسعرات الحرارية – جرب كذلك أن تحصل على حيوان أليف. فمن الممتع أن تعود إلى المنزل عندما تعرف أن هناك كلبًا محبًا أو قطة لطيفة تنتظرك هناك.
قد لا تكون هذه التغييرات كبيرة وجذرية. ومع ذلك، فإن بذل الجهد باستمرار لجعل حياتك أكثر بهجة سيعلمك كيفية الاستمتاع كل يوم. بالإضافة إلى ذلك، فإن عيش لحظات صغيرة وممتعة على مدار اليوم سيجعل أيامك أكثر تشويقًا وهذا أمر جيد.
عش اللحظة قبل المستقبل
عادة ما ننخرط في التخطيط لمستقبلنا لدرجة أننا ننسى الاستمتاع بما يجري في الوقت الحاضر. وللحصول على مزيد من المرح والسرور في الحياة، حاول أن تشعر تمامًا بكل لحظة. ولاحظ الأشياء التي تقوم بها في الوقت الحالي، دون القلق بشأن اليوم التالي. قد يبدو الأمر سخيفًا، لكن من شأنه أن يصنع فرقا واضحا.
لماذا العيش في الحاضر أمر بالغ الأهمية؟ لأن معظم الأفكار السلبية التي نمتلكها مرتبطة إما بالماضي أو بالمستقبل – ولا يوجد أي منهما الآن – لذا حاول أن تحافظ على تركيزك واهتماماتك في اللحظة الحالية، وعش حياتك كأنك حديث العهد بها.
كن عفويا وجرب أشياء جديدة
إذا واصلت انتظار الوقت المثالي، سيفوت الأوان حتى قبل أن تدرك ذلك.
وللحصول على مزيد من المتعة في حياتك، كن شجاعًا، وخذ زمام المبادرة. سواء كان ذلك تعلم مهارة جديدة، أو تغيير تسريحة شعرك، أو الذهاب في إجازة.
مما لا شك فيه أن معظم المتعة تكمن في اللحظات غير المخطط لها والعفوية والأشياء الصغيرة غير المتوقعة. لذا فأنت لست مضطرًا لوضع إستراتيجيات أو التخطيط لكل شيء. اسمح لبعض الأشياء بأن يكون لها مسارها الخاص والعفوي.
عند الحديث عن الانفتاح والعفوية، فإن تجربة أشياء جديدة دائمًا ما تجلب الإثارة إلى الحياة، بغض النظر عن نوع النشاط الممتع الذي تختاره. وفي حال كنت تستبعد هذه الأفكار على الفور بسبب المال، دعني أن أخبرك أن الحصول على المتعة لا يتطلب دائمًا إنفاق الكثير من المال. يمكنك تجربة الكثير من الأشياء الجديدة الممتعة وغير المكلفة. مثلا إعادة ترتيب أثاث البيت للحصول على ديكور جديد، أو اقتناء طاولة الشطرنج وتعلمه، أو الذهاب في نزهة لمكان لم تزره من قبل…
وثق صلتك بالأم الطبيعة
في بعض الأحيان، قد لا تشعر بالمرح في الحياة ليس لأنها مملة، ولكن لأنك تشعر بالحزن. عندما نشعر بالإحباط أو الاكتئاب، من الصعب أن نحظى بالمرح بغض النظر عما نفعله.
عند الشعور بالملل والاكتئاب في نفس الوقت، حاول أن تنضم لأبناء الطبيعة. أي ابدأ في استكشاف الطبيعة التي يمكنك أن تجدها حول المكان الذي تعيش فيه. خطط لنزهة في الغابة، وقم بزيارة البحر، وقم بزيارة حديقة الحيوان، وحدائق النبات، واستكشف الجمال الطبيعي وجدد صلتك بالأم الطبيعة. قد لا تشعر بالاهتمام لهذا الآن، ولكن بمجرد تجربته بضع مرات، ستلاحظ أن مزاجك يتحسن تدريجيا.
