ذات صلة

آخر المقالات

أغلى زفاف في التاريخ

احتفالات أغلى زفاف في التاريخ لعريس وعروس ينتميان لأثرى عائلات الهند وآسيا، تقام في مدينة جامنغار الهندية.

ثورة الفلاحين تشعل أوروبا

غضب الفلاحين يصيب القارة العجوز، ويحدث فوضى عارمة في معظم بلدانها، إذ يطالب الفلاحون تخفيض أسعار الوقود والأسمدة ودعم المنتجات المحلية ووضع حدٍّ للظلم الذي يتعرضون له من الاتحاد الأوروبي.

أو جي سيمبسون – محاكمة القرن (الجزء الثاني)

كيفاش نجا أو جي سيمبسون نجم من نجوم كرة القدم الأمريكية من عقاب الجريمة البشعة اللي كايضن البعض حتى الآن أنه ارتكبها؟

“برابو سوبيانتو” رجل عدواني أم جد محبوب؟

برابوو سوبيانتو" اسم لطالما أرعب الإندونيسيين في مرحلة ما من تاريخ بلادهم، لكن على ما يبدو أن الأمور تغيرت، فالآن بات شخصية لطيفة محبوبة يعشقها الجميع.

غزو إسرائيل لرفح يثير مخاوف العالم

الاجتياح البري لمدينة رفح جنوبي قطاع غزة هو قرار تستعد القوات الإسرائيلية لتنفيذه خلال الأيام المقبلة.

قرية تركية في لبنان… تعرفوا على الكواشرة

حرر بواسطة:

قرية مختلطة بين ثقافتين ولغتين، شعبها واحد من الجنسيتين، في لبنان هناك قرية تركية بعادات لبنانية-تركية. بلدة الكواشرة في عكار بشمال لبنان تعتبر وديعة تركية بانتماء لبناني، انقطعت صلة مواطنيها بتركيا بعد خروج الجيش العثماني من لبنان لكن الاتراك عادوا لمعاملتها منذ فترة بوصاية إنسانية، وليس بفرمان عثماني صادر عن الباب العالي.  

السياق التاريخي 

بعد أكثر من 400 عام، ما زالت هذه القرية موجودة بسكان يحملون الهوية اللبنانية، لكنهم ناطقون باللغة التركية الى جانب لغتهم العربية، ويبلغ عددهم أكثر من 4000 نسمة يوجد أكثر من 45 طالباََ من الكواشرة أكملوا تعليمهم في تركيا. بعد تأسيس تركيا الحديثة بات البحث عن سكان بلدة الكواشرة من خلال الدبلوماسيين وكان هناك صعوبة، حتى بدأت العلاقة الدبلوماسية مع السفارة عام 1987. يقوم المسؤولون الأتراك بجولة تفقدية على الكواشرة كلما زاروا لبنان ويزودونهم بالخدمات والتي تتمثل أبرزها بالمستوصفات، والمستشفيات، والمدارس وخدمات أخرى.  

في هذه القرية نصب تركي يعود إلى شهداء الانقلاب وآخر لأذربيجان التي يمتد اليها تاريخ تركمان، ويعود تاريخ وصول الأتراك إلى الكواشرة حيث سكنوا وأسسوا عائلتهم إلى عهد السلطان سليم الأول. ففي عام 1516 جاء سكان الكواشرة إلى هذه البلدة أثناء حملة السطان سليم الاول لفتح مصر وفلسطين، ومن هناك حافظوا على العادات والتقاليد واللغة لفي الكواشرة حتى سقوط الدولة العثمانية لكنهم واجهوا صعوبات من المجتمع اللبناني في البداية. 

شرح رئيس بلدية الكواشرة محمد عبد الكريم محمد مشيراً إلى أنّ “هناك لغة محلية في الكواشرة هي اللغة التركية كلهم يتحدثون فيها مع بعضهم البعض، فلم يبق من الجذور التركية تقريبا إلا اللغة لكن هناك تواصلاََ بيننا وبين السفارة التركية دائما ويقدمون لنا المساعدات على قدر استطاعتهم. كل سنة يقدمون لنا من سبع الى ثمان منح للذين يريدون اكمال تعليمهم الجامعي في جميع المدن التركية”. 

الكواشرة اليوم 

اليوم يفاخر أهل القرية بجذورهم، ففي حديث لألكسندرا رحيم قالت: “أصلنا أتراك وهذا الشيء يساعدنا كثيرا من أجل أن نسافر إلى تركيا، والدولة التركية تدعمنا وتنمي الضيعة. كما أن السفارة التركية في لبنان على تواصل تام مع هذه البلدات، وقد بنت لبلدة الكواشرة مدرسة ثانوية بكل تجهيزاتها وأرسلت مدرسا للغة التركية الحديثة وفتحت مشاريع المياه والطرقات والبنية التحتية”. 

وقال خضر خالد عبد الله الطالب الثانوي “نحن بلدة من لبنان معروفة انها تركمانية واجدادنا ما زالوا يتحدثون باللغة التركية ودولة تركيا تقدم لنا منحا دراسية الآن من اجل اكمال دراستنا عندها. هذه المدرسة بناها لنا الاتراك ويعدوننا بالمزيد من المنح لإكمال دراستنا. نحن لا نزال نحافظ على اللغة التركية وبعثت لنا السفارة معلما لكي يعلمنا التركية الحديثة، لان لغتنا التركية في الضيعة هي القديمة لغة الاتراك القدماء”. 

كما أنّ رجلاََ تسعينيّاََ يدعى كمال يوسف لا يزال حتى الآن يحتفظ بوثائق وسندات أرض وعملة تركية ختمت بعبارة “الدولة العثمانية الرشيدية” كشاهد على أنّ الاتراك كانوا يوما هنا. 

ويعمل أهالي الكواشرة بالزراعة وتربية المواشي بعدما كانوا قديما يعملون في حياكة السجاد التركي. ويرغب القليل من أهل الكواشرة بمواصلة تعليمهم، ويفضل الكثير منهم العمل في القرية او الانضمام إلى صفوف الجيش اللبناني. 

بحيرة الكواشرة 

وفي عكار أيضاً بحيرة تدعى “الكواشرة”، أنشئت عام 1973 بهدف رَيّ الأراضي الزراعية في المنطقة، ثم تحوّلت لاحقاً إلى أهمّ مرفق سياحي في المحافظة نظراً لقربها من الطريق العام وسهولة وصول المواطنين إليها من مختلف المناطق بهدف الاستجمام والتنزّه وصيد الاسماك التي كانت تربّى بكثرة داخلها. تبلغ السعة التخزينية للبحيرة حوالي 400.000 م مكعب من المياه وذلك بعد توسعتها في العام 2013، وهي تروي 100 هكتار من الأراضي الزراعية. 

تم العمل على البحيرة بعد إهمالها لفترة، وأصبحت بحلة جديدة بعدما تم القيام بأعمال توسعة وتأهيل، ما زاد من سعتها، وذلك بعد إنشاء سدّ آخر في جهتها الجنوبية الشرقية. إضافة إلى تنظيف حوض البحيرة عبر رفع كميات كبيرة من الأتربة ونقلها الى محيطها، ما أدى إلى رفع منسوب المياه فيها، إلى جانب الممرات التي تخللها المشروع الجديد الذي نفّذته وزارة الطاقة والمياه للبحيرة التي أنشئت من أجل رَيّ أراضي بلدة الكواشرة في منطقة الدريب العكاري. 

وقد أوضح رئيس بلدية الكواشرة أنّ “البحيرة في حلّتها الجديدة أعطت طابعاً جمالياً إضافياً لبلدة الكواشرة ولكلّ منطقة الدريب، وستشكّل عامل استقطاب مهمّ للسيّاح من مختلف المناطق اللبنانية فضلاً عن الاستفادة منها في الزراعة وتربية الأسماك وإخماد الحرائق”. 

ومن الجدير ذكره أنّ محافظة عكار تمتلك مقومات سياحية طبيعية كثيرة خارج دائرة الاستفادة، فيما بحيرة “الكواشرة” هي البحيرة الاصطناعية الوحيدة بهذه الضخامة لناحية التصميم والتنفيذ، وتقع على الطريق العام لمنطقة الدريب الأوسط. 

حرر بواسطة:

  • تالا الحريري

    كاتبة مقالات ومراسلة ميدانية
    بيروت، لبنان
    جامعة بيروت العربية (لبنان) – بكالوريوس في الصحافة والإعلام (2022)


    انضمت تالا الحريري، كاتبة مقالات ومراسلة ميدانية، إلى قسم التحرير العام لمجلة إيكوبوست الإلكترونية في شتنبر 2023. تشغل المهمة ذاتها في موقع إلكتروني يدعى "لبنان الكبير" منذ سنتين. حاصلة على شهادات في العديد من الدورات التدريبية في المجال الصحافي أهمها من معهد الجزيرة للاعلام، قناة الجديد وشركة آي ليد، وشبكة الصحفيين الدوليين...