تتداول مواقع التواصل الاجتماعي بشكل واسع في الآونة الأخير تطبيقات “شات جي بي تي”. الذي انتشر بشكل كبير بين طلاب الجامعات والمدارس. وتبقى الآراء حول هذا التطبيق متباينة، بين مؤيد يرى أنه مفيد لخدمة المجالات الأكاديمية معتبرين إياه استخداما مميزا للذكاء الاصطناعي في التعليم، ومعارض يرى أنه يعرقل تطور فكر الطالب.
فما هو شات “جي بي تي”؟ ولماذا يثير مخاوف الفاعلين في أسواق الشغل؟
مميزات ومخاطر تطبيق جي بي تي
في سنة 2015، قام إيلون ماسك، الرئيس التنفيذي ل “تيسلا” و”سبيس إكس” رفقة ريد هوفمان مالك شركة لينكدين، بإنشاء شركة تحت اسم “أوبن إيه آي” في كاليفورنيا الأمريكية. والتي تملك شركة مايكروسوفت حاليا ثلاثين في المائة من أسهمها.
تهدف هذه الشركة بالأساس إلى تحسين استخدامات الذكاء الاصطناعي من أجل تطور البشرية. وفي سنة 2019، تم إطلاق أول نسخة من شات “جي بي تي”. قبل أن يتم إطلاق النسخة المحسنة لهذا البرنامج في نونبر 2022. وهي النسخة التي لم تحتج إلا إلى خمسة أيام من أجل تحقيق رقم قياسي في عدد التسجيلات وصل آنذاك إلى مليون مشترك جديد.
جي بي تي هو أداة للذكاء الاصطناعي، تفوق قدراته توقعات البشر. إذ يعد كمحرك بحث، لا يكتفي فقط بتنظيم المعلومات، بل يصنعها أيضا. فهذا الشات هو قادر على الإجابة على أبسط الأسئلة وأكثرها تعقيدا، بالاعتماد على المصادر المفتوحة. ولا يحتاج منه الأمر سوى بضع ثوان.
إضافة إلى ذلك، يمكن لهذا البرنامج أن يحل المعادلات الرياضية الأكثر تعقيدا ثم شرح الحل. فضلا عن ترجمة أي محتوى بجميع اللغات. كما يمكن لهذا الشات أن يؤلف القصص ويكتب الشعر، وينقل مشاعر الشخص وأحاسيسه.
كيف يؤثر التطبيق على مهارات الطالب وقدراته النقدية؟
أعلنت ثماني جامعات أسترالية تصنيف استخدام الطلاب لهذا التطبيق في الامتحانات ضمن خانة الغش. كما قامت المدارس الأمريكية بتقييد الوصول إلى شات جي بي تي. إضافة إلى كل هذا، حظر معهد “سيانس بو” الفرنسي على طلابه استخدام التطبيق تحت طائلة عقوبات قد تصل إلى فصلهم من المعهد.
إذ يغني هذا التطبيق الطالب عن تعزيز مهاراته بالدراسة. فيما لا يساعد على تطوير سبل التفكير ومهارات حل المشكلات. كما أن هذا التطبيق لا يعطي دائما إجابات صحيحة ومعلومات دقيقة.
وهو الأمر الذي أدى إلى تطوير تطبيقات عديدة تكشف عما إذا تم استخدام شات “جي بي تي” على غرار التطبيق المسمى “شات جي بي تي زيرو”.
الاستعمال العقلاني لشات “جي بي تي” هو الحل الأنجح
تتباين الآراء حول استخدامات تطبيق “جي بي تي” بين مؤيدين يرون أنه يجب الاعتماد عليه في المدارس والجامعات بالطريقة الصحيحة من أجل خدمة التعليم. ومعارضين يرون أنه يجب حظر استخدامه لأنه يحد من تطوير مهارات الطالب الفكرية.
وهناك أساليب معينة لاستخدام جيد وصحي لهذا التطبيق كاستعماله مثلا في البحث العلمي. إذ يمكن للطالب اللجوء إلى شات “جي بي تي” من أجل الحصول والبحث عن أي معلومة يريدها. إلا أن هذا التطبيق هو سيف ذو حدين، لذا يجب عدم المبالغة في استخدامه.
ومن الضروري توعية الطلاب والمعلمين والقائمين على المسيرة التعليمية بالاستخدام العقلاني للتطبيق. فالتوعية تساهم في جعل الشخص قادرا على التمييز بين ما إذا كانت الإجابات المقدمة صحيحة أم لا، من خلال التركيز على أنماط معينة تعتمدها تطبيقات الذكاء الاصطناعي إجمالا. الشيء الذي يجعل الشخص قادرا على التمييز بين المحتوى الاصطناعي والمحتوى الحقيقي.
شات جي بي تي يثير مخاوف الناس
وعلى الرغم من أن بعض الأشخاص يقومون باستثمارات كبيرة عن طريق شات جي بي تي. وأصبحوا يحققون مدخولا شهريا باستخدام قدراته الخارقة. إلا أن هذا الشات أثر على بعض الصناعات، من بينها التعليم. إذ يمكن لهذا التطبيق أن يقوم بإنشاء مقالات، مما أثار قلق الأساتذة. كما أنه يمكن أن يهدد العاملين في مجال الجرافيك، حيث يمكن له أن يقدم رسومات وأفكارا وعروضا باستعمال الذكاء الاصطناعي.
زيادة على ذلك، اجتاز شات “جي بي تي” امتحان الترخيص الطبي الأمريكي، فضلا عن اجتيازه لامتحان ماجستير إدارة الأعمال في إحدى أفضل الجامعات.
وجدير بالذكر أن هذا التطبيق أثار أيضا مخاوف شركات تكنولوجية عملاقة على غرار “غوغل”، باعتباره منافسا حقيقيا لمحرك البحث الخاص بها. وما زاد الطين بلة تعاقد الشركتين ” أوبن أي إيه” و “مايكروسوفت” من أجل دمج هذا الشات مع محرك البحث “بينغ”، الذي تراجع في السنوات الماضية مقارنة مع محرك البحث التقليدي لألفابيت.