تبين أنّ أكثر ما يلوث البيئة هو قطاع السيارات والانبعاثات التي تصدر منها، لذلك رأينا توجه العالم إلى السيارات الكهربائية إثر عوامل بيئية، كون سيارات الكهرباء أكثر محافظةََ على البيئة والانبعاثات منها معدومة، وأخرى بسبب غلاء البنزين، وفي دول أخرى تُعتمد كموضة فقط.
لكن تعتبر بطاريات السيارات الكهربائية وتصنيعها ملوثة جداً، فحسب التقدير هي ملوثة مرة ونصف أكثر من الحرارية. فالبطارية تبقى قيد الاستعمال لعدة سنوات وحتى الآن لا يوجد تدوير لها، كما أنّ كل شيء مرتبط بالسيارة الكهربائية ليس له إعادة تدوير وهذا تلوث إضافي.
صيانة السيارات الكهربائية
تستحوذ البطاريات ما بين 60% إلى 70% من قيمة السيارات الكهربائية، ويتراوح عمرها الافتراضي في السيارة الواحدة بين 8 إلى 13 عاما، ويتراجع أداؤها في العادة ما بين 10% إلى 15% بعد 8 أعوام من الاستخدام، وفي هذه الحالة يمكن استبدال الخلايا التالفة فيها.
وثمة صيانات دورية لا بد أن تجري على السيارة، فالتغيير الدوري لقطع المكابح على سبيل المثال لا غنى عنه في أي سيارة، أو إعادة ربط مكونات الجر، إلا أن هذه التكلفة في السيارات الكهربائية تقدر بنحو 10% مقارنة بمثيلاتها ذات محركات الاحتراق الداخلي.
سوق السيارات الكهربائية
بلغ عدد السيارات الكهربائية التي بيعت بأسواق العالم 10.5 ملايين سيارة في 2022 مقابل 6.6 ملايين وحدة في العام السابق عليه، وشكّل ذلك حصة 14% من إجمالي السيارات الجديدة المُباعة في العالم، ارتفاعا من نحو 9% عام 2021، وأقل من 5% عام 2020، وفق بيانات وكالة الطاقة الدولية.
ومن حيث القيمة بلغ حجم سوق السيارات الكهربائية في السنة الماضية 267.1 مليار دولار.
وتستمر مبيعات السيارات الكهربائية العالمية في النمو، إذ تم تسليم 6 ملايين سيارة جديدة في النصف الأول من عام 2023، بينها 4.27 ملايين سيارة كهربائية بالكامل، و1.76 مليون سيارة هجينة، بزيادة 40% مقارنة بالنصف الأول من السنة الماضية، وذلك وفق بيانات “إي في فوليوم” لبيانات مبيعات السيارات الكهربائية.
وتجاوز الإنفاق العالمي على السيارات الكهربائية 425 مليار دولار في 2022، بزيادة 50% مقارنة بعام 2021، وقد سجّل الدعم الحكومي منها 10% فقط، أما الباقي فكان من المستهلكين.
وارتفع عدد السيارات الكهربائية حول العالم في العام الماضي إلى أكثر من 26 مليون سيارة مقارنة بـ 16.5 مليون مسجلة في 2021.
أكبر أسواق السيارات الكهربائية في العالم
- المرتبة الأولى: واصلت الصين تصدرها لسوق السيارات الكهربائية في العالم، إذ إن نصف المركبات من هذا النوع على الطرق في جميع أنحاء العالم يوجد الآن في الصين، وقد تجاوزت بالفعل هدفها لعام 2025 لمبيعات سيارات الطاقة الجديدة. واستحوذت السيارات الكهربائية على حصة 60% من مبيعات الصين للسيارات بكل أنواعها خلال السنة الماضية.
- المرتبة الثانية: تحتل أوروبا المرتبة الثانية بعد الصين، إذ زادت مبيعات السيارات الكهربائية فيها أكثر من 15% عام 2022، مما يعني أن ما يزيد على سيارة واحدة من بين كل 5 سيارات مباعة كانت كهربائية.
- المرتبة الثالثة: تأتي الولايات المتحدة الأميركية، التي شهدت زيادة في مبيعات السيارات الكهربائية بـ 55% خلال السنة الماضية في المرتبة الثالثة، لتصل حصة المبيعات إلى 8% من إجمالي مبيعات السيارات.
وعلى صعيد الأسواق الأقل حجما تضاعف عدد السيارات الكهربائية 3 مرات في الهند وتايلاند وإندونيسيا مقارنة بعام 2021، لتصل إلى 80 ألف سيارة.
فبالنسبة لتايلاند، بلغت حصة السيارات الكهربائية في إجمالي المبيعات ما يزيد قليلا على 3% العام الماضي، في حين بلغ متوسط كل من الهند وإندونيسيا نحو 1.5%.
أمّا الهند فتكثّف تصنيع السيارات الكهربائية ومكوناتها، بدعم من برنامج الحوافز الحكومي بقيمة 3.2 مليارات دولار، وقد جذبت استثمارات بقيمة 8.3 مليارات دولار.
كما تعمل التايلاند وإندونيسيا أيضا على تعزيز خطط دعم السياسات الخاصة بهما، ما قد يكون تجربة قيّمة لاقتصادات الأسواق الناشئة الأخرى التي تسعى لتعزيز اعتماد السيارات الكهربائية.
وفي المجمل تتوقع مؤسسة جولدمان ساكس الأميركية للأبحاث أن ترتفع مبيعات السيارات الكهربائية حول العالم إلى نحو 73 مليون وحدة عام 2040.
ومن المرجح أن ترتفع حصة السيارات الكهربائية في مبيعات السيارات العالمية إلى 61% بحلول هذا العام، وأن تتجاوز حصة مبيعات السيارات الكهربائية 80% في العديد من البلدان المتقدمة.
أكبر الشركات المصنعة للسيارات الكهربائية
تتصدر شركات “تيسلا” الأميركية، و”بي واي دي” الصينية، و”فولكسفاغن” الألمانية مبيعات السيارات الكهربائية حول العالم.
وفق “كاونتر بوينت ريسيرش”:
- بلغت الحصة السوقية لشركة تيسلا الأميركية 17.75% في 2022.
- بلغت حصة “بي واي دي” الصينية في المتوسط 12.5%.
- سجّلت حصة فولكسفاغن 7.25%.
- بلغت حصة بقية الشركات المصنعة للسيارات الكهربائية 62.5%.
وفي المجمل تنتج العديد من الشركات السيارات الكهربائية، لعل أشهرها “بي إم دبليو”، و”ديملر” وفولكسفاغن الألمانية، وهوندا ونيسان وتويوتا وميتسوبيشي من اليابان، وهيونداي وكيا من كوريا الجنوبية، وتاتا وماهيندرا من الهند، ورينو من فرنسا، وبايك وجيلي ونيو وسايك من الصين.
مساهمة برايت سكايز في تبني الطاقة النظيفة
برايت سكايز هي واحدة من هذه الشركات المتخصصة في مجال التكنولوجيا والسيارات الكهربائية. وتهدف إلى المساهمة في تبني الطاقة النظيفة والحفاظ على البيئة.
في حوار للأمم المتحدة مع الرئيس التنفيذي لقطاع العمليات في مجموعة برايت سكايز المهندس هشام عرفة، قال إنّ “شركة برايت سكايز أنشئت سنة 2012 وتركز نشاطها الرئيسي في السنوات الخمس الأولى على الحاسبات فائقة السرعة.
ومنذ 2016 بدأت الشركة الدخول في مجال الخدمات الهندسية لصناعة السيارات وبالذات في مجال البرمجيات. بدأنا في تقديم خدماتنا لمصنعي السيارات وقطع السيارات وبالذات في مجال البرمجيات والأنظمة.
في 2019 بدأت الشركة في تطوير بعض المنتجات وبالذات في مجال السيارات لخدمة المنطقة والمنافسة على المستوى العالمي. بدأنا البحث والتطوير في مجال البطاريات المستخدمة في الحافلات الكهربائية. صنعنا النسخة الأولى من بطاريات الحافلات الكهربائية في أواخر 2020″.
أفاد تقرير أصدره برنامج الأمم المتحدة للبيئة بأن ملايين السيارات والحافلات المستعملة التي يتم تصديرها من أوروبا والولايات المتحدة واليابان إلى دول العالم النامي- وخاصة أفريقيا والشرق الأوسط- ذات جودة رديئة، مما يساهم بشكل كبير في تلوث الهواء ويعيق الجهود المبذولة للتخفيف من آثار تغير المناخ.
تتمثل مساهمة برايت سكايز في توفير الطاقة النظيفة والمحافظة على البيئة. نصف الجهود التي تبذلها في مجال البحث والتطوير تتجه نحو مجال أجهزة الدفع الرباعي للسيارات الكهربائية سواء كان للحافلات الثقيلة- حافلات النقل الجماعي- أو للسيارات الخاصة أو الدراجات النارية أو مركبات التوكتوك.
قررت برايت سكايز أن تكون بطاريات الحافلات الكهربائية المستخدمة النقل العام(الأوتوبيس) أول منتج لها لأنها أكثر أنواع المركبات المسببة لانبعاثات الغازات المضرة بالبيئة. يلي ذلك منتجات متعددة في مجال البطاريات لأنواع مختلفة من المركبات ويلي ذلك المنتجات الأخرى في أجهزة الدفع الرباعي للحافلات والمركبات.
هل إفريقيا والشرق الأوسط في استعداد إلى اعتماد السيارات الكهربائية؟
يتطلب التحول من سيارات الوقود الأحفوري إلى السيارات الكهربائية تجهيز البنية التحتية في المقام الأول. يتطلب إنشاء أجهزة الشحن تغييرات ومجهودات كبيرة في البنية التحتية للكهرباء سواء من ناحية توليد الكهرباء أو شبكات توزيع الكهرباء. وقد بدأ يظهر اهتمام دول المنطقة في إفريقيا والشرق الأوسط فيما يتعلق ببناء محطات شحن للسيارات الكهربائية. فقد شرعت مصر في بناء 3000 وحدة شحن حول أماكن مختلفة في الجمهورية. وكذلك انطلقت المملكة العربية السعودية في إنشاء محطات شحن كثيرة. بتنا نرى دولا إفريقية تدرس وتطور وتحاول أن تبدأ تشغيلا تجريبيا لبعض المركبات الكهربائية سواء كان ذلك في غرب إفريقيا أو في وسط وشرق إفريقيا.
الأرخص بين تشغيل سيارة وقود وسيارة كهربائية
ثمن السيارة الكهربائية المبدئي أغلى من سيارة الوقود الأحفوري وهذا نتيجة لغلاء سعر البطاريات. يتطلب الأمر:
صرف مبالغ إضافية في بادئ الأمر كي تشتري سيارة كهربائية مقارنة بشراء سيارة وقود. الاستثمار الذي تضعه في بداية الأمر يمكنك استرجاعه لاحقا لأن تكلفة صيانة وتشغيل هذه المركبات أرخص بكثير من نظيرتها سيارات الوقود.
يمكن القول إن تكلفة التشغيل والصيانة للمركبات الكهربائية يقل عن الربع مقارنة بمركبات الاحتراق الداخلي وبالتالي يمكننا استرجاع ثمن الاستثمار في السيارات الكهربائية التي تسير لمسافات طويلة مقارنة في وقت أقصر، مقارنة بتلك التي تقطع مسافات أقصر.
وبالنظر إلى التكلفة الكلية للسيارة الكهربائية على مدار 4-5 سنوات نجد أنها أقل من سيارات الاحتراق الداخلي مع العلم أن سعرها الأساسي أغلى من سعر سيارة الاحتراق الداخلي.