ذات صلة

آخر المقالات

أغلى زفاف في التاريخ

احتفالات أغلى زفاف في التاريخ لعريس وعروس ينتميان لأثرى عائلات الهند وآسيا، تقام في مدينة جامنغار الهندية.

ثورة الفلاحين تشعل أوروبا

غضب الفلاحين يصيب القارة العجوز، ويحدث فوضى عارمة في معظم بلدانها، إذ يطالب الفلاحون تخفيض أسعار الوقود والأسمدة ودعم المنتجات المحلية ووضع حدٍّ للظلم الذي يتعرضون له من الاتحاد الأوروبي.

أو جي سيمبسون – محاكمة القرن (الجزء الثاني)

كيفاش نجا أو جي سيمبسون نجم من نجوم كرة القدم الأمريكية من عقاب الجريمة البشعة اللي كايضن البعض حتى الآن أنه ارتكبها؟

“برابو سوبيانتو” رجل عدواني أم جد محبوب؟

برابوو سوبيانتو" اسم لطالما أرعب الإندونيسيين في مرحلة ما من تاريخ بلادهم، لكن على ما يبدو أن الأمور تغيرت، فالآن بات شخصية لطيفة محبوبة يعشقها الجميع.

غزو إسرائيل لرفح يثير مخاوف العالم

الاجتياح البري لمدينة رفح جنوبي قطاع غزة هو قرار تستعد القوات الإسرائيلية لتنفيذه خلال الأيام المقبلة.

ذوي الاحتياجات الخاصة…دعمهم الاجتماعي واجب

حرر بواسطة:

تعتبر فئات الاحتياجات الخاصة ظاهرة اجتماعية وتربوية ونفسية لما تتميز به من خصائص، ولها متطلبات معرفية واجتماعية لكي يتحقق لها التوافق النفسي والاجتماعي. 

 يعاني بعض الأفراد في المجتمعِ من أمراض تحد من قدراتهم العقليّة، والجسديّة، والنفسيّة، والتي تُؤثر بشكلٍ كاملٍ على حياتهم، لذا فهم يحتاجون إلى عناية خاصّة تتناسب مع متطلّباتهم واحتياجاتهم، ويُطلق على هذه الفئة من الأفراد مُسمى ذوي الاحتياجات الخاصّة. ويختلف حجم مشكلاتهم، والطبيعة الخاصّة بها من مُجتمعٍ إلى آخر؛ من خلال الاعتماد على توفير الوسائل والطُّرق للتعامل معهم بطريقة صحيحة ومناسبة لحالتهم الخاصّة. 

مفهوم الاحتياجات الخاصة 

تُعرفُ الاحتياجات الخاصّة Special Needs بأنّها عبارة عن مجموعة من المظاهر التي تظهر على الأطفال في أعمار مُبكّرة، أو قد يتأخر ظهورها حتّى عمر متأخّر، تجعلهم يواجهون صعوبات في مجالات متعدّدة، وخصوصاً المجال الاجتماعيّ، والمجال التعليميّ. ومن التّعريفات الأُخرى لمفهوم الاحتياجات الخاصّة ظهور صعوبات في التعلّم والتعرّف على الحاجات الأساسيّة للإنسان، وإدراك المعارف الأوليّة المرتبطة بالفهم، والانتباه، والكلام، والقدرة على تكوين بعض الجُمل الطّويلة، وعدم التّركيز، وغيرها من العوامل الأُخرى التي تدلُّ على أنّ الطّفل من ذوي الاحتياجات الخاصّة، ويحتاجُ إلى وجود رعاية مناسبة له؛ حتّى يتمكّن من العودة إلى الحياة الطبيعيّة، ما لم تكن الحاجة الخاصّة به ذات أسباب عقليّة أو جسديّة. 

عوامل تؤثر على الحاجات الخاصّة  

أهمّها المعيار المستخدم من قبل الأفراد الأسوياء في إدراك مفهوم ومعنى الاحتياجات الخاصّة، ومن ثمّ البحث عن الوسائل المناسبة للتّعامل مع العوامل الخاصّة بهم، وأهمها: الصّحيّة، والثّقافيّة، والاجتماعيّة، والتعليميّة 

 تحدّيات يعاني منها ذوو الاحتياجات الخاصة 

توجدُ مجموعة من التحدّيات التي يعاني منها ذوو الاحتياجات الخاصّة والتي تؤثر على حياتهم وعلى حياة عائلاتهم؛ لأنّها تحتاج إلى استخدام نمط معيّن للعناية بهم، ممّا قد يجعلهم يواجهون العديد من الصعوبات في التأقلم مع البيئة المحيطة بهم، ومن أهمّ أنواع هذه التّحديات ما يأتي: 

  1. التحديات السلوكية:  

هي عبارة عن مجموعة من الاضطرابات التي تؤثر على ذوي الاحتياجات الخاصّة، والتي تؤدي إلى صدور مجموعة من السلوكات غير المألوفة أو غير الطبيعيّة عنهم؛ بسبب معاناتهم خللاً بوظائف الإدراك العامّة، وتُسبّب التحدّيات السلوكيّة العديد من العوائق لهم، وتمنعهم من التأقلم مع الحياة بطريقة صحيحة. 

  1. الصحّة العقليّة:  

هي قياس للحالة الصحيّة لعقل ذوي الاحتياجات الخاصّة، وتتراوح بين الحالات البسيطة والصعبة؛ وعادة ترتبط الصحة العقلية بالإصابة بإحدى الاضطرابات التي يُطلق عليها مسمى المُتلازمات؛ وهي عبارة عن حالات خاصّة تولد مع الطفل وتستمر أغلبها مدى الحياة، وأيضاً قد يتم التخلّص منها عن طريق توفير علاجات دوائية وتأهيلية معينة، ومن أهم هذه المُتلازمات: متلازمة داون، والاكتئاب والقلق، وغيرها.  

  1. مشكلات التّعليم والتعلّم:  

هي من أصعب أنواع التحديات التي تواجه ذوي الاحتياجات الخاصّة وعائلاتهم؛ إذ بسبب قلة الخبرة الكافية حول الطرق المناسبة للتعامل معهم منذ مرحلة الطفولة، ينتج عن ذلك استمرار الحالة الخاصّة معهم، وقد يؤدي إلى تطورها بسبب التعامل مع الطفل على أنّه مشكلة يجب تجنبها بدلاً من التعامل معها ومحاولة البحث عن حلول لها؛ لذلك يصبح من الصعب تعليمهم، أو تلقينهم أي نوعٍ من أنواع المعارف مع مرور الوقت.  

  1. قضايا النمو:  

هي مجموعة من القضايا التي تواجه الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصّة، وتجعلهم غير قادرين على النّمو بشكلٍ صحيح، سواءً أكان هذا النمو عقليّاً، أو نفسيّاً؛ إذ يستمر النمو الجسدي عندهم، ولكن بغياب أي علامات على التطور العقلي، مما يجعلهم يعيشون في مرحلة عمرية جسدية تختلف عن المرحلة العمرية العقلية.  

أنواع الاحتياجات الخاصة 

 توجد أربع فئات رئيسية تصنّف الاحتياجات الخاصة بناءً عليها، وهي: 

  1. الاحتياجات الخاصة الاجتماعيّة، والسلوكيّة، والعاطفيّة، ومن أهمها:  

مرض التوحّد، الاضطراب السلوكي العاطفي، اضطراب العناد الشديد، اضطراب فرط النشاط والحركة، نوبات الغضب واضطراب الوسواس القهريّ.  

  1. الاحتياجات الخاصة التعليميّة والإدراكيّة، ومن أهمها:  

صعوبات التعلم المحدودة، مثل: صعوبة القراءة والكتابة، أو عدم القدرة على فهم العمليّات الحسابيّة البسيطة، صعوبات التعلم المُعتدلة (المُتوسطة)، مثل: التأخّر في معرفة اللّغة والتي تشمل عدم القدرة على القراءة أو الكتابة أو الكلام، صعوبات التعلّم الشّديدة، مثل: الاضطرابات الخاصّة الفكريّة أو النفسيّة، والتي ينتج عنها صعوبة في التّواصل مع الآخرين وتشتّت في الانتباه، صعوبات التعلّم الجسديّة مثل: الإعاقات الجسديّة والتي يصعب علاجها.  

  1. الاحتياجات الخاصّة التواصلية والتفاعلية، ومن أهمّها:  

الصّعوبة المُطلقة في النّطق أو الاستماع واضطراب طيف التوحّد. 

  1. الاحتياجات الخاصّة الجسديّة، ومن أهمها:  

انعدام البصر، ضعف أو غياب السّمع، الإعاقة الجسميّة الكُليّة مثل: شلل الأطفال. 

لمحة عن حقوق الإنسان للأشخاص ذوي الإعاقة 

الأشخاص ذوو الإعاقة من التمييز ومن حواجز تقيد مشاركتهم اليومية في المجتمع على قدم المساواة مع غيرهم. وغالبًا ما يُحرمون من حقوقهم في إدماجهم في المدرسة ومكان العمل مثلاً، وفي العيش بشكل مستقل في المجتمع، وفي التصويت، والمشاركة في الأنشطة الرياضية والثقافية، والتمتع بالحماية الاجتماعية، والوصول إلى العدالة، والموافقة على العلاج الطبي أو رفضه، وفي إبرام التزامات قانونية بحرية مثل فتح حساب مصرفي ووراثة العقارات أو شرائها. 

ويعيش عدد غير متناسب من الأشخاص ذوي الإعاقة في البلدان النامية، حيث كثيرًا ما يتعرضون للتهميش ويعانون الفقر المدقع. وخلال حالات الطوارئ الإنسانية، لا يتم شمل الأشخاص ذوي الإعاقة بشكل متكرر، فيما بالكاد يحق لهم الإدلاء برأيهم في إعادة بناء حياتهم ومجتمعاتهم أو لا يحقّ لهم بذلك بتاتًا حتّى. 

يجب تطبيق الحماية المنصوص عليها في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان والمكفولة في معاهدات أخرى لحقوق الإنسان، على الجميع. لكن الأشخاص ذوي الإعاقة ظلوا إلى حد كبير “غير مرئيّين”، وغالبًا ما استُبعِدوا عن المناقشات بشأن الحقوق، وحرموا من التمتع بالمجموعة الكاملة لحقوق الإنسان ومن ممارستها. 

وأشارت اتفاقية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، التي تمَّ اعتمادها في العام 2006 ودخلت حيز التنفيذ في العام 2008، إلى “تحول نموذجي” من النهج التقليدية الموجهة للأعمال الخيرية والقائمة على أساس طبي في التعامل مع الإعاقة إلى نهج قائم على حقوق الإنسان. وتدعو الاتفاقية إلى إدماج الأشخاص ذوي الإعاقة ومشاركتهم في جميع حقوق الإنسان والخطط الإنمائية والإنسانية، وتسلط الضوء على حقوق النساء ذوي الإعاقة والأطفال ذوي الإعاقة وتمكينهم بوصفهم فئات تتعرض لأشكال متعددة ومتداخلة من التمييز. 

وأكدت مفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان ميشيل باشيليت من جهتها، أن “اتفاقية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة ليست أداةً مخصصة للأشخاص ذوي الإعاقة فحسب، بل إن مبادئها وأحكامها تفيد الأسرة البشرية بكاملها، لأنها تعزز الاستجابات التي نعتمدها لمكافحة الاستبعاد والتمييز، وتبين في الواقع، شأنها شأن أهداف التنمية المستدامة، أن الوصول أولاً إلى من تمّ استبعاده أصلاً هو الأساس لشمل الجميع من دون أيّ استثناء.” 

 تأهيل ذوي الاحتياجات الخاصة  

تأهيل ذوي الاحتياجات الخاصّة عبارة عن مجموعة من الطرق والوسائل المستخدمة في مساعدة كل الأفراد الذين يعانون من حالات خاصّة، عن طريق مساعدتهم على التأقلم مع المجتمع المحيط بهم، من خلال دمجهم مع البيئة التي يوجدون فيها، ومساعدة أفراد عائلاتهم على فهم كيفية التعامل معهم.  

وهناك العديد من الوسائل التي تساعد على تأهيلهم، ومن أهمها: 

  1. توفير خدمات الرعاية الصحيّة والتأهيليّة لذوي الاحتياجات الخاصّة؛ من خلال الاستعانة بالمراكز المُتخصّصة في تعليمهم وتأهيلهم ليصبحوا قادرين على التأقلم مع المجتمع. 
  1. التدخل العلاجي المُبكّر الذي يساعد في تدارك الحاجة الخاصّة، وخصوصاً العقليّة أو النفسيّة، مما يساهم في الوصول إلى حلول جذريّة لها عن طريق الاستعانة بالحضانات المُخصّصة للأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصّة.  
  1. العمل على دمجِ الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصّة مع الصفوف العادية؛ من أجل مساعدتهم تعليمياً على التّأقلمِ مع حالتهم الخاصّة، والعمل على تطوير قدراتهم الأساسيّة في فهم المعارف الأولى بطريقة مناسبة.  
  1. سنّ القوانين الخاصة بذوي الاحتياجات الخاصة؛ بحيث توفّر لهم العيش بأمان ضمن المجتمع، كما تُوفّر لهم الحماية التامّة لحقوقهم الشرعية دون المساس بها.  
  1. توفير مراكز خاصة: بحيث لا يقتصر دورها على توفير أساليب التشخيص لحالات الإعاقة، بل يتعدّى ذلك بكثير؛ بحيث تعمل هذه المراكز على تأهيل المعاقين وتدريبهم وتمكينهم ضمن المجتمع والأسرة، كما تستهدف أفراد أسرة المعاق بعدّة دورات تثقيفية وتوعوية بأهميّة دورهم في المنزل، والاستمرار بتقديم خدمات التأهيل والدعم للفرد المعاق، بالإضافة إلى توفير جلسات التفريغ النفسي للآباء المتأثرين نفسياً بحالة طفلهم المعاق.  

صعوبات الاحتياجات الخاصة في الوطن العربي  

تتراوحُ نسبُ الأفراد الذين يعانون من الاحتياجات الخاصّة في الوطن العربيّ بين 0.4%-4.9% من النسبة الإجمالية للسكان، ويواجه ذوو الاحتياجات الخاصّة في الوطن العربي مجموعة من الصعوبات التي تؤثر على حياتهم، من أهمّها:  

صعوبة توفير الرعاية الصحية الخاصّة بهم، ومعاناتهم من سوء فهم حاجاتهم الخاصّة التي تشمل سوء التّغذية، وصعوبة توفير العلاج المناسب لحالاتهم المرضيّة. كما يواجهون مشكلات في التعليم بسبب قلّة عدد المدارس الخاصّة بهم، والصعوبة في دمجهم في سوق العمل؛ حيث إنّهم من الفئات الاجتماعية التي تتعرض للتهميش في العديدِ من الأماكن، وخصوصاً القرى والأرياف والمناطق الفقيرة. 

السبيل الأمثل لدمج ذوي الإعاقة في المجتمعات العربية 

تؤكد الأمم المتحدة على ضرورة إشراك المعاقين، في كافة برامج التنمية في كل الدول، والتعامل معهم على أنهم شريحة أساسية من المجتمع، وكذلك التوعية الشاملة بحقوقهم الصحية وتوعية أسرهم بالخدمات التي تمنح لهم بالمجان، ثم ترسيخ مفهوم تكافؤ الفرص بين الأصحاء والمعاقين بهدف تعامل مجتمعي أفضل. 

وقد عرفت منظمة الصحة العالمية مصطلح الإعاقة، بأنه يشير إلى العجز وعدم القدرة على القيام بالمشاركات والنشاطات، بفعل مشكلة هيكلية في جسم الإنسان، بما يجعله غير قادر على القيام بالأعمال والأنشطة الأساسية المعتادة، وعادة ما تمثل الإعاقة وفقا لمختصين انخفاضا في إمكانية حصول المعاق على متطلباته، وخاصة العمل الذي يناسبه ويتوافق مع قدراته. 

يذكر أن منظمة الأمم المتحدة بدأت إحياء اليوم العالمي لذوي الإعاقة منذ العام 1992 بهدف دعم هذه الشريحة وزيادة الفهم لقضاياه. 

تأثير البيئة المحيطة على ذوي الاحتياجات الخاصة 

 تلعب البيئة المحيطة بأصحاب الإعاقة مهما كان نوعها دوراً مهماً في التطور الإيجابي أو السلبي للإعاقة، والروح المعنوية والراحة النفسية للمعاق، والتي تنقسم بشكل رئيسي إلى بيئتين: 

البيئة الإيجابية: وهي البيئة الداعمة للفرد المعاق الموجود ضمنها؛ بحيث تتقبّل إعاقته وتحتضنه وتوفّر له الدعم النفسي والمعنوي، بالإضافة إلى دفعه نحو التطوّر والتقدم من خلال ضمه إلى المراكز العلاجية المناسبة. 

 البيئة السلبية: هي البيئة التي يبقى أفرادها غير متقبّلين لوجود فرد معاق بينهم، مما ينعكس بشكل سلبي على نفسية ومعنوية الفرد المعاق، ويجعل من الصعب عليه التطوّر والتقدم في العلاج.

حرر بواسطة:

  • تالا الحريري

    كاتبة مقالات ومراسلة ميدانية
    بيروت، لبنان
    جامعة بيروت العربية (لبنان) – بكالوريوس في الصحافة والإعلام (2022)


    انضمت تالا الحريري، كاتبة مقالات ومراسلة ميدانية، إلى قسم التحرير العام لمجلة إيكوبوست الإلكترونية في شتنبر 2023. تشغل المهمة ذاتها في موقع إلكتروني يدعى "لبنان الكبير" منذ سنتين. حاصلة على شهادات في العديد من الدورات التدريبية في المجال الصحافي أهمها من معهد الجزيرة للاعلام، قناة الجديد وشركة آي ليد، وشبكة الصحفيين الدوليين...