ذات صلة

آخر المقالات

أغلى زفاف في التاريخ

احتفالات أغلى زفاف في التاريخ لعريس وعروس ينتميان لأثرى عائلات الهند وآسيا، تقام في مدينة جامنغار الهندية.

ثورة الفلاحين تشعل أوروبا

غضب الفلاحين يصيب القارة العجوز، ويحدث فوضى عارمة في معظم بلدانها، إذ يطالب الفلاحون تخفيض أسعار الوقود والأسمدة ودعم المنتجات المحلية ووضع حدٍّ للظلم الذي يتعرضون له من الاتحاد الأوروبي.

أو جي سيمبسون – محاكمة القرن (الجزء الثاني)

كيفاش نجا أو جي سيمبسون نجم من نجوم كرة القدم الأمريكية من عقاب الجريمة البشعة اللي كايضن البعض حتى الآن أنه ارتكبها؟

“برابو سوبيانتو” رجل عدواني أم جد محبوب؟

برابوو سوبيانتو" اسم لطالما أرعب الإندونيسيين في مرحلة ما من تاريخ بلادهم، لكن على ما يبدو أن الأمور تغيرت، فالآن بات شخصية لطيفة محبوبة يعشقها الجميع.

غزو إسرائيل لرفح يثير مخاوف العالم

الاجتياح البري لمدينة رفح جنوبي قطاع غزة هو قرار تستعد القوات الإسرائيلية لتنفيذه خلال الأيام المقبلة.

جرائم قتل النساء في ازدياد… ما هي سيكولوجية ودوافع القاتل؟

حرر بواسطة:

تزداد جرائم قتل النساء مع مرور الوقت ولم تعد تقتصر على جرائم الشرف، فأي انتقام رجل بات يُترجم بقتل النساء بأبشع الطرق.  

تُوضع بعض الجرائم تحت مسمى جريمة الشرف، كي يبرر الجاني فعلته ويخفف من عقوبته فيما أنّ لا اثباتات واضحة تبيّن وجود أي فعل يمس الشرف من قبل المرأة. والغريب أنّ أهل المجني عليها (المرأة) يساندون القاتل بحجة استرجاع شرفهم، وهذا ما يخفف عقوبته ويمنعه من المحاكمة. عدا عن جرائم الشرف باتت جرائم قتل النساء تحدث من شدة الحب، فقد يدفع الحب وجنون التملك الرجل الى قتل زوجته في حال وقع خلاف بينهما أو قررت هجره. لم يعد غالبية الرجال يتجهون للطلاق عند الخلاف، بل يرون أنّ الحل الانسب هو الانتقام من المرأة وقتلها، وهذا يعكس عدم الاتزان وغياب الوعي السليم عن هذه الفئات بالإضافة إلى وجود اضطرابات نفسية. 

بعض من دوافع القتل لدى الرجال 

حدد رائد طب النفس الأمريكي بارك ديتز، والذي كان مرجعا استشاريا، في العديد من الجرائم الجنائية بالولايات المتحدة، عوامل أخرى قد تدفع الزوج أو الزوجة إلى قتل الشريك، ومن أبرزها وفقا لديتز الخوف من الهجر والخسارة، وفي بعض من القضايا يقول ديتز إنه قرأ تصريحات للقتلة من الأزواج، يعبرون فيها عن الخوف الذي يسيطر عليهم، من أن تتركهم شريكاتهم، ويكون لهن حياة أخرى، مع شخص آخر، ويصف ديتز هؤلاء بأنهم شخصيات تعاني اضطرابا عاطفيا. 

ومن بين ما يطرحه ديتز أيضا من دوافع الغيرة الجنسية وعبر استشارات قدمها في قضايا قتل زوجات، يقول ديتز، إنه وفي تلك الحالات ليس شرطا أن تكون الزوجة قد ارتكبت خيانة زوجية علم بأمرها الزوج، فمغازلة شخص لها قد تكون كافية لإشعال فتيل الغضب بداخله، وهو ما وصفه ديتز بالتملك الجنسي. 

نتذكر كُلاََّ من شيماء جمال، لبنى منصور، إيمان ارشيد، ونيرة أشرف … اللواتي وقعن ضحية قتل منهن بسبب أزواجهن ومنهن بسبب رفضهن للارتباط. وفي لبنان قتل حوالي 6 سيدات على أيدي أزواجهنّ خلال الشهرين الأولين من عام 2023، حسب إحصائيات منظمة “كفى عنف واستغلال” الناشطة في مجال الدفاع عن حقوق المرأة والمطالبة بقوانين عادلة للمواطنات النساء. وتُنفذ عمليات القتل بوحشية فإما ذبح أو قتل ب 10 رصاصات أو دهساً بالسيارة وغيره من الطرق البشعة. 

يشير الأطباء النفسيون في كتاب نشروه بجامعة أكسفورد تحت عنوان “باسم الحب: التفكير الرومانسي وضحاياه”، إلى أن التفسيرات السائدة لقتل الرجل لزوجته، دائمًا ما تشير إلى التملك الذكوري والغيرة، أو تطور طبيعي للسلوك العنيف للزوج، والذي يكون قد استمر فترة طويلة في الماضي، ولكن النظرية التي يطرحها هذا الكتاب أن هناك دافعًا آخر وهو الحب. 

يوضح الكتاب أن النظرية المطروحة، لا تنفي العنف الذكوري المتجسد في قتل الزوجة، ولكنها تناقش أن هناك دافعًا نفسيا آخر وراء القتل، مؤكدين أن الحب واليأس قد يدفعان طرفًا في العلاقة، لقتل الطرف الآخر وتدميره، حتى لو كان في ذلك تدمير لنفسه أيضا. 

حسب هيومن رايتس واتش، أعمال العنف، عادة القتل، التي يرتكبها أفراد الأسرة من الذكور ضد أفراد الأسرة من الإناث، باعتبارهن قد جلبن العار إلى الأسرة. قد تكون المرأة مستهدفة من قبل أفراد عائلتها لمجموعة متنوعة من الأسباب، عندما تخطو خارج دورها الاجتماعي المقرر لها، بما في ذلك رفض الدخول في زواج مرتب، كونها ضحية لاعتداء جنسي، سعيها للحصول على الطلاق – ولو كان من زوج عنيف – كونها ارتكبت الزنا أو حتى عند الشك بسلوك شائن. وبذلك، فان مجرد التصور أن المرأة قد تصرفت بطريقة “تخزي” أسرتها يكفي للتعرض لحياتها (لجنة وضع المرأة، 2004). إلا انه حاليا يستخدم مصطلح “الجرائم التي ترتكب باسم الشرف” للدلالة على أعمال العنف هذه. 

أحكام جريمة الشرف في القانون 

في القانون اللبناني ما قد يعفي الفاعل من العقاب أو ما يعطيه عذراً مخففاً عند ارتكابه لجريمة الشرف هو في حال فاجأ زوجه، أو أحد أصوله، أو فروعه، أو أخته في حالة الزنى المشهود أو التلبّس بالمُواقعة، أو الجماع غير المشروع أو في حالة مريبة مع آخر. 

وقد دلّت الأحكام القضائية أن المجني عليهن هن دائماً من النساء اللواتي يتعرّضن للقتل أو الإيذاء عند مفاجأتهن بارتكاب جرم الزنى المشهود أو الجماع غير المشروع. والقاتل أو مرتكب جرم الإيذاء هو دائماً الرجال، فيكون إما الزوج، أو الابن، أو الأب، أو الأخ. إذ لم تلحظ قصور العدل حتى الآن قضية ارتكبت فيها امرأة مثل هذه الجرائم، بأن أقدمت امرأة على قتل زوجها، أو ابنها، أو أبيها، أو أخيها لدى مفاجأتها أحدهم بجرم الزنى المشهود أو الجماع غير المشروع. 
إن لفظة “زوج” تنطبق لغوياً على الزوج والزوجة معاً، وتصح أن تطلق على الزوج الرجل كما تطلق على الزوجة. 
وتبيّن الاجتهادات القضائية أن الأسباب التي يتذرّع بها الزوج لتبرير جرمه هي الخيانة الزوجية، أما الأسباب التي يتذرّع بها الأب أو الأخ أو الابن فهي الحبل خارج علاقة الزواج الشرعي، أو فقدان الفتاة عذريتها على الرغم من عدم زواجها وفق الأصول الشرعية المتعارف عليها في المجتمع الشرقي. وهذا النوع من الجرائم كثير الوقوع لدى العشائر والمجتمعات الشرقية المحافظة، حيث يتّخذ رئيس العشيرة، أو الأب، أو الأخ، أو الابن قرار التخلص من المرأة التي تمرّدت على عادات العشيرة أو العائلة وتقاليدها. 

أمّا في بعض الدول العربية الأخرى نذكر بعضاً منها: المملكة العربية السعودية، إن مرتكبي جرائم الشرف قد يواجهون عقوبة بالسجن تصل إلى خمسة عشر عاماً وغرامة تصل إلى مليون ريال (حوالي 266 ألف دولار أمريكي).  

في مصر، يعتبر القانون المصري القتل دفاعا عن الشرف جريمة تخضع للظروف المخففة للدفاع المشروع. وأوضح مفتي الجمهورية الدكتور شوقي علام أن جرائم الشرف جريمة في الشريعة والقانون، وأن من يتضرر من هذا الفعل الشنيع يجب أن يلجأ إلى القضاء بدلاً من اللجوء إلى القصاص خارج نطاق القضاء. وأوضح أستاذ القانون الجنائي أنه في مثل هذه الحالات، ترتبط العقوبة المشددة بجريمة القتل العمد مع سبق الإصرار.  

في العراق، وبموجب المادة 409 من قانون العقوبات العراقي رقم 111 لسنة 1969، تعتبر هذه الجرائم جرائم بسيطة ويعاقب مرتكبوها بالسجن لمدة تصل إلى ثلاث سنوات. على الرغم من ذلك، لا يزال هناك قدر كبير من الجدل حول هذه الجرائم، والتي غالبًا ما يرتكبها أقارب من الذكور في نفس العائلة ضد النساء.  

في الجزائر، تعتبر جرائم الشرف جريمة خطيرة، وقد يواجه من تثبت إدانته عقوبات شديدة. تنص المادة 298 من قانون العقوبات الجزائري على أن المخالفين يمكن أن يُعاقبوا بالسجن لمدة تتراوح بين شهرين وستة أشهر، وكذلك الغرامة التي تصل الى 10000 دينار جزائري. 

مراحل الاقدام على القتل  

وقد قالت الخبيرة البريطانية في علم الإجرام جين مانكتون سميث، في دراسة سابقة بحثت خلالها في 372 جريمة قتل، وقعت في المملكة المتحدة، إن هناك نسقا يتكون من مراحل عديدة يمر بها الرجل قبل أن يقدم على قتل شريكة حياته. 

  1. تاريخ من الملاحقات أو المضايقات قبل الارتباط. 
  1. تسارع وتيرة العلاقة الرومانسية والدخول في علاقة جادة. 
  1. نزعة إلى السيطرة السلوكية تتحكم في العلاقة. 
  1. انطلاق مسيرة السيطرة؛ عبر التهديد بإنهاء العلاقة أو الإعلان عن التعثر ماليا. 
  1. التصعيد؛ عبر تكثيف تكتيكات السيطرة، من ملاحقات أو تهديد بالانتحار. 
  1. تغيير في التفكير؛ واللجوء لطريق آخر هو الانتقام أو القتل. 
  1. التخطيط؛ وشراء سلاح أو تحيّن الفُرص للانفراد بالضحية. 
  1. تنفيذ الجريمة؛ بقتل الشريكة (أو الشريك) وربما جرح آخرين كأطفال الضحية. 

“لطالما كنا نعتمد في البحث عن أسباب القتل على عوامل كالعاطفة والعفوية – ولم يكن ذلك النهج سليما. بالنظر إلى كل تلك الحالات، فثمة تخطيط وعزم، وثمة سيطرة قسرية دائما”. 

سيكولوجية القاتل  

 حسب ما كتبته المعالجة النفسانيّة ميرنا.ك عون “كلّ جريمة لديها سياقها النفسي والاجتماعي الخاصّ ولكلّ قاتل دوافعه ومنطقه النفسي الخاصّ. الأطروحة الرئيسيّة التي دعمتها نتائج أبحاث لمبروزو هي كون فعل الجريمة يرجع الى الاندفاع الخلقي (الخلقي بالمعنى البيولوجي) الذي يحمله الأفراد منذ ولادتهم و يُغذيهم في ما بعد وفي أطوار عمريّة لاحقة إلى ارتكاب الجريمة.  ذهب لمبروزو في أبحاثه أبعد من ذلك حيث قدّم من خلال كتابه الرجل المجرم، الذي أعاد معالجة نظريته في خمس نسخ جرّاء النقد الموجّه لنظريته، تقسيما لأنواع المجرمين وفئاتهم: مجرم بالولادة، مجرم بالتعوّد، مجرم بالجنون، مجرم بالفرصة/الصدفة، مجرم بالعاطفة، المجرم السياسي، المجرم السايكوباتي. 

حاول الباحثون من خلال منهج عيادي (Clinique Prédicteurs) رصد المؤشرات النفسيّة التي يمكن أن تنبئ مسبقا إلى فرضيّة توافر ظروف نفسيّة بعينها تقود الفرد وتحوله الى مجرم قاتل: 

أثناء الطفولة:  

محيط عائلي قاس ومفكّك، عنف الوالدين والتعرّض لصدمات نفسيّة Traumatismes، فقد مبكّر لأحد الأبوين، تربية “باردة” لامبالية وفشل دراسي، مُيُولات وهوس إشعال الحرائق، وتعذيب حيوانات. 

السوابق الجنحية المبكّرة:  

الانحراف العدواني المبكّر، تعدّد التجاوزات خصوصا منها الخطرة، التعرض لأحكام جنائية جرّاء ارتكاب عنف بدني أو جنسي. 

المتّصلة بالجانب الذهني :Mental 

غياب النضج النفسي والمعرفي والأخلاقي المعياري، خطاب عدواني، صعوبة في التعامل والتواصل مع الآخر، سلوكيات إدمان وميل إلى السلوكيات السيكوباتيّة، مزاج انفعالي حاد وعنيف، سلوكيات انفعالية غير متوقّعة Imprévisible، فقدان السيطرة، غياب أحاسيس التعاطف والشفقة، هوامات Fantasmes، عدوانية جنسية وهوس بالنار والحرائق. 

نمط الحياة والتصرّفات الاجتماعيّة:  

عدم تأقلم مع العالم المحيط، بطالة، دعارة، إدمان، حمل أسلحة، قيادة (درّاجات، سيارات…) بطريقة متهوّرة وخطرة، نقد متواصل للمجتمع، الانتماء لمجموعات منحرفة وإجرامية. 

مؤشرات في علاقة بالضحيّة المفترض: 

 القرب الجغرافي والعاطفي مع الضحيّة، معرفة تامّة بالضحيّة، التهديدات الكلاميّة و توعُّدات العقاب والقتل. 

الرعاية النفسيّة وعمليات التأهيل والإحاطة النفسيّة:  

فشل متكرّر لعملّيات إعادة التأهيل والإدماج الاجتماعي والنفسي، غياب برامج حياتيّة وتطلّعات مستقبليّة، نظرة سلبية ورافضة لأيّ تدخّل علاجي طبّي أو نفسي، غياب متكرّر عن حصص العلاج وإعادة التأهيل، رفض التدخّل العلاجي بأنواعه، حالة من توتر مع الإطار الطبّي والنفسي المعالج… 

مؤشرات ما قبل القيام بالجريمة: 

وضعية نفسيّة متأزمة، حالة ضغطStress  وقلق Anxiété ، بوادر الولوج إلى حالة اكتئاب   Dépression.  أفكار متعلّقة بالانتحار والموت، الإفراط في استهلاك الكحول والمواد المخدرة، رغبة ملحة في إيذاء النفس والآخر (Sadomasochisme)، إعداد تصوّرات ومخطّطات للقيام بالعنف وارتكاب الجريمة. 

في اعتقادنا أنّه وإن كانت مكوّنات الشخصيّة قد تعرضّت لردّات وصدمات نفسيّة دفعتها لتصبح حاملة لميول عدوانية إجرامية كالقتل العمد، فذلك لا يعني مرورها مباشرة إلى ارتكاب فعل الجريمة والقتل. فالظرف أو الوضعيّة التي يوجد فيها المجرم هو ما سيحدّد ارتكابه القتل من عدمه. توافر مثلا وضعيات معيّنة، ظروف نفسيّة أو خارجيّة تؤجج في المجرم ما قبل القتل المرور إلى فعل القتل نفسه”. 

حرر بواسطة:

  • تالا الحريري

    كاتبة مقالات ومراسلة ميدانية
    بيروت، لبنان
    جامعة بيروت العربية (لبنان) – بكالوريوس في الصحافة والإعلام (2022)


    انضمت تالا الحريري، كاتبة مقالات ومراسلة ميدانية، إلى قسم التحرير العام لمجلة إيكوبوست الإلكترونية في شتنبر 2023. تشغل المهمة ذاتها في موقع إلكتروني يدعى "لبنان الكبير" منذ سنتين. حاصلة على شهادات في العديد من الدورات التدريبية في المجال الصحافي أهمها من معهد الجزيرة للاعلام، قناة الجديد وشركة آي ليد، وشبكة الصحفيين الدوليين...