ذات صلة

آخر المقالات

أغلى زفاف في التاريخ

احتفالات أغلى زفاف في التاريخ لعريس وعروس ينتميان لأثرى عائلات الهند وآسيا، تقام في مدينة جامنغار الهندية.

ثورة الفلاحين تشعل أوروبا

غضب الفلاحين يصيب القارة العجوز، ويحدث فوضى عارمة في معظم بلدانها، إذ يطالب الفلاحون تخفيض أسعار الوقود والأسمدة ودعم المنتجات المحلية ووضع حدٍّ للظلم الذي يتعرضون له من الاتحاد الأوروبي.

أو جي سيمبسون – محاكمة القرن (الجزء الثاني)

كيفاش نجا أو جي سيمبسون نجم من نجوم كرة القدم الأمريكية من عقاب الجريمة البشعة اللي كايضن البعض حتى الآن أنه ارتكبها؟

“برابو سوبيانتو” رجل عدواني أم جد محبوب؟

برابوو سوبيانتو" اسم لطالما أرعب الإندونيسيين في مرحلة ما من تاريخ بلادهم، لكن على ما يبدو أن الأمور تغيرت، فالآن بات شخصية لطيفة محبوبة يعشقها الجميع.

غزو إسرائيل لرفح يثير مخاوف العالم

الاجتياح البري لمدينة رفح جنوبي قطاع غزة هو قرار تستعد القوات الإسرائيلية لتنفيذه خلال الأيام المقبلة.

تقنية التأمل … فوائدها وأهم أسسها

حرر بواسطة:

يعاني العديد من الأشخاص ضغوطات كثيرة في الحياة، منهم من يعاني ضغطاََ نفسيّاََ مُتعباََ يُرهقه ويُفقده الرغبة في الاستمرار. وعلى الرغم من صعوبة هذا الإحساس فإن هناك حلولاََ وطرقاََ قد تساعدك عزيزي القارئ في التخلص من التوتر والضغط الذي تعيشه. التأمل هو أحد هذه الطرق التي رغم قِدم ممارسته منذ آلاف السنين فإنه ظهر بقوة مرة أخرى في السنوات الأخيرة إثر الثورة التكنولوجية التي ساهمت في انتشاره. فما هو التأمل؟ وماهي فوائده؟ وما مدى تأثيره على الصحة النفسية؟ 

تعريف التأمل 

التأمل هو ممارسة تتعلق بالأساس بالعمل على العقل أولا والتدريب على الوعي ثانياً، إذ من خلال هذه الممارسة تصبح قادراً على تصفية ذهنك من كل الأفكار المشوشة التي تجول فيه، وتتمكن عزيزي القارئ من التركيز بشكل أحسن من قبل اعتماداً على مجموعة من التقنيات العقلية والجسدية التي يقوم عليها التأمل. 

عند ممارسة التأمل يتمكن الشخص من السيطرة على عقله الباطني، وبالتالي ينعكس هذا إيجابياً على حياة كلٍ منا. كما سبق أن ذكرنا أعلاه أن ممارسة تقنية التأمل تعود لعقود من الزمن إلا أن الغوص في بحر ممارسات التأمل والبحث فيها بالتفصيل لم يبدأ إلا خلال السنوات القليلة الماضية، حيث ساعدت الثورة التكنولوجية في انتشار التأمل بشكل واسع، ليصبح اليوم بالنسبة لفئة كبيرة من بين الممارسات اليومية الضرورية التي تُساعدهم على التحكم بشكل كبير في مختلف أنواع التوتر، وكذا السيطرة على المشاعر السلبية كالخوف أو الاكتئاب الخفيف. 

فوائد التأمل 

  • التقليل من الإجهاد والتوتر 

يُعد التأمل من بين السبل الأكثر شيوعاً وفعاليةً في التقليل والتحكم في التوتر، إذ حسب دراسة نشرت على موقع المركز الوطني الأمريكي لمعلومات التكنولوجيا الحيوية، والتي خلُصت إلى أن التأمل يؤدي دورا مهماً في التخلص من الضغط النفسي. وأكدت الدراسة على ضرورة إدراك الأطباء النفسيين للفرق الذي يُحدثه برنامج التأمل وتوعية مرضاهم بأهميته في معالجة الضغط النفسي والتوتر اللذين يؤثران على سير حياتهم. 

يؤثر الإجهاد العقلي والجسدي الناجم من الضغط اليومي على زيادة مستويات هرمون التوتر الكورتيزول، ويترتب على ذلك ظهور العديد من الآثار الضارة للتوتر، على سبيل المثال إطلاق مواد كيميائية التهابية تسمى السيتوكينات. هذه التأثيرات التي تخرب جودة النوم وتعزز الاكتئاب والقلق، وتزيد من ضغط الدم وتساهم في ظهور علامات التعب طويلة الأمد. لكن ممارسة التأمل تساعد بشكل كبير في التخلص من مُعظم هذه التأثيرات السلبية التي يُحدثها التوتر كمتلازمة القولون العصبي، واضطراب ما بعد الصدمة، والألم العضلي الليفي، وبالتالي يُحسن من صحتك النفسية التي تنعكس إيجابيا على الصحة الجسدية. 

  • التحكم في القلق 

أظهرت دراسة حول تحليل تلويٍ شمل حوالي 1300 شخص بالغ، أن للتأمل تأثيراََ على تقليل القلق، خاصة عند أولئك الذين لديهم مستويات أعلى من القلق. فيما أثبتت دراسة أخرى أن اعتماد التأمل يساعد في السيطرة على القلق المرتبط بالعمل، وكذا ظهور تحسن بعد مدة في مشاعر الرفاهية وانخفاض في الضيق والضغط الوظيفي. 

  • تعزيز الصحة العاطفية 

يُساعد التأمل بشتى أنواعه على تحسين الصورة الذاتية وبناء نظرة أكثر إيجابية للحياة، حيث وجدت عدة دراسات أجريت في هذا الصدد أن الأشخاص الذين تلقوا علاجاً بالتأمل لاحظوا انخفاضا ملحوظا في أعراض الاكتئاب لديهم. وكما سبق أن ذكرنا أن المواد الكيميائية الالتهابية التي تسمى السيتوكينات والتي يتم إفرازها جراء التوتر، هي أيضا قد تؤثر سلباً على الحالة المزاجية للشخص مما قد يتسبب في ما بعد في الاكتئاب. وبما أن التأمل يساهم في شكل كبير في خفض هذه المواد الكيميائية الالتهابية، الأمر الذي يساعد في التخلص من الاكتئاب والأفكار السلبية والتفكير بكل ما هو إيجابي. 

  • تعزيز الوعي الذاتي 

من خلال جلسات للتأمل ستلاحظ عزيزي القارئ أنك أصبحت تفهم نفسك وعقلك وجسدك أكثر من قبل، وكذا ستتغير طريقة تعاملك مع من حولك، بحيث ستحاول تفادي كل من يجلب لك أموراً أو أفكاراً سلبية. يُغير التأمل طريقة تفكيرك إذ يمكنك من الغوص في أفكارك واختيار ما هو جيد وحذف كل ما هو سيئ، كما يُساعدك على التصالح مع ماضي أليم مثلا لتتمكن من الإيمان بنفسك وقدرتك من جديد وتتغلب على كل التحديات الصعبة التي تواجهك. 

  • التقليل من فقدان الذاكرة المرتبط بالعمر 

أظهرت الدراسات أن تقنية التأمل حسنت من أداء الأشخاص الذين يعانون فقدان الذاكرة المرتبط بالعمر في الاختبارات النفسية العصبية. فيما أبانت دراسات أخرى أن مختلف أساليب التأمل المتعددة تزيد من الانتباه والذاكرة والسرعة العقلية لدى الأشخاص الأكبر سنًا. كما يمكن أن تحسن الذاكرة جزئيًا على الأقل لدى المرضى المصابين بالخرف. 

  • التعامل بلطف 

تحفز جلسات التأمل مشاعر المحبة والإيجابية في حياة كل من يمارسها، حيث تطور من خلالها طريقة تعاملك وتفكيرك تجاه نفسك أولا وتجاه الآخرين، إذ تُصبح لطيفاً ومتسامحاً أكثر من قبل. لتُصبح حياتك بعد هذه الجلسات عبارة عن سلام تام ومحبة عارمة. 

  • مكافحة الإدمان 

إذا كنت يا عزيزي القارئ مدمناً وتستهلك المخدرات، فإن جلسات التأمل من بين أهم الطرق وأكثرها فعالية في مساعدتك على مكافحة إدمانك، إذ من خلال جلسات التأمل المنتظمة والتي تُولد عندك انضباطاً عقلياً قد يساعدك في ضبط نفسك وتذكير نفسك دائماً بأضرار الإدمان التي قد تدمر حياتك وصحتك في يوم من الأيام. 

أنواع التأمل 

للتأمل أنواع متعددة تختص كل واحدة فيها بفوائد وخصائص مختلفة، تحفز لدينا كل مشاعر الإيجابية والسلام. وتتجلى فيما يلي: 

  • التأمل المُوَجه 

وهو من بين طرق التأمل التي ترتكز على تصور أو تكوين صور ذهنية لكل ما ترتاح له، كالأماكن التي تحب الذهاب إليها أو المواقف التي تُشعرك بالسعادة. ويقوم هذا النوع بالأساس على استخدام معظم حواسك كي تستطيع تطبيقه بطريقة مُثلى من خلال اتباع ما يقوله لك مُرشدك او مُعلمك. 

  • التأمل الذهني 

هذا النوع من بين أنواع التأمل التي ترتكز على الوعي بشكل أساسي، إذ يُحفز عندك اليقظة الذهنية وبالتالي تُصبح أكثر اتزاناً ذهنياً، مُركزاً على أنفاسك العميقة، مراقباً لأفكارك وعواطفك دون إعطائها أي حكم. 

  • تشي كونغ  

من بين طرق التأمل التي تقوم على الطب الصيني والتقليدي، حيث تجمع ما بين التأمل والاسترخاء مع حركات جسدية لطيفة إلى جانب ضبط تمارين التنفس. 

  • اليوغا 

وهي من أكثر ممارسات التأمل شيوعاً، حيث يمارسها الأشخاص بطريقة مُنتظمة، إذ هي عبارة عن سلسلة من الحركات مع تمارين التنفس المُحكم، وتتطلب توازناً وتركيزاً عاليين في اللحظة الآنية، وهو ما يعزز عندك مع مرور الوقت جسماََ مرناََ أكثر وعقلاََ هادئاََ ومُتزناََ.  

هناك عدة أنواع أخرى للتأمل ك: 

  • التأمل التجاوزي 
  • تأمل التعويذة 
  • تأمل تاي تشي 

كيف تتأمل؟ 

حسب المُتخصصين في هذا المجال فليس هناك طريقة واحدة يتبعها الجميع لممارسة التأمل، فلكل مُدرب أو معلم طريقته الخاصة وطرقه الفريدة، كما تختلف الطريقة على حسب نوع التأمل الذي اخترته أو الذي نصحك به أحد من معارفك أو أحد المتخصصين. لكن رغم اختلاف الطرق فهناك نقط رئيسية ترتكز عليها كل أنواع التأمل. وتتجلى هذه النقط في ما يلي: 

  • التركيز الذي يعتبر أهم نقطة من أجل نجاح جلسة التأمل، حيث من الضروري أن تتمكن قدر الإمكان من تركيز انتباهك كي تساعد عقلك على التخلص من كل مسببات التوتر والقلق وفي بعض الأحيان الألم. ويتحقق هذا التركيز من خلال تركيز انتباهك على شيء معين، أو صورة، أو مشهد، أو التركيز على نفسك. 
  • التنفس هو ثاني عنصر لنجاح جلسات التأمل، وتتم عبر أخذ تنفس عميق ومُتوازن وهادئ، من أجل الحصول على مزيد من الأكسجين الذي سيُساعد عزيزي القارئ على تهدئة نفسك والشعور بالاسترخاء المطلوب. 
  • الجلوس في مكان هادئ من بين أسس التأمل خاصة للمبتدئين، إذ عليهم الابتعاد عن كل عوامل التشتيت كالتلفزيون أو الهاتف، أو الراديو. أما بالنسبة للأشخاص الذين لديهم تجربة في التأمل لسنوات، فليس من الضروري أن يكون المكان هادئاً. 
  • الجلوس في وضعية مريحة أيضا مهم، إذ بالرغم من إمكانية ممارسة التأمل سواءً كنت مستلقياً أو جالساً أو في وضعية أخرى، الضروري هو أن تكون مرتاحاً كي تستطيع الاستفادة من التأمل بشكل كبير، والحفاظ على وضعية ثابتة طيلة الجلسة. 

فيا عزيزي القارئ، بعد قراءتك لهذا المقال حاول الجلوس في مكان هادئ وفي وضعية مريحة، تخلص من كل الأفكار والمشتتات التي حولك، واستفد من جلسة تأمل تركز فيها على ذاتك وتتنفس فيها بعمق، ستلاحظ بعد مرور القليل من الوقت من هذه التقنية أنك أصبحت أكثر اتزاناً ووعياً، تبتعد عن كل ما هو سلبي وتفكر في كل ما هو إيجابي. استمتع بجلستك. 

حرر بواسطة:

  • خولة عنقا الإدريسي

    صحافية ومحررة بقسم التحرير العام بإيكوبوست
    الدار البيضاء، المغرب
    المعهد العالي للصحافة والإعلام (الدار البيضاء، المغرب) – إجازة في الصحافة (2018)


    خولة عنقا الإدريسي صحافية مغربية بمجلة إيكوبوست الإلكترونية منذ نونبر 2022. هي خريجة المعهد العالي للصحافة والإعلام بالدار البيضاء سنة 2018، كما شغلت منصب صحافية حرة لمدة طويلة ولها تجربة متميزة بعدة منابر إعلامية مغربية كصحافية ومحررة باللغة العربية.