أعلن خفر السواحل الأمريكي مساء الخميس أن ركاب الغواصة الخمسة الذين فقدوا منذ يوم الأحد في شمال المحيط الأطلسي، بالقرب من حطام السفينة “تيتانيك”، لقوا حتفهم في “انفجار داخلي كارثي” للغواصة السياحية العلمية الصغيرة المسماة “تيتان”.
وقال ممثلو الشركة الأمريكية OceanGate Expeditions: “نعتقد الآن أن رئيسنا ستوكتون راش، وشاهزادا داود، وابنه سليمان، وهاميش هاردينغ، وبول هنري نارجوليت ماتوا بشكل محزن”. وذلك بعد أربعة أيام من البحث الذي أسر اهتمام المتابعين عبر العالم.
وذكرت صحيفة The Globe and Mail الكندية الناطقة بالإنجليزية أن مركبة تعمل عن بعد تم إطلاقها من القاطرة الكندية هورايزون أركتيك “رصدت لأول مرة ذيل الغواصة صباح الخميس على بعد حوالي 500 متر من مقدمة السفينة تايتانيك في قاع البحر”. وتم العثور على حوالي خمس قطع أخرى من الغواصة في وقت لاحق.
وكان خفر السواحل الأميركي قد أعلن في اليوم نفسه العثور على حطام في قاع المحيط الأطلسي بجانب بقايا سفينة تيتانيك، وذلك في خضم جهود البحث عن الغواصة السياحية المفقودة.
وقال خفر السواحل إن الحطام اكتشف داخل منطقة البحث بواسطة روبوت يعمل عن بُعد تحت الماء، ويجري تقييمه. وأكد أن روبوتا أرسلته سفينة كندية وصل إلى قاع البحر، فيما قال معهد أبحاث فرنسي إن روبوت غوص عميق مزودا بكاميرات وأضواء وأذرع انضم إلى العملية.
وجرت عمليات البحث بالسفن والطائرات في المنطقة التي يوجد بها منذ مئات السنين، حطام السفينة تيتانيك، على أمل العثور على الغواصة السياحية، وهي في حجم سيارة فان صغيرة.
وكانت قد شرعت الغواصة “تيتان” الغوص في الأعماق الساعة 12:00 بتوقيت غرينتش يوم الأحد الماضي. وفقدت الغواصة الصغيرة الاتصال بسفينة الدعم على السطح قرب نهاية ما كان ينبغي أن تكون رحلة غوص لمدة ساعتين فقط إلى موضع حطام السفينة الأكثر شهرة في العالم.
وقالت الشركة إن الغواصة تحركت ومعها ما يكفي من الهواء لمدة 96 ساعة وذلك يعني أن خزانات الأكسجين ستنفد على الأغلب الساعة 12 بتوقيت غرينتش اليوم الخميس. وقال خبراء إن مدة بقاء الهواء حقاََّ تعتمد على عوامل مختلفة، وذلك في حالة كانت الغواصة لا تزال سليمة، والموجودين بها يتمتعون بالهدوء التام.
وكان مسؤولو خفر السواحل أعلنوا أن ضوضاء رصدت تحت الماء في منطقة البحث يومي الثلاثاء والأربعاء.
وكانت الغواصة “تيتان” في رحلة لاستكشاف حطام السفينة تيتانيك، التي غرقت عام 1912 بعد اصطدامها بجبل جليدي. ويقع الحطام على عمق نحو 3810 أمتار. وكان على متنها خمسة أشخاص وهم: “Stockton Rush ” الرئيس التنفيذي لشركة OceanGate Expeditions، الشركة التي تقف وراء المهمة. والملياردير البريطاني “هاميش هاردينغ”، صاحب شركة أكشن أفييشن، وخبير الغوص الفرنسي “بول هنري نارجوليه”، ثم رجل الأعمال الباكستاني البارز “شاهزادا داود” ونجله “سليمان”.
كان الناس يأملون في حدوث معجزة
كان الكثير من الناس يأملون في حدوث معجزة على غرار “معجزة أبولو 13”. هذه “العملية غير العادية” من قبل وكالة ناسا التي أعادت ثلاثة رواد فضاء إلى الأرض بعد حادث في الفضاء. وقالت التايمز. “اتضح أنه لا توجد إمكانية للإنقاذ” لأنه “عندما تفقد الغواصة سلامتها الهيكلية في مثل هذا العمق، فإن الضغط الهائل للمياه يؤدي إلى نهاية رحيمة”. حسب الصحيفة البريطانية، كان الموت فوريًا تقريبًا.
وتأكد مساء الخميس أن البحرية الأمريكية رصدت يوم الأحد، بعد فترة وجيزة من فقدان الاتصال بالجهاز، إشارة تدل على احتمال انفجار الغواصة. وقال المسؤولون المشاركون في البحث لوسائل الإعلام إن البحرية استخدمت “نظام كشف صوتي عسكري سري للغاية مصمم لرصد غواصات العدو”.
وسيعتمد انتشال جثث الضحايا على المخاطر التي تنطوي على حياة الإنسان وعلى المعدات، حسب توضيح المحامي مات شافر – لفوكس نيوز – المتخصص في الأضرار البحرية والذي مثل ضحايا عدة كوارث كبرى، بما في ذلك انفجار ديب ووتر هورايزون في عام 2010.
وقال خفر السواحل يوم الخميس أن إجراء مزيد من البحوث سيكون صعبًا نظرًا للبيئة القاسية التي يمثلها قاع البحر.