ذات صلة

آخر المقالات

أغلى زفاف في التاريخ

احتفالات أغلى زفاف في التاريخ لعريس وعروس ينتميان لأثرى عائلات الهند وآسيا، تقام في مدينة جامنغار الهندية.

ثورة الفلاحين تشعل أوروبا

غضب الفلاحين يصيب القارة العجوز، ويحدث فوضى عارمة في معظم بلدانها، إذ يطالب الفلاحون تخفيض أسعار الوقود والأسمدة ودعم المنتجات المحلية ووضع حدٍّ للظلم الذي يتعرضون له من الاتحاد الأوروبي.

أو جي سيمبسون – محاكمة القرن (الجزء الثاني)

كيفاش نجا أو جي سيمبسون نجم من نجوم كرة القدم الأمريكية من عقاب الجريمة البشعة اللي كايضن البعض حتى الآن أنه ارتكبها؟

“برابو سوبيانتو” رجل عدواني أم جد محبوب؟

برابوو سوبيانتو" اسم لطالما أرعب الإندونيسيين في مرحلة ما من تاريخ بلادهم، لكن على ما يبدو أن الأمور تغيرت، فالآن بات شخصية لطيفة محبوبة يعشقها الجميع.

غزو إسرائيل لرفح يثير مخاوف العالم

الاجتياح البري لمدينة رفح جنوبي قطاع غزة هو قرار تستعد القوات الإسرائيلية لتنفيذه خلال الأيام المقبلة.

القصة المأساوية لفتيات الراديوم

حرر بواسطة:

الراديوم، العنصر المضيء اللامع كان له جانب مظلم، دمر  حياة العشرات من الفتيات اللواتي كان لهن نصيب وافر من العناء مع هذا الاكتشاف، فما هي قصة فتيات الراديوم؟ 

الإطار التاريخي لاكتشاف الراديوم 

في القرن 19، وتحديدا عام 1898، اكتُشفت مادة الراديوم الكميائية. وهي مادة غامضة وفريدة ذات قدرة خارقة اعتبرت آنذاك بالمعجزة. وكانت “ماري كوري” الحاصلة على جائزة نوبل في الفيزياء والكيمياء، وزوجها “بيير كوري” وراء هذا الاكتشاف الضخم. 

 رغم أن خصائص الراديوم لم تكن معروفة ومفهومة بالكامل آنذاك، إلا أنه اجتاح الأسواق الأمريكية حتى افتتن الناس بسحره وتوهجه. باعتباره العنصر السحري والمادة العلاجية المعجزة التي أصبحت تستخدم في علاج السرطان. فضلا عن توظيفه في مجموعة متنوعة من المنتجات التجارية والحيوية التي كان الراديوم مكوناً  رئيسيا فيها. 

 كما أضيف إلى مستحضرات التجميل ومعجون الأسنان وحتى الطعام والمشروبات. وتم صنع مشروب  “راديثور” من الماء وبعض قطرات الراديوم، يباع ويروج له على أنه “الشمس المشرقة”. ويصلح لعلاج مختلف أنواع الأمراض، من التهابات المفاصل إلى النقرس. 

200 ساعة و5 سنتات والقليل من الراديوم 

قبل أعوام عدة وتحديدا في الحرب العالمية الأولى كانت ساعات اليد أحدث صيحات الموضة. ولجعلها أكثر توهجا وجاذبية ومبيعا، سارعت المصانع لاستخدام الراديوم المشع في طلاء أرقام وعقارب الساعات لتضيء طوال الوقت. لهذا الغرض افتتح المصنع الأول ” شركة راديوم الأمريكية” المنتج لهذه الساعات في ولاية نيو جيرسي الأمريكية عام 1916، وبدأ في توظيف حوالي 70 امرأة، كن يتعاملن مع الراديوم بشكل مكثف ومباشر.  

المهمة الرئيسية التي أُعطيت لهاته النسوة، طلاء تفاصيل الساعات الصغيرة بالمادة المتوهجة. ولضمان وصول الطلاء المشع على القطع الدقيقة والحساسة جداً في هذه الساعات، كان المصنع يزودهن بتعليمات تنص على كيفية توجيه الفرش بشفاههن. فكن يلعقن الفرشاة قبل التلوين حتى تظل  مبللة لتمتص الراديوم جيدا ويسهل عليهن توجيهها على العقارب والأرقام الصغيرة. 

كان الراديوم يتناثر على ملابسهن وأجسادهن وشعورهن وكن يتناولن الراديوم يومياً مع كل مسحة فرشاة، غير مدركات أنهن كن يمتن ببط. خاصة وأنه يتم إخبار الفتيات أن الكميات القليلة من الراديوم  آمنة ومفيدة للصحة. وروجوا له على أنه العنصر السحري للطاقة والشباب الدائم. رغم أن الزوجين “ماري وبيير كوري” أخبرا الجميع أن اكتشافهما خطير ومشع خاصة بعد أن أصيبت ماري بعدة حروق عندما تعاملت مع الراديوم بشكل خاطئ. 

تسمم بالإشعاع وموت بطيء يكتنفه الغموض 

بحلول 1920 اتسعت أرضية العاملات في المصنع. وكانت العديد من العائلات تقصد “شركة الراديوم الأمريكية” بغية العمل، حتى أن مجموعات كاملة من الشقيقات عملن جنبا إلى جنب. وبلغ مجموع الموظفات حوالي 300 فتاة، وكن يعملن مقابل 5 سنتات في اليوم والقليل من الراديوم. 

بعد مدة لا بأس بها، استقر الراديوم في أجساد العاملات. وبدأن يشعرن بالأضرار الجسدية الناتجة عن تعرضهن اليومي وتعاملهن المباشر مع الراديوم. وفي عام 1922 سجلت أول حالة وفاة بتسمم الراديوم، “أميليا مولي ماجيا” شابة في بداية العشرينيات. عملت مع 4 من شقيقاتها في شركة “راديوم الأميركية” حسب تقارير إعلامية متطابقة.  

ورغم أن شهادة وفاتها ذكرت أنها توفيت بمرض الزهري. إلا أن مولي ماجيا كانت مصابة بمرض “فك الراديوم”، والتي كانت أولى أعراضه  وجع الأسنان وهشاشة الفك السفلي.  ما استدعى زيارتها للطبيب الذي قرر إقتلاع الضرس المتضرر. وبعد ذلك بدأت السن التالية تؤلمها وكان من الضروري خلعها أيضا. وسرعان ما ظهرت تقرحات مؤلمة ونزيف مليء بالقيح مكان الأسنان ورائحة كريهة تفوح من فمها. 

في تطور لاحق انتشر المرض الغامض في جميع أنحاء فم ماجيا، وكانت تنزف دما من حلقها. ثم انتشر في أجزاء أخرى من جسدها. بعد فترة، قدمت ماجيا إلى الطبيب وكان فكها السفلي مهترئا تماما. أصيب الطبيب بذهول وصدمة عندما أمسك ذقن “مولي” فانكسر عظم الفك في يده. وبعد أيام قليلة، أزال فكها السفلي بالكامل بنفس الحركة. لتظل مولي بدون فك سفلي وبآلام لا تطاق. وبعد أشهر قليلة توفيت إثر نزيف حاد. وكانت بالتالي أول فتاة توفيت جراء الإشعاع. 

بعد موت  ماجيا المؤلم، شعرت زميلاتها بالآلام نفسها وعانين من الأعراض ذاتها. عظامهن تتلاشى وتتفتت داخل أجسادهن. وأقدامهن وعمودهن الفقري يتقلص حجمه. وبالتالي عرفن نفس المصير. ظلت الشركة الأمريكية من جهتها تنكر علاقة الراديوم بوفاة العاملات وتتستر على خطورته. 

محاكمة شركة الراديوم 

بعد  عامين من البحث عن محامي مستعد لتولي قضيتهن. رفعت جريس فراير إحدى عاملات مصنع نيو جيرسي وأربعة أخريات من زميلاتها، دعوة قضائية ضد الشركة المعنية. لتخضن بذلك معركة قانونية حسمت في النهاية لصالحهن عام 1928رغم أنه لم يتبق لهن سوى أشهر معدودة  للعيش. هذا الانتصار كان ثمنه الموت، إذ لقيت أزيد من 50 عاملة حتفهن جراء التسمم بطلاء الراديوم. 

ووفقا لتقرير “سي إن إن”، تلقت الناجيات تعويضات مالية. وبدأت شهادات الوفاة تذكر سبب الوفاة الحقيقي. وصنف الراديوم من المواد غير الآمنة على صحة الإنسان. علاوة على ذلك تم سحب جميع الأدوية المحتوية على الراديوم. 

ماهي إلا سنوات حتى توفيت ماري كوري عام 1934، جراء تعاملها المباشر طيلة سنوات مع المادة التي كانت سببا في سعاتدها يوما من الأيام. حيث كانت تحمل في جيبها أنبوب اختبار يحتوي على العنصر المشع. وطوال عملها أصيبت بعدة أمراض كالروماتيزم والتهاب الحويضة والكلية.  

حرر بواسطة:

  • أميمة حدري

    صحافية ومحررة بقسم التحرير العام بإيكوبوست
    الدار البيضاء، المغرب
    المعهد العالي للصحافة والإعلام (الدار البيضاء، المغرب) – إجازة في الصحافة (2023)
    جامعة محمد الأول بوجدة - الكلية متعددة التخصصات (الناظور، المغرب) – سنة ثانية شعبة القانون (2022)


    أميمة حدري صحافية ومحررة شابة بقسم التحرير العام لمجلة إيكوبوست العربية منذ نونبر 2022. تلقت عددا من التدريبات الميدانية بمختلف المنابر الإعلامية المغربية ونشرت لها روبورتاجات ومقالات عديدة في مجالات مختلفة كالسياسة، الرياضة، المجتمع، الفن وغيرها. كان لأميمة حدري مرور عبر الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة المغربية، في مديرية الأخبار، قسم التحرير العربي، والتي أنجزت فيها عدة روبورتاجات تلفزية. تهتم أميمة حدري بالتعليق الصوتي بشكل خاص، كما تتقن التعليق على الصورة وكذلك الكتابة عليها.