يعاني العديدون في مجتمعاتنا العربية من مشاكل الوزن الزائد، فليجأون لعدة طرق تعج بها منصات التواصل الاجتماعي. منها ما يعرف بالحمية القاسية للتخلص من الشحوم الزائدة.
لكن ما تغفل عنه هذه الفئة، أنه ليس دائما أقصر الطرق أسهلها. فقد يدفعهم هوسهم بفقدان الوزن، والحصول على جسم مثالي ورشيق. إلى اتباع نظام غذائي قاسي، والذي حتما سيكون له مخاطر وخيمة على صحة وسلامة الجسم.
لنتعرف في هذا المقال على معلومات أكثر عن الحمية القاسية، وأضرارها وأثارها السلبية على صحتك. وبماذا ينصح أطباء التغذية بهدف فقدان الوزن بطريقة صحية.
ما هي خصائص الحمية القاسية؟
تعرف الحمية القاسية، كما يتم التسويق لها، بأنها حمية غذائية ذات نتيجة فعالة لخسارة الوزن الزائد. وذلك من خلال التجويع، أو الانقطاع عن تناول بعض المكونات الغذائية كالنشويات مثلا. أو من خلال تقليل كمية الطعام مقابل التركيز على أصناف محددة من الأكل.
ومن أنواع الحمية القاسية نذكر:
- حميات عالية الدهون.
- حميات عالية البروتين.
- حميات قليلة الكربوهيدرات.
وبالرغم من النتيجة الفعالة للحمية القاسية في إنقاص الوزن. إلا أنه لا يمكن إنكار أن الجسم يصبح عرضة للكثير من المخاطر والمضاعفات المدمرة للصحة. والتي سنستحضرها في الأسطر الموالية.
حرمان الجسم من العناصر الغذائية الأساسية يؤدي إلى أمراض مختلفة
يسبب عدم حصول الجسم على العناصر الغذائية الأساسية، نظرا لاتباع الشخص للحمية القاسية والتي تفرض عليه مأكولات معينة، الإصابة بامراض ومشاكل صحية. فهذه العناصر الغذائية الأساسية والمهمة، تساعد على بناء الجسم ونموه والمحفاظة على سلامته وحماية من شتى الأمراض.
من جهة أخرى، قد يتسبب أيضا عدم حصول الجسم على ما يكفيه من الفيتامينات الضرورية من أجل الطاقة والقوة لصموده طيلة النهار، في إحساس الأشخاص الخاضعين لهذا النوع من الحمية، بالتعب والإرهاق الدائمين. إضافة إلى عدم قدرتهم على القيام بأي عمل وضعف التركيز.
غير أن أكثر ما تتسبب به الحمية القاسية، هو إصابة الخاضع لها بالاكتئاب. فهناك العديد من الدراسات التي وجدت أن هناك علاقة بين نقص بعض العناصر الغذائية، مثل: “فيتامين د”، و”الأوميغا 3″، باحتمال الإصابة بأنواع من الاكتئابات المختلفة.
وللوقوف عند هذه العلاقة، يكفي مراجعة دراسة أجراها باحثون متخصصون في مجال التغذية، على ما يقارب 31 ألف بالغ. والتي أفضت إلى أن الأشخاص المصابين بالاكتئاب يعانون من نقص في “فيتامين د”.
إلى ذلك أيضا، وبالعودة إلى دراسة أخرى أجريت على النساء الحوامل، فإن الإصابة بالاكتئاب ترتبط أساسا بنقص في تناول الأوميغا 3.
بين ترهل الجلد وتساقط الشعر وهشاشة العظام
من ناحية ثانية، لا تؤثر قلة الفيتامينات والمعادن في الجسم، على صحته وسلامته فقط. بل تتأثر معه كذلك البشرة والجلد … إذ يؤدي اتباع هذا النوع من النظام الغذائي القاسي إلى ترهل الجلد وفقدان نضارته، وظهور التجاعيد في الوجه وعلامات التقدم في السن. إضافة إلى تساقط الشعر.
إضافة إلى ما سبق، تنضاف هشاشة العظام لقائمة مخاطر الحمية القاسية. إذ قد يواجه الأشخاص الذين يتبعونها ضعف قوة العظام، نظرا لنقص الكالسيوم في الجسم. كما يتسبب هذا النقص في إضعاف قوة العظام وزياة خطر الإصابة بالكسر، فضلًا عن إضعاف الجهاز المناعي.
ويعد تشكل حصى المرارة من الآثار السلبية للفقدان السريع للوزن. إذ يؤدي فقدانه بسبب نقص كمية الطعام الواجب هضهما إلى تطور الحصوات الصفراوية.
هذه الحصوات هي ترسبات صلبة من الكوليسترول تتكون في المرارة، ويمكن لها أن تكون غير ضارة. لكنها تسبب أعراضا، مثل الغثيان وألم شديد فى البطن.
بماذا ينصح الأطباء؟
أفاد أخصائي التغذية العلاجية الدكتور كريم والي، في تصريح لجريدة إيكوبوست، بأن المنطقة المغاربية تعاني من مشكلتين رئيستين، تتمثل الأولى في مشكلة السمنة، في حين أن الثانية متعلقة بسوء التغذية، مضيفا أن المشكلة الثانية مرتبطة أساسا بنقص مهول في المأكولات المجهرية، كالفيتامينات والأملاح المعدنية.
وأوضح المتحدث سالف الذكر، أن الفقدان السريع والمفاجئ للوزن، يكون بكيفية غير صحيحة، لأن النقص في السعرات الحرارية يؤدي إلى انخفاض الطاقة في الجسم.
إلى ذلك أيضا، أبرز الدكتور في حديثه، أن بعض الدرسات أثبتت أنه لكي تكون الحمية صحية، يجب على الشخص أن يفقد كيلوغراما واحدا أسبوعيا على الأكثر، أي بمعدل أربعة كيلوغرامات شهريا.
وفي ختام حديثه، نصح الدكتور كريم والي، الراغبين في إنقاص الوزن، باتباع نظام يحقق التوازن والتغذية السليمة للجسم. أما بالنسبة للذين يعانون من فائض في الوزن، شدد الدكتور على ضرورة استشارة طبيب مختص، ليضع للمريض النظام الغذائي الذي يتناسب واحتياجاته من السعرات الحرارية.
نصائح لحمية صحية
تختلف وتتعدد النصائح المتبعة لحمية صحية وسليمة. واستنادا على مواقع طبية، سنتطرق من خلال المقال التالي، إلى أبرز وأهم الخطوات والنصائح لرجيم صحي:
- أخذ قسط كاف من النوم، حيث قد يؤدي خلل في النوم إلى اختلال في تنظيم الشهية.
- الإكثار من شرب السوائل.
- التركيز على الألياف.
- الحصول على البروتين في وجبة الفطور.
- تنظيم مواعيد السعرات الحرارية.
- طهي الطعام شوياً أو سلقاً بدلاً من قليه.
- استبدال المشروبات السكرية بمشروبات خالية من السكر.
التمارين الرياضية وإنقاص الوزن
إضافة إلى النظام الغذائي، تساعد التمارين الرياضية بمختلف أشكالها، في فقدان الوزن والامتناع عن زيادته. ويتم ذلك عبر حرق السعرات الحرارية، حيث أن جسم الإنسان عندما يكون نشطا، يستخدم المزيد من الطاقة.
فيتعين على الأشخاص الراغبين في إنقاص الوزن الزائد التقليل من عدد السعرات الحرارية، مقابل ممارستهم للأنشطة البدنية، والتي تمنع من إعادة اكتساب الوزن مرة أخرى عقب فقدانه.