ذات صلة

آخر المقالات

أغلى زفاف في التاريخ

احتفالات أغلى زفاف في التاريخ لعريس وعروس ينتميان لأثرى عائلات الهند وآسيا، تقام في مدينة جامنغار الهندية.

ثورة الفلاحين تشعل أوروبا

غضب الفلاحين يصيب القارة العجوز، ويحدث فوضى عارمة في معظم بلدانها، إذ يطالب الفلاحون تخفيض أسعار الوقود والأسمدة ودعم المنتجات المحلية ووضع حدٍّ للظلم الذي يتعرضون له من الاتحاد الأوروبي.

أو جي سيمبسون – محاكمة القرن (الجزء الثاني)

كيفاش نجا أو جي سيمبسون نجم من نجوم كرة القدم الأمريكية من عقاب الجريمة البشعة اللي كايضن البعض حتى الآن أنه ارتكبها؟

“برابو سوبيانتو” رجل عدواني أم جد محبوب؟

برابوو سوبيانتو" اسم لطالما أرعب الإندونيسيين في مرحلة ما من تاريخ بلادهم، لكن على ما يبدو أن الأمور تغيرت، فالآن بات شخصية لطيفة محبوبة يعشقها الجميع.

غزو إسرائيل لرفح يثير مخاوف العالم

الاجتياح البري لمدينة رفح جنوبي قطاع غزة هو قرار تستعد القوات الإسرائيلية لتنفيذه خلال الأيام المقبلة.

التسول الرقمي طوفان يداهم مواقع التواصل الاجتماعي

حرر بواسطة:

أفرزت جائحة كورونا وتطور وتعدد وسائل التواصل الرقمي، نسخة جديدة من التسول أصبح يعرف ب”التسول الرقمي”. والذي اتخذ من شبكة الأنترنيت طريقا، ومواقع التواصل الاجتماعي وكرا.

شباب، نساء، وحتى الرجال… من فئات اجتماعية مختلفة، اتخذوا من التسول الإلكتروني، مهنة سهلة لهم. مبدعين طرقا جديدة لاستجلاب العطف واسترقاق قلوب المحسنين، لإخراج ما في جيوبهم. فما تعريف هذه الظاهرة؟ وما أسبابها وأشكالها؟ وكيف يتصدى المشرع المغربي لها؟

التسول الرقمي … نسخة إلكترونية للتسول التقليدي

التسول الرقمي هو نسخة إلكترونية من التسول التقليدي، الشائع أمام المساجد، إشارات المرور، وأرصفة الشوارع…

في هذا النوع من التسول، يعتمد المتسولون على الشبكة العنكبوتية. وذلك غالبا عبر استعمال حسابات وهمية على منصات التواصل الاجتماعي. إذ يكون فيها المتسول مجهول الهوية، بهدف الوصول إلى أكبر عدد من الأشخاص، عبر استخدام أساليب دغدغة العواطف عبر رسائل نصية، غالبا ما تتضمن روايات وهمية، وسيناريوهات مبتكرة.

هذا النوع من التسول، ليس قصرا على البلدان العربية فقط، بل بات ظاهرة عالمية. تفاقمت على وجه التحديد، بعد جائحة كورونا. والتي ألهبت قريحة ممتهني التسول التقليدي، وجعلتهم يستنجدون بمواقع التواصل الإجتماعي، وتحويلها لبؤرة جديدة، لممارسة أعمالهم.

العالم الافتراضي باب لمهنة سهلة بغطاء إنساني

بعد أن كان المتسولون يتزاحمون عند إشارات المرور، وداخل محطات الوقود، وفي الأماكن العامة. بملابس رثة وعاهات مختلفة، ويمدون أيديهم للمارة طلبا للدراهم. أصبحوا الآن يمدونها متخفين وراء شاشات هواتفهم، بعيدا عن عيون الأمن والمساءلة القانونية.

إذ أصبح الأنترنت ملاذهم لتحصيل الأموال دون جهد، باستخدام التطبيقات الإلكترونية. سواء عبر الفضاء الأرزق”فايسبوك” أو عبر مواقع التواصل الاجتماعي الأخرى.

هذا النوع الجديد من التسول، يعتبره ممتهنوه، مهنة سهلة ووسيلة لجني مبالغ تفوق بكثير دريهمات التسوّل المعتاد. وإن تعددت القصص الوهمية، فإن الغاية واحدة “كسب سريع للمال”.

في هذا السياق، قالت حفيظة، في تصريح لجريدة إيكوبوست الإلكترونية، أنها دائما ما تشاهد الكثير من الرسائل والمنشورات عبر وسائل التواصل الاجتماعي. والتي تتضمن طلبا للمساعدة المالية تحت ذرائع مختلفة. لافتة الانتباه إلى أنها وقعت ضحية لإحداها، حيث كان المتسول يطلب مساعدة مالية لأجل شراء ملابس العيد لأطفاله.

وأضافت المتحدثة، أنها سارعت في تلبية طلب المساعدة تعاطفا منها، ليس بالمال وإنما بشراء الملابس. إلا أنها اكتشفت خداعه، بعد أن رفض المتسول تزويدها بالمعلومات الخاصة بمقاسات الأطفال. أو حتى نوع اللباس الذي يريده، هل هو للذكور أم للإناث أم الإثنين معا.

وكشفت حفيظة في حديثها، أنه قام بحظرها على “فايسبوك”. مؤكدة على أنها أصبحت أكثر حرصا وحذرا، خوفا من أن تقع مرة أخرى في شباك ممتهني التسول.

تعدد أسباب التسول الرقمي

تتعدد أسباب سلوك بعض الأشخاص طريق التسول عبر الأنترنيت وتختلف، من ثقافة مجتمع إلى آخر. كما تتقاطع في غالبها مع أسباب التسول التقليدي، ويمكن تعداد البعض منها فيما يلي:

  • اتخاذ التسول مهنة متوارثة عن الأجداد، اذ يمكن للشخص المتسول أن يكون أحد أبناء عائلة تمتهن التسول.
  • التعود على التسول كسلوك يدر المال، فغالبية المتسولين يعتبرون التسول تجارة مربحة.
  • ارتفاع نسبة الفقر والبطالة في المجتمع وغلاء المعيشة.
  • الإدمان على المخدرات يعد عاملاً من العوامل المسببة لهذه الظاهرة.
  • المشاكل المجتمعية الناجمة عن فقدان الوالدين، أو طلاقهما، أو تخليهما عن الأبناء وإهمال متطلباتهم.
  • ومن العوامل الأخرى التي تمخضت عنها ظاهرة التسول الرقمي، الحرمان من الحقوق الاقتصادية والاجتماعية، الهدر المدرسي، الكسل والاتكالية…

اختلاف أنواع التسول الرقمي

  • التسول عبر رسائل نصية: أصبح المتسولون يمارسون مهنتهم السهلة، باستخدام تطبيقات الدردشة، وإرسال رسائل نصية تتصمن طلب مساعدة مالية، كما تمت الإشارة إليه آنفا. ولكي يكون المتسول أكثر إقناعا، يقوم بإرسال مرفقات، كشهادات موثقة لما يحتاجه من أموال. كفواتير الكهرباء والمياه، أو بادعاء الفقر والمرض وإيهام الضحايا بمرارة الحاجة للعلاج أو سد الجوع.
  • التسول عبر الشخصيات المشهورة: هذا النوع من التسول، يتم عبر انتحال المتسول صفة شخصية مشهورة. فينشئ حسابا وهميا على منصات التواصل، مطابقا لحساب وصورة الشخص المشهور. مدعيا أنه يقوم بأعمال خيرية، مثل إنقاذ بعض المشردين، أو المرضى أو الحالات الاجتماعية التي تحظى بالتعاطف. وبفعل مصداقية هذا الشخص وقاعدته الجماهيرية، يستطيع المتسول أن يجذب تعاطف الناس وأموالهم، قبيل أن يكتشف الناس خداعه.
  • التسول عبر المواقع الإلكترونية: يمكن للمتسول أن ينشئ مواقعا الكترونية يزعم أنها تحقق أربحاً عن طريق العمل على الأنترنت. ويجمع مبالغ مالية ضخمة من الناس الراغبين في تحقيق أرباح لهم دون بدل أي جهد. لاشك أن هذا قد يدخل في خانة النصب والاحتيال، لكنه أيضا يصنف ضمن أنواع التسول الالكتروني. ففي النهاية غاية المتسول واحدة، كسب المال السريع.
  • التسول عبر الجمعيات: أما هذا النوع من التسول يعتمد على إنشاء جمعيات خيرية “وهيمة”، عبر الشبكة العنكبوتية. ويحصلون على قاعدة جماهيرية كبيرة، بسبب الحالات الوهمية التي يعرضونها أو “يستغلونها”، لجلب أموال المتبرعين والتي بالتأكيد ستودع في حساباتهم البنكية. لذلك لابد من التأكد من كون هذه الجمعيات، حقيقية على أرض الواقع، وتوصل المبالغ المتبرع بها إلى مستحقيها.
  • التسول عبر الأحداث: قد يستغل المتسول حدثاً عاماً، كفيروس كورونا مثلا أو الفيضانات، فينشئ حساباً لجمع تبرعات لمتضررين “وهميين”. وقد ينشئ أيضا بعض حسابات لأشخاص تعرضوا لحادثة لاقت تعاطفاً عالمياً، منتحلين شخصيتهم. وذلك عبر تنزيل صور وفيديوهات لهؤلاء الأشخاص ومن ثم يكسبون تعاطف الناس لجذب أموالهم.

التسول تجسيد لتراجع الإيمان بالمجهود

قال محسن بنزاكور، أستاذ علم النفس الاجتماعي، في تصريح أدلى به لجريدة إيكوبوست، إن الإيمان بالمجهود، تراجع عند الجيل الجديد، فيتحول صاحب هذه الممارسات “لشبه غبي”.

مبررا قوله أن هذا الغباء يأتي نتيجة الطمع والتسرع، وإيمان المتسول بأن الطريق السهل أفضل من طريق المجهود. مضيفا أن عدد المستجيبين للتسول التقليدي ضئيل، مقارنة مع عدد المتسجبين للتسول على المستوى الإنساني.

وأضاف الخبير في علم النفس الإجتماعي، أن الخطير في الأمر هو توظيف الدين في هذه السلوكات اللاأخلاقية. معتبرا المغاربة المستجيبين لهذا التسول تحت اسم الدين والتعاطف، يرتكبون أخطاء فادحة. موضحا ذلك بضرورة وجود ضمانات حتى يعرف المتبرع ماهية الشخص المتسول وأين سيذهب ماله، لافتا إلى أن ليس كل متسول عبر الأنترنيت هو متسول حقيقي.

وأوضح بنزاكور في تصريحه، أن الظروف الإجتماعية تجعل الإنسان يتسول في الأنترنيت كما يتسول في الواقع، مشيرا إلى أن للمنظومة الاقتصادية يد في هذا التسيب، باعتبار أنها لا تستطيع أن تشمل كل مكونات المجتمع.

وفي سؤال الفئة الأكثر تعاطيا لهذه الظاهرة، أورد المتحدث ذاته أنها تتجلى في نموذجين. يتمثل الأول في كل شخص طور من ذكائه وكرسه للاستغلال والتحايل لسلب قلوب الناس، مشيرا إلى أن هذه الفئة عرفت من “أين تأكل الكتف”.

أما النموذج الثاني، يقول بنزاكور هو كل من فهم أن التجارة الإلكترونية يمكن أن تأخذ أشكالا متنوعة، من ضمنها التسول الرقمي. مبرزا أن هذه التجارة الرقمية لا تتطلب أي مجهود سوى توفر كفاءة في الكلام واللعب على الصور.

وفي ختام حديثه قال محسن بنزاكور، إن على المجتمع أن يتعامل مع الظاهرة بذكاء، ولا يتبرع بالمال إلا بضمانات على أرض الواقع. حتى لا يذهب المال لأيادي غير سليمة.

موقف القانون المغربي

وفي تصريح لجريدة إيكوبوست قال توفيق طائع، محامي بهيئة المحامين بالدار البيضاء، إنه ليس هناك اختلاف بين التسول الرقمي والتسول التقليدي. فكلاهما قائم على التحايل والخداع للحصول على منافع مالية.

وبخصوص التصدى لهذه الظاهرة، يقول توفيق طائع أن الفصل 326 من القانون الجنائي يعاقب بالحبس من شهر إلى ستة أشهر في هذا الإطار. وذكر طائع في حديثه، أن الفصل 327 من القانون الجنائي يعاقب كل متسول يستعمل التهديد، أو يدعي عاهة، أو مرض، أو يقوم باصطحاب أطفال لممارسة المتسول، بالسجن من ثلاثة أشهر إلى سنة.

فضلا على أن الفصل 328 من القانون الجنائي نص على أنه “يعاقب بالعقوبة المشار إليها في الفصل السابق من يستخدم في التسول صراحة، أو تحت ستار مهنة أو حرفة ما، أطفالا يقل سنهم عن 13 سنة”.
وأضاف المتحدث ذاته أنه على الرغم من هذه المقتضيات التشريعية، هناك مجموعة من الصعوبات في تنفيذ هذه القوانين. وذلك لصعوبة التعرف والكشف عن هوية المتسولين الرقميين و ذلك لدخولهم إلى منصات التواصل الاجتماعي بهويات مستعارة، أو استعمال برامج وتقنيات تحول دون الكشف عن هوياتهم.
وأوضح توفيق طائع في ختام تصريحه، أن هناك تسول غير معاقب عليه قانونا. كمن يتسول الجيمات والإعجاب بصفحته أو قناته، قصد الحصول على مبالغ مالية. مبرزا أن هذا النوع من التسول، لا يعاقب عليه القانون الجنائي المغربي.

حرر بواسطة:

  • أميمة حدري

    صحافية ومحررة بقسم التحرير العام بإيكوبوست
    الدار البيضاء، المغرب
    المعهد العالي للصحافة والإعلام (الدار البيضاء، المغرب) – إجازة في الصحافة (2023)
    جامعة محمد الأول بوجدة - الكلية متعددة التخصصات (الناظور، المغرب) – سنة ثانية شعبة القانون (2022)


    أميمة حدري صحافية ومحررة شابة بقسم التحرير العام لمجلة إيكوبوست العربية منذ نونبر 2022. تلقت عددا من التدريبات الميدانية بمختلف المنابر الإعلامية المغربية ونشرت لها روبورتاجات ومقالات عديدة في مجالات مختلفة كالسياسة، الرياضة، المجتمع، الفن وغيرها. كان لأميمة حدري مرور عبر الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة المغربية، في مديرية الأخبار، قسم التحرير العربي، والتي أنجزت فيها عدة روبورتاجات تلفزية. تهتم أميمة حدري بالتعليق الصوتي بشكل خاص، كما تتقن التعليق على الصورة وكذلك الكتابة عليها.