ذات صلة

آخر المقالات

أغلى زفاف في التاريخ

احتفالات أغلى زفاف في التاريخ لعريس وعروس ينتميان لأثرى عائلات الهند وآسيا، تقام في مدينة جامنغار الهندية.

ثورة الفلاحين تشعل أوروبا

غضب الفلاحين يصيب القارة العجوز، ويحدث فوضى عارمة في معظم بلدانها، إذ يطالب الفلاحون تخفيض أسعار الوقود والأسمدة ودعم المنتجات المحلية ووضع حدٍّ للظلم الذي يتعرضون له من الاتحاد الأوروبي.

أو جي سيمبسون – محاكمة القرن (الجزء الثاني)

كيفاش نجا أو جي سيمبسون نجم من نجوم كرة القدم الأمريكية من عقاب الجريمة البشعة اللي كايضن البعض حتى الآن أنه ارتكبها؟

“برابو سوبيانتو” رجل عدواني أم جد محبوب؟

برابوو سوبيانتو" اسم لطالما أرعب الإندونيسيين في مرحلة ما من تاريخ بلادهم، لكن على ما يبدو أن الأمور تغيرت، فالآن بات شخصية لطيفة محبوبة يعشقها الجميع.

غزو إسرائيل لرفح يثير مخاوف العالم

الاجتياح البري لمدينة رفح جنوبي قطاع غزة هو قرار تستعد القوات الإسرائيلية لتنفيذه خلال الأيام المقبلة.

إدمان الحب … هوس مرضي أم اهتمام إيجابي

حرر بواسطة:

​​عندما يقول الناس إن “لديهم إدمان”، فإنهم يتحدثون غالبًا عن ولعهم الشديد بشيء ما. قد يعبر بعضنا عن حبه للتزلج على الجليد أو الاستماع إلى بودكاست أو مشاهدة مقاطع الفيديو الخاصة بالقطط. لكن عمليا، لا يمكن اعتبار هذه الأشياء إدمانا. فالإدمان حالة خطيرة تصيب الدماغ. كما أن حالة الإدمان الحقيقية تجعل من الصعب التفكير في أي شيء آخر غير الأمر المدمن عليه.  

​وأثبت باحثون من جامعة سيراكيوز في مقال نشر في مجلةSexual Medicine أن الوقوع في الحب يؤثر على المناطق الفكرية في الدماغ. كما يثير نفس الإحساس بالنشوة التي يشعر بها الأشخاص عند تناول الكوكايين. وكشفت ذات الدراسة أن هرمونات الأدرينالين والأوكسايتوسين والدوبامين يتم إطلاقها في 12 منطقة بالدماغ أثناء الشعور بالحب. لكن السؤال الذي يظل مطروحا هنا، هل إدمان الحب هوس واضطراب تعلق مرضي أم اهتمام وحرص إيجابي؟ 

​جدلية إدمان الحب 

إن فكرة إدمان العلاقات مثيرة  للجدل إلى حد ما
إن فكرة إدمان العلاقات مثيرة للجدل إلى حد ما

إن فكرة إدمان العلاقات مثيرة للجدل إلى حد ما. إذ يشير الإدمان عادةً إلى إدمان الكحول أو بعض المواد المحظورة. لكن الخبراء يدعمون بشكل متزايد فكرة وجود الإدمان السلوكي. ويشمل هذا النوع من الإدمان أشياء مثل المقامرة والتسوق. ويجادل البعض بأن إدمان العلاقات يمكن أن يندرج ضمن هذه الفئة. 

​لكن الأمر ليس بهذه البساطة. وفقًا لفيكي بوتنيك، مستشارة اجتماعية في العلاقات الزوجية والأسرية في كاليفورنيا، فإن “استخدام مصطلح الإدمان للحديث عن الحب والعلاقات أمر مثير للجدل، ذاك أن الحب والعلاقات كلاهما جزء طبيعي من حياة الإنسان، على عكس تعاطي المخدرات أو القمار على سبيل المثال. كما أن الافتقار إلى معايير التشخيص يعقد الأمور. فهل يعني الإدمان القفز من علاقة إلى أخرى؟  أم أنه يعني الحب الهوسي؟” 

​في الواقع، لا يعني مجرد الانتقال من علاقة إلى أخرى أو الرغبة في تكوين علاقات متعددة في نفس الوقت “إدمانا”. والأمر ينطبق أيضا على الوقوع في الحب بسرعة، أو الرغبة في العثور على شريك جديد بعد الانفصال مباشرة، أو الاستمتاع بما تشعر به خلال العلاقة. 

​الدماغ ومشاعر الحب 

​ومع ذلك، هناك بعض الأدلة على أن العلاقات يمكن أن تسبب الإدمان بالمعنى الحرفي للكلمة. فقد كشفت بعض الدراسات الحديثة كيف يمكن أن تظهر أعراض الإدمان إبان تطور العلاقات الرومانسية. 

​وتصف دراسة أجريت عام 2016 الحب الرومانسي بأنه إدمان طبيعي. إذ غالبًا ما يعاني الأشخاص في الحب من النشوة والرغبة الشديدة والتبعية والانسحاب والسلوكيات الأخرى المرتبطة بالإدمان. ويشرح الباحثون أن هذا يحدث لأن نظام مكافأة الدوبامين في الدماغ يتم تنشيطه عن طريق الحب الرومانسي، تمامًا كما يتم تنشيطه بواسطة المواد والسلوكيات التي تسبب الإدمان. ومع ذلك، يميز الباحثون أن الحب الرومانسي لا يوصف بأنه إدمان سلوكي أو كيميائي. 

​وفي مراجعة أخرى أجريت عام 2018 حول الصلة بين الحب وهرمون الدوبامين. لاحظ الدارسون أن الرغبة الشديدة والشوق يميل إلى التلاشي بمرور الوقت ويتحول إلى حب أكثر استقرارًا، أي عندما يكون الحب متبادلاً. مما يجعل الحب من جانب واحد أو الحب غير المتبادل أكثر إدمانًا. 

​يمكن أن تلعب صفات الحب التي تسبب الإدمان دورًا أيضًا أثناء الانفصال. فقد فحص دارسون في بحث أجري عام 2010 نشاط الدماغ لدى 15 شخصًا تعرضوا مؤخرًا للرفض والانفصال. ووفقًا للدراسة، تم تنشيط مناطق مماثلة من الدماغ بسبب الرغبة الشديدة في تناول الكوكايين بعد تعرضهم للرفض. 

​أما عن مصادر الإدمان العاطفي. فكما هو الحال مع أنواع الإدمان الأخرى، تنتج السلوكيات الشبيهة بالإدمان حول العلاقات من تفاعل معقد بين كثير من العوامل والمحفزات. يتضمن ذلك كيمياء الدماغ، وعلم الوراثة، والتنشئة الاجتماعية، في حين يجادل آخرون بأن الحب هو مجرد استجابة تطورية للبقاء على قيد الحياة. 

​تشير الباحثة بوتنيك أيضًا إلى عامل تدني احترام الذات كمساهم رئيسي في تطوير الإدمان العاطفي في دماغ الشخص: “عندما لا نعرف كيفية الحصول على ردود فعل إيجابية من داخل ذواتنا، فإننا نحتاج إليها من مصادر خارجية. الوقوع في الحب، أو مجرد الحصول على الاهتمام من الشركاء المحتملين، يمكن أن يصبح طريقة نعتمد عليها لتحصيل مشاعر السعادة”  

​علامات إدمان الحب 

يتفق خبراء الصحة النفسية بشكل عام على بعض العلامات الرئيسية التي تشير إلى وجود إدمان للحب
يتفق خبراء الصحة النفسية بشكل عام على بعض العلامات الرئيسية التي تشير إلى وجود إدمان للحب

على الرغم من عدم تحديد إدمان العلاقات باعتباره إدمانا حقيقيا بشكل رسمي. يتفق خبراء الصحة النفسية ودارسي الأبحاث الحالية بشكل عام على بعض العلامات الرئيسية التي تشير إلى وجود إدمان الحب. ونذكر من بينها: 

​الحاجة إلى الاستمرار في الوقوع في الحب 

​يربط الخبراء النشوة الشديدة (التي يتم تنشيطها من خلال إفراز الدوبامين وهرمونات “السعادة” الأخرى) التي تكون شائعة جدًا في المراحل المبكرة من الحب بسلوكيات العلاقات التي تسبب الإدمان. وبالتالي، فإن الشخص الذي يعاني من هذه الحالة سوف يتوق إلى هذا الشعور مرارًا وتكرارًا. 

​تشرح ميليسا سترينجر، أخصائية العلاقات الزوجية والأسرية في سانيفيل بولاية تكساس هذه الأعراض قائلة: “قد تجد نفسك في دوامة عميقة من العلاقات، مع عدم وجود وقت راحة بينهما”. 

​الاشتياق المستمر لشخص لا يشعر بنفس الشعور 

​تقول سترينجر: “مع كل أنواع الإدمان أو سلوكيات البحث عن الراحة النفسية والسعادة، يمكن أن يبدأ نوع من الهوس والرغبة في السيطرة في التنامي تدريجيا”. 

​بمعنى أن الشخص قد يكافح من أجل منع نهاية العلاقة، وقد يصبح مهووسا بالشخص الذي يحبه، حتى لو لم يعد يبادله المشاعر. فيشعر الشخص أنه مضطر لمواصلة رؤية شريكه ومحاولة إقناعه لمنحه فرصة أخرى والاستمرار في العلاقة. ويمكن أن تحدث هذه الحاجة الملحة للبقاء مع الشريك أيضًا داخل علاقة عندما تتوق إلى التواجد معهم لدرجة إهمال العمل أو الدراسة وأجزاء مهمة أخرى من الحياة، فقط من أجل قضاء الوقت معًا. 

​جعل فكرة الحب مثالية 

​وفقًا لبوتنيك، يمكن للأفكار غير الواقعية عن الحب أن تلعب دورًا كبيرا. وتقول: “من القصص الخيالية إلى الأفلام إلى منشورات الفيسبوك والانستغرام، نتعرض باستمرار لصدمات من نماذج الشركاء” المثاليين”. بمعنى أن الانغماس في عالم المثالية إلى درجة اللاواقعية الذي تكرسه وسائل التواصل الاجتماعي والميديا، قد يشعر الشخص أنه يتعين عليه مواصلة البحث عن رفيق الروح. ذاك الشريك المثالي الذي يمنح الحب الطوباوي، دون التفكير في المجهودات الحقيقية التي تجعل من العلاقة علاقة قوية وناجحة. 

​التركيز على العلاقة أكثر من الشريك 

​يحتاج الكثير من الأشخاص الذين يعانون من سلوكيات العلاقات القهرية إلى الآخرين لبناء تقديرهم لذاتهم. فإذا وجدوا صعوبة في حب أو إسعاد أنفسهم، يبدؤون البحث عن شخص يلبي هذه الحاجة. وهذه الحاجة الملحة للعلاقة أكثر من الاهتمام بالشريك ومواصفاته تكون ذات تأثير ضار، وتحول العلاقة إلى علاقة سيئة وسامة. 

حرر بواسطة:

  • حفصة المخلص

    صحافية، محررة وباحثة في سلك الماستر
    سلا، المغرب
    المعهد العالي للإعلام والاتصال (الرباط، المغرب) – إجازة في الصحافة (2021)


    حفصة المخلص، محررة وطالبة باحثة في سلك الماستر ومحللة سينمائية. شغوفة بالفنون والسينما، ومتعطشة للمعرفة بكل أصنافها، راكمت تجربة مميزة بعد إجراء عدد من التداريب.
    اشتغلت حفصة المخلص كمحررة مع منصة سكرين ميكس العربية المتخصصة في المحتوى الترفيهي والثقافي لمدة سنة. كما عملت كصحفية متدربة في الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة بالرباط، وجريدة الاتحاد الاشتراكي بالدار البيضاء - المغرب، ومسؤولة متدربة في إدارة وصناعة المحتوى والتواصل الرقمي في جامعة محمد السادس متعددة التخصصات ببن جرير - المغرب.