يعتبر الحمل من الأحداث الأكثر أهمية داخل الأسرة والعائلة الكبيرة بأكملها معتبرة إياه رمزا للسعادة ولإحياء الأمل. غير أن التقاليد المرتبطة به تختلف من بلد لآخر حسب ثقافة كل بلد ومعتقداته. في هذا التقرير سنكتشف عبر ثقافات العالم المختلفة أغرب عادات الحمل وأصعبها تصديقا.
عندما تتحدث البطن عن نفسها
تختلف طرق الإعلان عن الحمل بين من تسارع لإخبار زوجها والعائلة ككل، وبين من تتريث حتى زيارة الطبيب للتأكد. بل هناك من ينتظرون فترة ليتم التأكد من أن كل شيء على ما يرام قبل زف الخبر السعيد. لكن ما رأيك فيمن تكتم المولود المنتظر عن كل معارفها وعن زوجها أيضا؟
هو أمر يدعو للتعجب! ففي منطقة كاياباس شمال الاكوادور لا يجب التحدث إطلاقا عن الحمل حتى مع الزوج، حيث يعتبرون أن البطن تتحدث عن نفسها كلما برزت!
عادات الحمل بين خطورة حلول ظلام الليل وارتداء التمائم والتعويذات
أما عن الجنين، فإنه يعتبر في بعض المناطق ذا صلة بالأرواح وهو ما لا يبشر بالخير. ففي قبيلة البورورو في البرازيل يعتبر جالبا للكوارث العظمى. كما يعد الجنين كائنا غريبا وشريرا كما هو الحال عند التانالا في مدغشقر.
من أغرب عادات الحمل في مالي أن لا يجوز أن تقترب المرأة الحامل من حقول الأرز، إذ يعتقد أن ذلك سيؤثر على المحصول. أما عند باكاس في الكاميرون، فإن المرأة الحامل تجلب النحس والفأل السيء أثناء الصيد.
كما لا يجوز للمرأة الحامل الخروج في الليل عند بعض قبائل البنين، السنغال ومالي. وذلك لتجنب الأرواح الشريرة التي يمكن، حسب اعتقادات سائدة، أن تحول الجنين إلى وحش في بطن أمه. أما في أوقيانوسيا وخاصة جزيرة جاوة، فإن الأرواح الشريرة تحوم حول كل منزل به امرأة حامل. ويعتقد أن المرأة قد تفقد جنينها إذا دخلت عليها تلك الأرواح.
وفي العديد من البلدان، يجب على المرأة ارتداء تميمة منذ بداية الحمل. فمثلا في أشانتي بغانا، يهدي الرجل لزوجته قلادة ذهبية وثوبا أبيضا مع ضرورة وضعها لتمثال على شكل قرص خشبي مسطح طيلة فترة ما قبل الولادة.
أما في غواتيمالا، كما هو الحال في توغو، ترتدي المرأة قلادة معدنية أو تضع جسما معدنيا لطرد الأرواح الشريرة. وفي كمبوديا، فإن النساء الحوامل يضعن تعويذات تحوي صيغا ورسوما سحرية.
طقوس حماية الحمل وعلاقة الألوان بعادات الحمل
ولم تسلم اليابان أيضا من طقوس يعتقد أنها تحمي الحمل. إذ يجب على المرأة في بعض مناطقها ارتداء حزام عند بلوغ الشهر الخامس وتدفئة الجنين وحمايته. أما في الهند، فإن المرأة تخضع لطقوس حماية بين الشهر الخامس والسابع.وتتناوب صديقاتها على إهدائها أساور من الفضة والذهب والزجاج لحمايتها وجنينها.
وفي مناطق من الكونغو الديمقراطية، يجب على الزوجين الاستحمام بالماء البارد ليتطهرا. أما بالنسبة لقبيلة التانالا في مدغشقر، يقوم أكبر رجال القبيلة بوضع الماء في فمه وبسقه على الحامل عند بلوغها الشهر السادس لتتطهر من كل خطاياها.
وبالنسبة لبعض المناطق، يكون لون الملابس مهما لتجنب الأرواح الشريرة. ففي جنوب الهند يجب على المرأة الحامل ارتداء ملابس سوداء تجنبها اقتراب تلك الأرواح. أما في الشرق يتوجب، حسب معتقدات سائدة، ارتداء الملابس الحمراء لدرء العين. حيث يعتبر اللون الأحمر واقيا من جميع تلك المخاطر بالنسبة لمجموعة من القبائل الهندية.
كما يعتقد في بعض المناطق عبر العالم أن لون الأكل يؤثر في لون الجنين. ففي الصين تتجنب النساء الحوامل شرب الشاي الأسود. أما في تركيا، يكثرن النساء الحوامل من تناول الحليب والقشدة. وفي مناطق قريبة من الأمازون تتجنبن تناول كل الفواكه الحمراء.
وفي عادات الحمل عند بعض المناطق الإفريقية المتعددة، يمنع على المرأة الحامل تناول لحوم بعض الحيوانات حتى لا ينتقل سلوكها للجنين أو يحمل بعض ملامحها الجسدية.
عندما يغلب طابع العادة والتقاليد يزداد الأمر غرابة
في الهند وبعض مناطق إفريقيا، يكون ممنوعا التكلم عن أي شيء يتعلق بالموت أمام المرأة الحامل. وذلك مخافة الحظ السيء أو فقدان الجنين. أما في كوريا يحرم عليها قتل الحيوانات. أما في مدغشقر، فلا يجوز على من حضر وفاة أن يزور امرأة حاملا وإلا يجب عليه أداء طقوس معينة لدرء الأرواح الشريرة.
ولتجنب الولادة العسيرة، تنصح المرأة الحامل بعدم الجلوس أثناء تناولها الطعام، كما تمنع من ركوب الأرجوحة. كما تمنع عند النزيبي في الغابون من طي ساقيها حتى لا تكون الولادة صعبة. أما عند الجاوة في أوقيانوسيا، فأن المرأة التي تجلس أمام باب مفتوحة يكون طفلها مزعجا وصاخبا بصراخه.
هي أشياء قد تثير الاستغراب فعلا تلك التي يعتقدها بعض الناس في علاقتها بعادات الحمل. خاصة أن سلوكيات الإنسان في مجموعة من المناطق لا زال يغلب عليها طابع العادة أكثر من طابع المنطق.